الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ترامب يجدد هجومه على الصحافة: عدوة الشعب الاميركي

المصدر: النهار
هشام ملحم
هشام ملحم
ترامب يجدد هجومه على الصحافة: عدوة الشعب الاميركي
ترامب يجدد هجومه على الصحافة: عدوة الشعب الاميركي
A+ A-

صعّد الرئيس #دونالد_ترامب من حربه المعلنة ضد الصحافة الاميركية، مكررا التحريض ضدها ووصفها مجددا بانها "عدوة الشعب الاميركي". واضاف في كلمة القاها امام جمهور محافظ :" اريدكم ان تعلموا اننا نحارب الاخبار الملفقة". وادعى ان وسائل الاعلام الاميركية تختلق المصادر، وخصص حيزا مهماً من خطابه ضد اعتماد الصحافة على مصادر غير تذكرها بالاسم، قائلا ان هذا دليل على ان الاخبار غير صحيحة.


واتهم وسائل الاعلام بانها صناعة لها اجندتها الخاصة، وتعهد في اشارة مقلقة الى انه :" يجب ان نفعل شيئا في هذا الخصوص" من دون ان يوضح ما يعنيه بذلك.
وخلال الاسابيع الخمسة الماضية، ساهمت المصادر الحكومية التي اعتمدت عليها الصحافة ولم تذكرها بالاسم في فضح وكشف الاتصالات السرية بين مستشار الامن القومي السابق مايكل فلين والسفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك الامر الذي ادى الى اقالة فلين، لانه نفى ان يكون قد ناقش مع السفير العقوبات التي فرضها الرئيس السابق باراك اوباما ضد روسيا. ولكن الصحافة كشفت، استنادا الى مصادر لم تسمها وجود تسجيلات لهذه المكالمات تؤكد ان فلين فعلاً قد ناقش العقوبات مع السفير الروسي، وانه ضلل نائب الرئيس مايك بينس حين نفى ذلك.
المفارقة هي ان ترامب في خطابه انتقد صحيفة "الواشنطن بوست" التي استندت الى 9 مصادر في مقالها الطويل حول فلين وتضليله لبنس وادعى انها لفقت المصادر.
وتحدث ترامب وكأنه رئيس اوتوقراطي لدولة في العالم الثالث حين قال انه يجب ان لا يسمح لوسائل الاعلام " استخدام أي مصادر الا اذا تم ذكرها بالاسم". اعتماد وسائل الاعلام الاميركية على المصادر التي لا يتم ذكرها بالاسم هو اسلوب وتقليد قديم، لان الصحافة نادرا ما تعتمد على مصدر واحد لتأكيد المعلومات المهمة، وجزء كبير من المعلومات التي تغطيها وسائل الاعلام وخصوصاً المكتوبة يأتي من خلال ايجازات خلفية لمسؤولين حكوميين لا يتم ذكرهم بالاسم. وجميع المعلومات عن الفضائح السياسية والفساد في البيروقراطية، تأتي من مصادر لا تذكر بالاسم، وأكبر فضيحة سياسية في النصف الثاني من القرن العشرين، فضيحة ووترغيت التي تسببت في استقالة ريتشارد نيكسون، وهو أول رئيس يستقيل في تاريخ الجمهورية الاميركية كانت مبنية على تسريبات ومعلومات من مسؤول في مكتب التحقيقات الفيديرالي "اف بي آي" اسمه مارك فيلت، الذي كان مصدر المعلومات للصحافيين روبرت ودوورد وكارل بيرنستين اللذين كشفا الفضيحة، ولكنه كان يعرف باسم "الحنجرة العميقة" وبقيت هويته مجهولة الى ان قرر ان يكشف عنها بعد ثلاثين سنة.


وكعادته قفز ترامب في خطابه الذي استمر لخمسين دقيقة من موضوع الى آخر دون أي رابط منطقي بين هذه المواضيع، وهنأ نفسه على انتصاره الانتخابي، والحركة السياسة التي خلقها "والتي لا مثيل لها في التاريخ" على حد قوله، وتعهد بمحو تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) من الوجود، وسخر من التدابير الامنية غير الفعالة في اوروبا والتي ادت الى وقوع هجمات ارهابية في المانيا وفرنسا. وقال: " انظروا الى ما يحدث في أسوج، انظروا الى ما يحدث في المانيا، انظروا الى ما يحدث في فرنسا، انظروا الى نيس والى باريس". اشارة ترامب الى أسوج لا معنى لها على الاطلاق لأنه لم يحدث أي عنف ارهابي في أسوج أخيراً، كما انه تحدث عن فرنسا والمانيا، وكأنها تعاني هجمات ارهابية مستمرة.
وتطرق ترامب الى مفهوم القومية الاقتصادية المبني على رفض العولمة واتفاقات التجارة الدولية الحرة. وبعدما اشار عموماً الى ان التعاون الدولي هو أمر جيد، اضاف: " ولكن لا يوجد هناك شيء يدعى النشيد الدولي، ولا يوجد هناك عملة دولية، او علم دولي. هذه هي الولايات المتحدة التي أمثلها. انا لا أمثل العالم، انا أمثل بلادكم".


وكان مستشار ترامب للشؤون السياسة والاستراتيجية ستيفن بانون قد تطرق الى هذه القضايا في مداخلة امام الجمهور ذاته الخميس، حين ادعى ان احدى "أهم اللحظات المحورية في التاريخ الاميركي الحديث، كانت حين قرر (ترامب) الانسحاب الفوري من معاهدة الشراكة (التجارية) في المحيط الهاديء. هذا اخرجنا من اتفاق تجاري وجعلنا نستعيد سيادتنا". ويعتبر بانون من اكثر المستشارين نفوذا حول ترامب وهو الذي وصف الصحافة الاميركية "بالحزب المعارض" وهي العبارة التي يكررها ترامب في خطبه. وفي مؤشر لافت الى ان ادارة ترامب تتوقع وتحضر لحرب ضروس وطويلة الامد ضد الصحافة الاميركية وجميع معارضي "الاجندة الاقتصادية القومية" لترامب، قال بانون للجمهور المحافظ :" اذا كنتم تعتقدون انهم سيعيدون لكم البلاد من دون قتال، فانتم مخطئون جدا".


وترجم البيت الابيض حملته ضد الاعلام من خلال استبعاد وسائل اعلامية هامة، يشكو من تغطيتها النقدية، مثل شبكتي سي أن أن، وبي بي سي، وصحيفتي نيويورك تايمز ولوس انجلس، وموقع بوليتيكو من المشاركة في الايجاز الصحافي الذي نظمه الناطق باسم البيت الابيض شون سبايسر في مكتبه. واثار الموقف استهجان جمعية الصحافيين في البيت الابيض، ولجأ مراسلو وسائل اعلامية عديدة الى انتقاد هذه الخطوة عبر وسائل الاتصال الاجتماعي.


وكان الناطق سبايسر قد قرر الغاء الايجاز اليومي المسجل تلفزيونيا، ودعا الفريق الذي ينوبعن الصحافيين الاخرين أي مراسلي شبكة التلفزيون سي بي أس ومجموعة صحف هيرتس، اضافة الى دعوة شبكتي ان بي سي وفوكس، وصحيفة وال ستريت جورنال ومجموعة ماكلاتشي وموقع برياتبارد الذي كان يديره حتى الصيف الماضي ستيفن بانون مستشار الرئيس ترامب. كما دعي ممثلون عن وكالة الاسوسييتيد بريس ومجلة تايم للمشاركة، ولكن هؤلاء رفضوا الحضور تضامنا مع زملائهم الذين قاطعهم البيت الابيض. ولم يحدث ان لجأ البيت الابيض في السابقالى مثل هذه الممارسات المشينة ضد وسائل الاعلام.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم