الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

هل هناك فرق بين المحرقة والتفكك الحراري؟ (صور وفيديو)

أسرار شبارو
أسرار شبارو
هل هناك فرق بين المحرقة والتفكك الحراري؟  (صور وفيديو)
هل هناك فرق بين المحرقة والتفكك الحراري؟ (صور وفيديو)
A+ A-

"#التفكك_الحراري" مصطلح بدأ بالتداول منذ فترة كحل لأزمة النفايات في العاصمة بدلاً من الطمر في #الكوستابرافا وبرج حمود وصيدا، هذا المصطلح طرح علامات استفهام عدة على رأسها الفرق بينه وبين "المحرقة" لاسيما بعد اقتراب تنفيذ الخطة المستقلة التي يعمل عليها المجلس البلدي منذ موافقة مجلس الوزراء على استثناء بيروت من أي حل طويل الأمد لمعالجة النفايات الصلبة، وتأكيد رئيس البلدية جمال عيتاني اتخاذ القرار باستخدام هذه التقنية.


#بلدية_بيروت تؤكد ان المشروع الذي ستنفذه لحل ازمة النفايات بعيد كل البعد عن "المحرقة" وهو حل بيئي لا غبار عليه، في حين يعتبر خبراء البيئة ومنهم الدكتور ناجي قديح ان الجهات التي تسعى الى بناء محارق في لبنان سواء كانت بلدية او سياسية تستخدم هذا التعبير للتهرب من استخدام كلمة محرقة كونها تعلم انها مرفوضة من قبل الكثيرين وليس فقط خبراء البيئة، فهي مصدر للتلوث وتأثيراتها خطيرة على الصحة".


 


[[video source=youtube id=Bb-RoAWv3ro]]


 


وأضاف قديح في حديث لـ"النهار" كل الجهات التي ترغب بالقيام بالمحارق تقوم بالترويج لها وتسويقها او اتت بها بطرق غير مشروعة ووضعتها في بعض القرى والبلدات وشغلتها من دون احترام المجريات القانونية اللازمة، تحت عنوان التفكك الحراري، لايهام الناس انها تقوم بتقنية متطورة لا تلوث البيئة وهذا نوع من التضليل واخفاء الحقيقة واستخدام مصطلحات لا ترقى الى الدقة المطلوبة والغاية منها اخفاء المخاطر التي تشكلها المحرقة".


 


ما هو "التفكك الحراري"؟


 "هو تعبير تقني يستخدم للتدليل على اربع انواع من التقنيات لتدمير المواد تحت تأثير الحرارة"، ويشرح قديح:



أولا: الحرق او Incineration، هو عملية تفكك حراري باخضاع المواد الى درجات حرارة عالية جداً تتراوح بين 750 درجة مئوية الى 1200 درجة، بحضور الأوكسجين أي عملية أكسدة للمواد، وتحويلها إما الى غازات ورماد.
ثانياً: التحلل الحراري وهو اخضاع المواد الى درجات حرارة متوسطة في وسط فقير جدا بالاوكسجين، اي عملية تفحيم وتحميص المواد، ينتج عنها غازات وفحم ما يعني مواد صلبة تركيبتها الاساسية الكربون.


ثالثاً: تحويل المواد الى غازات باخضاع المواد الى درجات حرارة عالية في وسط فقير او خالي من الاوكسجين، في هذه الحالة يتم تحويل المواد الى غازات ومواد صلبة غنية باول اوكسيد الكربون والهيدروجين وبالتالي هي قابلة للاحتراق لوحدها كي تنتج طاقة.


رابعاً: البلازما، وهي عملية تتم تحت تأثير حرارة مرتفعة جدا تصل الى 5000 و10000 درجة مئوية، تولد هذه الحرارة من القوس الكهربائي، وتؤدي إلى تحويل كل المواد الصلبة الترابية والمعادن إلى رماد أولا، وبالتالي إلى صخر بلوري، والمواد العضوية إلى غاز غني بالطاقة.



(مصوّر يظهر مراحل عملية حرق النفايات)


"تفكك حراري" صديق للبيئة
من جانبه، اكد رئيس لجنة العلاقات العامة والاعلام في بلدية بيروت هاكوب ترزيان لـ"النهار" أن" التفكك الحراري ليس الهدف بحد ذاته، فمعالجة النفايات مشروع متكامل، يبدأ بالتوعية على الفرز من المصدر والفرز من المصدر، عبر حاويات مصنفة سنحاول ان سمحت البنى التحتية ان تكون معظمها تحت الارض يضع فيها المواطنون النفايات، وستخصص ايام معينة لجمع نفايات المعامل والشركات الكبرى، بعدها تأتي الخطوة الثانية وهي الفرز في المعمل المنوي انشائه، ثم المعالجة، لنصل الى خطوة التفكك الحراري، والتي تستخدمها كل دول العالم".



(دخان يتصاعد من محرقة نفايات) 


 


وعما اذا كان التفكك الحراري عبارة ملطفة للمحرقة التي يحذر منها خبراء البيئة اجاب ترزيان: " كلا، مع العلم انه يجب تخفيض الكميات التي تصل الى معمل التفكك الحراري واستخدام هذه التقنية لن يؤدي الى ضرر بيئي، فالتفكك الحراري سيكون بطريقة صديقة للبيئة وبمواصفات عالمية من دون انبعاثات مضرة، كما في باريس، فينا وكوبنهاغن وغيرها الكثير، اذ يوجد اكثر من 500 معمل في اوروبا لهذه التقنية التي برهنت انها افضل طريقة خلال العشر سنوات الماضية لاسيما في مدينة مكتظة بالسكان، أراضيها محدودة".



(الفرز من المصدر)


أمران يتم تجاهلهما



يستشهد مروّجو تقنية التفكك الحراري كما قال قديح بالمحارق المتطورة المعتمدة في البلدان المتقدمة ولكنهم لا يأخذون في الاعتبار أمرين:



* تقنيات مكافحة التلوث عالية التطور المعتمدة هناك لمعالجة الملوثات الناتجة عن هذه العملية من غازات خطرة وسامة ورماد متطاير تلتقطه "الفلاتير" والتي يجب تنظيفها كل نحو 4 شهور.



* المعالجة والطمر في مطامر متخصصة بالنفايات الخطرة.



(محرقة ضهور الشوير)

وسأل قديح: "أين المطامر المتخصصة بالنفايات الخطرة؟ اضافة الى ان الغازات التي تنبعث تحتاج غسيلاً كيميائياً في أجهزة مكافحة التلوث وينتج عن هذه المغسال كمية كبيرة من المواد السائلة الملوثة كيميائياً وهي تحتاج معالجة قبل رميها بالطبيعية".
وفي رأيه ان "تجاهل هذه الأمرين يعني اطلاع الناس على جزء من المشروع من دون الاجابة عن كيفية التحكم بالمخاطر الكبيرة التي ستنتج".
أما "الخيار المناسب للتعامل مع نفايات لبنان الغنية بالمواد العضوية والمواد القابلة لاعادة التدوير فتنطلق من عملية تخفيف كميات النفايات الى الفرز واعادة التدوير ومعالجة النفايات العضوية، وليس الطمر الذي يحصل اليوم ولا الحرق الذي يروج له".



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم