الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

زيارة برّي أُوتيت ثمارُها؟

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

تلوح في الأُفق اللبناني ملامح متغيِّرات ايجابيَّة في اتجاه ما تعانيه الساحة السياسيَّة، كما الساحات الاقتصاديّة والمالية والمعيشيَّة.
وليس مستبعداً أن يكون قانون الانتخاب والموازنة والسلسلة في رأس القائمة.
الحديث في هذا الصدد لا يستند الى مخيَّلة المحلِّلين، أو الى قارئات الكف والفنجان. بل يعتمد في بنوده الأساسيَّة على زيارة الرئيس نبيه بري لطهران، والثمار التي أوتيتها الزيارة وأنضجتها الاجتماعات مع كبار المسؤولين الايرانيّين كما المواضيع التي خاض غمارها رئيس مجلس النواب اللبناني مع رئيس الجمهورية الايراني حسن روحاني ورئيس مجلس الشورى علي لاريجاني وآخرين.
باختصار، كانت الزيارة مفيدة للغاية، كما ذكر مقرَّبون وأبدى المسؤولون الايرانيون اهتماماً كبيراً بتحقيق التفاهم والتوافق في لبنان على قضايا الساعة، وربما مع تسمية كل مشكلة بدءاً من قانون الانتخاب بلوغاً ما يدور النقاش حوله، سواءً في مجلس الوزراء أم في الساحات العامة:
"اننا نعلِّق أهميَّة كبيرة على دوركم لتحقيق الاستقرار في لبنان، وتطوير العلاقات بين بلدينا، ولا شك في أنكم عشتم أياماً صعبة"... هكذا خاطب روحاني برّي، مع تأكيد اهتمام إيران بعودة دورة الحياة الطبيعيَّة الى لبنان، دولةً ومؤسَّسات وانتخابات.
قد يجد البعض في هذا الكلام الصريح تدخلاً واضحاً في شؤون لبنان، بل في تفاصيل عاديَّة تقريباً. إنما أين الغبن والغَضَاضَة في ذلك؟ لقد سبق الفضل ولجأ لبنان الى معظم دول الغرب. وقصد المملكة العربيَّة السعودية فكان اتفاق الطائف. ثم يمّم وجهه شطر قطر فكان الاتفاق على انتخاب الجنرال ميشال سليمان رئيساً للجمهورية.
ليس خفيّاً على أحد في لبنان، أو فرنسا، أو أميركا أن لإيران مونة قويَّة في هذا البلد. فكم وكم سعت باريس، وبَذَل الرئيس هولاند من جهود، حتى أنه زار طهران للوقوف على خاطر الرئيس روحاني... والتشفُّع بلبنان والسماح بانتخاب رئيس للجمهورية.
هذا، من دون إغفال الدور السوري، وقبله الدور المصري، والى آخر اللائحة.
نعود الى زيارة الرئيس بري وإشارته الى "الدعم الذي حصل وأدّى الى التطورات المفيدة للبنان، إن بانتخاب رئيس الجمهوريَّة أو تأليف الحكومة".
وعَبْر إشارة بهذا "الحجم" والدقّة، قد تكون لبرّي رغبة في تطمين اللبنانيين الى أن لا أزمة انتخابيَّة، ولا مشكلة بالنسبة الى الموازنة، ولا اتجاه صوب تعكير الاستقرار والأمن، لا من داخل ولا من خارج.
اعتادت الشعوب اللبنانية في الأزمات المستعصية أن تستنجد بالرئيس النبيه الذي لا يخيّب لها ظنّاّ، ولا يتردَّد في الاستجابة والتلبية.
هل نتوقّع انفراجات قريبة ومطمئنة؟


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم