الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

لقد انتصرت الكورة الخضراء... "موقتاً"!

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
لقد انتصرت الكورة الخضراء... "موقتاً"!
لقد انتصرت الكورة الخضراء... "موقتاً"!
A+ A-

أمس كان اللقاء مؤثراً للغاية، عند الجسر الأثري المفضي إلى بلدة بزيزا المنكوبة بـ"معمل إنتاج الموت". أطفال تقاطروا من كلّ صوب مع أمهاتهم وآبائهم وأجدادهم، جنباً إلى جنب مع الشبّان والشابات، ليقولوا "لا" لمعمل إنتاج زيت الجفت، ولكلّ مَن يدعم وجوده، واستمراره، ولكلّ مَن يقف وراءه، من سلطات إدارية وبلدية وتنفيذية وتشريعية، محلية وجهوية وحزبية ورسمية.


اليوم، جاء من يزفّ إلينا أن المعمل المشؤوم قد "أقفل موقتاً". عال. شكراً لمَن أقفله. لكن المطلوب أن يُقفَل نهائياً، وأن يُستأصَل وجوده، فلا يعود في مقدوره أن يفرّخ من جديد.


فمبروك لأهل #بزيزا، ولأهل الجوار، ولكل الهيئات المدنية والأهلية في منطقة #الكورة الخضراء.
لكن، لنا كلمة، لا بدّ من قولها في هذا السياق، وإن "أُقفل المعمل موقتاً". وهي كلمة حقّ يجب أن تقال عالياً، ليسمعها الجميع.


أين كان النواب والوزراء والمسؤولون؟! العار لهؤلاء، من أدناهم إلى أعلاهم، الذين كانوا يضعون الأقنعة على وجوههم، ليخفوا المكر والخبث والانتهازية والوصولية والصفقات والمصالح المشبوهة، على حساب الصحة العامة، والبيئة العامة.
لا أستثني أحداً، ولا جهة. الجميع كان مشاركاً على المستوى الفعلي، أو على المستوى "الموضوعي"، في هذه الجريمة البيئية الجماعية النكراء، لأنه لم يفعل شيئاً ملموساً لوقف الاستهتار بصحة الناس.


كان ينبغي لي أن أسأل، بل أن أتهم: أين كان اتحاد بلديات الكورة؟
أين كان نواب الكورة الميامين الذين "يمثّلون" الشعب؟
أين كان وزراء الصحة والبيئة والزراعة والصناعة، الذين يجدون الوقت الكافي لعيش حياتهم ورفاههم، وللذهاب إلى سهراتهم، وللقيام بكل أعمالهم وزياراتهم، لكنهم لم ينبسوا بكلمة عزاء واحدة للأهالي القابعين تحت جحيم الموت الذي يهدد حياتهم وحياة أولادهم وأرزاقهم على مدى الساعة؟
قيل لنا إن معالي وزير الصحة زار الكورة الخضراء قبل أيام. أما كان في إمكان "مستشاريه" الذين نظّموا له الزيارة، أن يلفتوا أنظاره الكريمة إلى لزوم السؤال عن صحة أهل بزيزا وأهل البلدات المجاورة من جرّاء "معمل إنتاج الموت" هذا؟


لكن الوزير، وزير الصحة، بل الوزراء جميعهم، كانوا ربما مشغولين بأمور شتى، في حين أن المطلوب كان واحداً. إسألوا مرتا مرتا في الإنجيل. وإسألوا المسيح.


كان ينبغي لي أن أسأل: أليس الأجدى أن يستقيل المسؤولون، والنواب، والوزراء؟ أو أن يقدّموا جردة حساب؟ أو... أن ينتحروا؟
أما الآن، فنحن سعداء "بتحفظ". لأن الرجوع عن الخطأ فضيلة. ولأن "استلحاق" الحال يعيد الى المعنيين بعضاً من كرامة هي ذليلة أصلاً وفصلاً.
كان بودي أن أقول الآتي: لهؤلاء جميعاً: لو كان الموتى يقومون من القبور، لكانوا هبّوا من قبورهم ليرشقوكم بالعظام والحجار والتراب.
المهمّ المهمّ: أن يُقفَل "معمل إنتاج الموت" بشكل نهائي. نحن لا نقبل بـ"الموقّت". لأن "الموقّت" يفتح الباب أمام "فبركة" معطيات على قياس المنتفعين والانتهازيين وصغار النفوس، فضلاً عن الزعماء والمسؤولين.
إنه لأمر جيّد أن يُقفَل المعمل موقتاً.
إنما المطلوب أن يُختَم بالشمع الأحمر.


هذه هي الهدية الوحيدة التي يستحقها أهل بزيزا والكورة.
وهم ينتظرون هذه الهدية. فلا تخذلوهم و... إلاّ!


[email protected]


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم