الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

جورج خضر يوقّع في الألبا ويُحتفى به مطراناً للعقل الروحي العربي

عقل العويط
عقل العويط
جورج خضر يوقّع في الألبا ويُحتفى به مطراناً للعقل الروحي العربي
جورج خضر يوقّع في الألبا ويُحتفى به مطراناً للعقل الروحي العربي
A+ A-

اليوم من السادسة إلى الثامنة مساء، لا بدّ أن نلتقي في مكتبة الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة، "الألبا"، جامعة البلمند، سنّ الفيل، لتكريم جورج خضر. تترافق المناسبة مع صدور كتابه، "المُعَلم - عظاته وفكره". لكنّي سأتخطّى المناسبة والذريعة، على أهميتهما، للتركيز على نقطة محددة، تتصل بمطران العقل الروحيّ، اللبنانيّ العربيّ المشرقيّ هذا، وبمعنى الكينونة، والدلالة. فأنا، تهمّني الإشادة بالمهابة التي يحتلّها شخصه المعنويّ في الحياة العلمانية، المدنية، الإنسانوية، العقلية، الفكرية، الثقافية، والروحية. لكنّ المهابة ليست هي كلّ شيء. إنها من باب تسمية الكلّ باسم الجزء. أما الكلّ فهو مركّزٌ في المساحة الكبرى التي يشقّها شخصه المعنويّ هذا. أقصد الهالة المكثّفة. وأقصد الظلال التي يشيعها وجوده في العقل وفي الأمكنة على السواء. وهي ظلالٌ من شأنها أن تُحدِث في الحيّز الفرديّ، كما في الحيّز العام، تراكماً يتصل بالجوهر. فالجوهر يزداد، ويتضاعف، ويتبلور، وينمو، حتى ليصير حالةً. آنذاك، أي عند صيرورة هذه الحالة، واكتمالها، وفيضها، يصبح كلّ صعبٍ ومستحيل متاحاً وممكناً، وفي المتناول.


أنا أعني جيّداً ما أقول، على رغم أننا منفيون، كلبنانيين، كعرب، خارج العقل، في غياهب الصعوبات والمستحيلات، وفي مقدّمها الغياهب التي تواجه الفكر العربي النقدي. ما أصعب ما نحن فيه. لكن الشخص الذي نحتفل بمهابته، وبالهالة، لم يترك حجةً لأحد كي يفلت، أو يهرب، أو يتملّص، أو يستقيل من المسؤولية. أعني مسؤوليّة النقد والعقل.
أنا هنا، لأحتفل بجورج خضر. وهو احتفالٌ بالعقل الذي يمكّن الروح من أن يؤدّي دوره في تعميم ديناميكية المعنى الملقى على عاتقه. هذا هو الشخص المعنويّ الذي يهمّني أن ألفت إلى تكريمه في هذه المناسبة. رجل الدين هو بعضٌ من هذا الشخص المعنويّ الذي يجعل الرياسة للعقل ويقيم المأدبة. عندما أستجير بالعقل، لا بدّ أنّ المتلقّي يعرف تماماً ما تعنيه الرحابة العقليّة، ومن ضمنها رحابة القلب، والوجدان، والضمير، والروح، والإيمان، والتنوّع، والتعدّد، والاختلاف، والتلاقي، والتساقي، والتجاور، والتوأمة. هذه كلّها من قيم العقل، ومن مواهبه. جورج خضر هو هنا، في هذه القيم بالذات. ففي هذا الموضع الرحيب الذي يتسع للأمكنة، والأشخاص، والجماعات، والأفكار، والمعايير، والمعتقدات، واللاهوت، والتأويل، شيّد جورج خضر عمارته التي لا تغلق باباً بل تفتح الأبواب، والتي لا تهيل تراباً على خيال وردة، بل تمسح التراب لتتفتّح الأكمام والأزرار، ولتولد الاجنّة، ويزداد فرح العقل، وتعمّ الغبطة.
وهذا هو الحبّ. وهو حليب العقل. أما المطران فهو في هذا الينبوع المحبوب. أما الله، الذي هو الله، فمقيمٌ في السدّة المطلقة، التي هي الكلّ في الكلّ. سلامي إلى المطران جورج.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم