الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

هل نستعيد مشهدية 8 و14 آذار؟

غسان حجار
غسان حجار @ghassanhajjar
هل نستعيد مشهدية 8 و14 آذار؟
هل نستعيد مشهدية 8 و14 آذار؟
A+ A-

لم تكن نشأة التحالفين الكبيرين 8 اذار و14 اذار مصطنعة أو مدروسة، بل ولد الاول من رحم الشكر لسوريا ومواعدتها على اللقاء والولاء في 8 اذار 2005، وكردّ فعل على ذلك التجمع الكبير توافد لبنانيون من كل حدب وصوب في اكبر تظاهرة شهدها لبنان بتاريخه وكان تجمّع 14 اذار. لكن التحالفين تفككا لاحقا لاسباب داخلية لدى كل منهما، منها الاحباط، والملل، وايضا الاتصالات والتحالفات المستجدة التي املتها الظروف والمتغيرات والحسابات، والتي لولاها لما أمكن إجراء تسوية رئاسية وحكومية ايضا.


تحالف 14 اذار كان عماده "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية" قبل ان يخرج منه الحزب التقدمي الاشتراكي ليستقر في مسافة وسطية ما بين الفريقين. وبمجرد دخول الرئيس سعد الحريري في حوار مع العماد ميشال عون، خاف الدكتور سمير جعجع من العزل، خصوصا انه من الصعب عليه ايجاد ابواب اخرى تنفتح امامه في الفريق المواجه، فاستعجل اللحاق بركب عون وسبق الحريري في هذا المسار، ما ادى الى مصالحة مسيحية ساهمت في ايصال عون الى قصر بعبدا. وساهم غياب الحريري عن لبنان مدة طويلة في تفكك اوصال هذا الفريق وتراجعه الى حد الابقاء على امانة عامة لقوى لم تعد موجودة.
في المقابل، ادى الصراع الدائم ما بين الرئيس نبيه بري والعماد عون الى تشظي تحالف 8 اذار، قبل ان يشتد الخلاف ما بين عون والنائب سليمان فرنجيه، ويتباعدا، فيشهرا الطلاق، ويعجز "حزب الله" عن اعادة الامور الى نصابها، في مقابل حوارين ثنائيين مع "بيت الوسط" من الطرفين عون وفرنجيه كل على حدة.
لكن المشهد عاد فتبدل في الفترة الاخيرة. فقد دخل الحريري وجعجع الى إحياء ذكرى الرئيس رفيق الحريري يداً بيد، في اشارة الى عودة المياه الى مجاريها بين الحزبين، وردّهما الموازي على الامين العام لـ"حزب الله" في شأن كلامه عن السعودية، والاتفاق مجددا على افكار مشتركة لقانون انتخاب يقوم على المختلط ما بين النسبي والاكثري، ورفض النسبية، في مقابل تأكيد اوساط الحريري "الحلف المقدس" مع النائب وليد جنبلاط، وترجيح زيارة جنبلاط لـ"بيت الوسط" قريبا، ما يعيد الى الاذهان المشهد الاول قبل نحو اثنتي عشرة سنة.
في المقلب الآخر، عاد التناغم في الخطاب السياسي ما بين الرئيس ميشال عون والسيد حسن نصرالله في موضوع السلاح والمقاومة، وفي موضوع التعامل مع النظام السوري، كذلك برز اصطفاف يجمع "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" وحركة "امل" وحلفاء الثنائي الشيعي من السوري القومي الاجتماعي الى "الديموقراطي اللبناني"، على رفض العودة الى الستين، ورفض القانون المختلط، ورفع راية النسبية باختلاف الدوائر والتقسيمات.
فهل نشهد اعادة إحياء تحالفَي 8 و14 اذار، ونعود 12 عاما الى الوراء؟


[email protected] Twitter: @ghassanhajjar

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم