المحارب الروسي في الأمم المتحدة...تشوركين يغيب عشية ذكرى ميلاده الـ65

خسرت روسيا أمس واحداً من ألمع ديبلوماسييها وأبرعهم على الساحة الدولية بوفاة فيتالي تشوركين، المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، بأزمة قلبية مفاجئة، خلال عمله في نيويورك قبل يوم واحد فقط من عيد ميلاده الخامس والستين.
وأفادت معلومات الشرطة في نيويورك أنها وصلت الى البعثة الروسية في مانهاتن قرابة الساعة التاسعة والنصف صباحاً، حين وجد تشوركين وقد توقف قلبه. وأعلنت وفاته في مستشفى البريسبيتيريان. واستبعدت الشرطة أن تكون الوفاة مدبرة.
واكتفت وزارة الخارجية الروسية بإصدار بيان يفيد أن الديبلوماسي الذي يعمل سفيراً لبلاده في الأمم المتحدة منذ عام 2006، توفي "فجأة" في نيويورك، أمس قبل يوم واحد من عيد ميلاده الـ65. وعبرت الوزارة عن "تعازيها العميقة" لعائلة تشوركين، واصفة اياه بأنه "ديبلوماسي روسي مرموق". وكتبت الناطقة بإسم الوزارة ماريا زاخاروفا في صفحتها على "الفايسبوك" أن تشوركين "ديبلوماسي عظيم. شخصية غير مألوفة. شخص لامع. فقدنا واحداً منا".
وأسفت البعثة الروسية لإعلان "الموت المفاجىء" لتشوركين، الذي كان "مفعماً بالحيوية"، معتبرة أن رحيله "خسارة لا تعوض". وعبر الديبلوماسيون في البعثة عن "الحزن العميق"، موجهين تعازيهم الى زوجته ايرينا وابنته اناستازيا وابنه مكسيم، وعائلته وأصدقائه. وأعلنت فتح سجل التعازي بين 21 شباط الجاري (اليوم) و23 منه في البعثة الدائمة.
وكان لوفاة تشوركين وقع الصدمة على نظرائه وعلى الذين عملوا معه في الأمم المتحدة. ووقف الديبلوماسيون دقيقة صمت حداداً عليه خلال جلسة في الجمعية العمومية، حيث أعلنت المندوبة الإماراتية الدائمة لانا نسيبة أنه "بحزن عميق، لا بد لي أن أبلغكم أن الوفد الروسي أعلمنا للتو بوفاة السفير فيتالي تشوركين المفاجئة هذا الصباح. أود أن أقدم بالنيابة عنا جميعا التعازي الحارة لبلده وللحكومة الروسية والسفارة الروسية لدى الأمم المتحدة، وخصوصا لزوجته وولديه. كان زميلا عزيزا علينا جميعا، ودبلوماسيا ملتزما التزاما عميقا ببلاده، وواحدا من خيرة الناس الذين عرفناهم. أود أن نكرم هذه اللحظة هنا اليوم بالوقوف دقيقة صمت".
ويتوقع أن يصدر مجلس الأمن اليوم بياناً يؤبن فيه أحد أكبر المدافعين عن قيم الأمم المتحدة ومبادئها.
وأفادت المندوبة الأميركية نيكي هايلي في بيان أن تشوركين، وعلى رغم معرفتها القليلة به "أظهر أنه زميل كريم". وقالت: "نحن لم نر الأمور دائماً بالطريقة ذاتها، لكنه بلا ريب روّج لمواقف بلاده بمهارة فائقة".
وعبرت المندوبة الأميركية السابقة سامانتا باور عن "الصدمة" لوفاة "المايسترو الديبلوماسي والرجل الحنون" الذي سعى كل ما في وسعه لردم الخلافات بين الولايات المتحدة وروسيا. وكتبت المستشارة السابقة للأمن القومي سوزان رايس أن تشوركين كان "خصماً عنيداً وصديقاً دائماً" خلال عملها مندوبة لبلادها في الأمم المتحدة.
وعبر المندوب البريطاني ماثيو رايكروفت عن صدمته لوفاة تشوركين "أحد أعمدة مجلس الأمن خلال السنين العشر الأخيرة". وكذلك قال نظيره الفرنسي فرنسوا دولاتر في بيان أن "تشوركين أحد أبرع الديبلوماسيين الذين عرفتهم".
وبدأ تشوركين عمله الديبلوماسي في السبعينات من القرن الماضي. وعمل خلال عام 1974 مترجماً خلال المفاوضات السوفياتية - الأميركية التي أفضت الى معاهدة الحد من الأسلحة الإستراتيجية 2 "سالت 2".