لماذا تراجعت أميركا عن إدراج "الحرس الثوري" على لائحة المنظمات الإرهابية؟

نسبت وكالة "رويترز" إلى مصادر مطلعة في #البيت_الأبيض، أن الإدارة الأميركية أجلت مناقشة تصنيف "#الحرس_الثوري_الإيراني" على لائحة المنظمات الإرهابية إلى أجل غير محدد، بعد تحذيرات من مسؤولين دفاعيين واستخباراتيين من نتائج عكسية لخطوة كهذه.
ونقلت الوكالة عن المصادر أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد #ترامب قررت تأجيل هذه المسألة، بعد تحذيرات من جهاز الاستخبارات، تقول إنه "في حال فعلتم ذلك ، ستفقدون فرص التوصل لأي اتفاق مع الإيرانيين حول أي مسألة".
وكانت ترددت معلومات عن اتخاذ مواقف أكثر صرامة ضد إيران بحثتها الإدارة الأميركية خلال الأسابيع الماضية، ومن المفترض أن تكون قد تمت صياغة وثيقة في شهر شباط الجاري.
وقد اتهمت نيكي هالي، مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، #إيران بدعم المنظمات الإرهابية، قائلة إن الانتصار على الإرهاب غير ممكن طالما هناك دول تدعمه، وسمّت إيران.
ويذكر أن #واشنطن فرضت عقوبات جديدة على طهران قالت إنها تأتي خصوصاً رداً على إطلاق صاروخ باليستي في 29 كانون الثاني الجاري، الأمر الذي أثار غضب الإدارة الأميركية الجديدة، ونصح نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس حينها إيران بعدم "اختبار عزم" الولايات المتحدة والرئيس دونالد ترامب.
ورفض المسؤولون الإيرانيون هذه التهديدات مؤكدين أن إيران ستواصل جهودها لتعزيز قدراتها العسكرية وخصوصا الباليستية كونها دفاعية.

الحرب على "#داعش"
وقالت مصادر أميركية وأوروبية إن قوة الدفع وراء أمر رئاسي محتمل تباطأت وسط جدل داخلي شمل مخاوف من أن ذلك قد يقوض الحرب على "داعش"، ويثير معارضة حلفاء رئيسيين، وينسف أي آفاق دبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران، ويعقد تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني.
ويأتي الاقتراح في إطار جهد أوسع للوفاء بتعهد ترامب اتخاذ موقف أكثر صرامة من إيران. ومن شأن الاقتراح في حال تنفيذه أن يضع "الحرس الثوري الإيراني" بأكمله على قائمة 'المنظمات الإرهابية الأجنبية'.
وتم العمل على الاقتراح لأسابيع، وكان من المتوقع أن يصدر هذا الشهر. لكن المصادر، التي طلبت عدم نشر أسمائها، قالت إن الفكرة ظلت محور نقاش، ولم يتضح متى سيتم الإعلان أو حتى إذا كان سيتم.
وزادت تعقيد اتخاذ قرار في هذا الشأن استقالة مستشار ترامب للأمن القومي، مايكل فلين، في 13 شباط ، بعدما كشفت تقارير أنه ناقش العقوبات الأميركية المفروضة على روسيا مع السفير الروسي قبل أن يتولى منصبه. وكان فلين أحد الذين يعملون على صياغة استراتيجية لمواجهة إيران في البيت الأبيض.
ويذكر أن مسؤولين من وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" ووكالات الاستخبارات الأميركية والأجنبية قد أثاروا اعتراضات على إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية.
وستكون مثل هذه الخطوة المرة الأولى التي يستخدم فيها قانون المنظمات الإرهابية الأجنبية لعام 1996 -الذي طبق على جماعات متشددة مثل تنظيمي "القاعدة" و"داعش"ضد مؤسسة بأكملها في حكومة أجنبية، وهو ما قد يجعلها تخضع لمجموعة واسعة من العقوبات الأميركية.
وقال مسؤولون عسكريون وآخرون، طلبوا عدم نشر أسمائهم، إن ذلك سيعقد على الأرجح قتال الولايات المتحدة ل"داعش" في العراق وسوريا، ويمكن أن يشجع القوات المدعومة من إيران في العراق وسوريا على تقليص العمل ضد التنظيم وربما القيام برعاية أعمال ضد القوات المدعومة من الولايات المتحدة أو القوات الأميركية نفسها في العراق.
وقال المسؤولون إن إدراج القوة العسكرية الأكثر نفوذا في إيران على قائمة المنظمات الإرهابية قد يعزز أيضا تأجيج صراعات بالوكالة في مناطق أخرى تقول الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة إن إيران تغذيها مثل الصراع في اليمن,
وقال أحد المسؤولين 'قد تأتي الخطوة بنتائج عكسية' في السياسة الداخلية الإيرانية. وأضاف أن 'الإيرانيين مصدر رئيسي للمشاكل... لكن مثل هذه التحركات ستساعد المتشددين فحسب في إيران، وتقوض القادة الأكثر اعتدالا مثل الرئيس الإيراني حسن روحاني.
علاوة على ذلك، قال مسؤول آخر إن إضافة "الحرس الثوري" الإيراني لقائمة المنظمات الإرهابية سيؤدي إلى خلاف مع حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين الذين يحاولون منذ إبرام الاتفاق النووي في 2015 إعادة بناء علاقاتهم التجارية مع إيران، الأمر الذي يعني في كثير من الأحيان التواصل مع الحرس الثوري الإيراني والشركات التي يسيطر عليها.
وفي الوقت الراهن قال المسؤولون إن مناقشة إدراج الحرس الثوري على قائمة المنظمات الإرهابية لا تزال مطروحة. وقال مصدر أمني أوروبي طلب عدم نشر اسمه إن نظراءه الأميركيين أبلغوه أن الأمر مؤجل.