الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

إحباط في أستانا واتجاه إلى مشاركة وفدين للمعارضة في جنيف 4

موسى عاصي
إحباط في أستانا واتجاه إلى مشاركة وفدين للمعارضة في جنيف 4
إحباط في أستانا واتجاه إلى مشاركة وفدين للمعارضة في جنيف 4
A+ A-

تعمل الأمم المتحدة على السير بحلٍ يرضي جميع الأطراف السوريين بغية تسهيل انعقاد جنيف 4 في موعده المقرر في 23 شباط الجاري بعد فشل كل المحاولات، حتى الآن، لجمع أطياف المعارضة السورية ومنصاتها في وفد موحد.
والحل الأكثر تداولاً في الوقت الحاضر، دعوة وفدين معارضين في مقابل الوفد السوري الحكومي، الأول هو وفد الهيئة العليا للمعارضة الذي شكل في نهاية الأسبوع الماضي، والثاني يمثل منصات موسكو والقاهرة وأستانا وحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي. وكانت "النهار" أوردت أمس أسماء الشخصيات المؤلفة لهذا الوفد.
وارتفعت أسهم خيار الوفدين بعد فشل اللقاءات التي عقدها المبعوث الاممي الخاص ستافان دو ميستورا في موسكو مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونائبه لشؤون الشرق الأوسط غينادي غاتيلوف في التوصل الى حل لجمع المعارضة في وفد واحد.
وتطالب موسكو بضم ثلاثة من كل من منصتي موسكو والقاهرة الى ممثل للقاء أستانا (السيدة رندا قسيس) الى وفد الهيئة العليا، وهو ما أشار اليه لافروف بعد لقائه دو ميستورا عندما قال "إن موسكو تصر على اشراك ممثلين للمعارضة المعتدلة في الوفد المفاوض"، فيما نقل دو ميستورا الى موسكو رفض الهيئة العليا لأي إضافة من خارج الوفد الذي شكلته الأسبوع الماضي والذي يضم ممثلاً واحداً عن منصة موسكو وآخر عن منصة القاهرة.
واتفق الجانبان الروسي والأممي، كما علمت "النهار"، على استكمال البحث في عقدة تشكيل الوفد الموحد في لقاء يجمع لافروف ودو ميستورا في ميونيخ، على هامش اعمال المؤتمر الدولي للأمن الذي يفتتح اليوم ويستمر ثلاثة أيام. كما سيعقد لقاء آخر في هذا المؤتمر، يُعوّلُ عليه كثيراً، يجمع لافروف ونظيره الاميركي ريكس تيلرسون اللذين اجتمعا أمس في مدينة بون بألمانيا، ومن المحتمل ان يلتقي دو ميستورا أيضاً الوزير الاميركي.
ورأى المبعوث الاممي بعد لقائه وزير الخارجية الروسي أن نجاح المفاوضات السورية في أستانا سيساهم في التعجيل في العملية السياسية. وقال إن مفاوضات جنيف ستركز على المسائل المتعلقة بصوغ الدستور السوري الجديد وإجراء الانتخابات، مشدداً على أن "القرار الدولي الرقم 2254 هو الوثيقة الوحيدة التي تحدد اتجاهات تسوية الأزمة السورية، ونأمل في إجراء مفاوضات جوهرية في شأن ثلاث مسائل: تأسيس شكل جديد من أشكال الحكم وصوغ دستور جديد وإجراء انتخابات في إشراف الأمم المتحدة".
وأوضح لافروف أن المسودة التي قدمتها روسيا لمشروع الدستور السوري الجديد، جاءت بغية تشجيع عملية مناقشة مسودات مختلفة للدستور، وقال: "نعتقد أن المقترحات الروسية قد تشكل حافزا لإطلاق مفاوضات حقيقية بين السوريين، بمن فيهم ممثلو الحكومة الحالية والمعارضة، ونأمل في أن تكون الاتصالات بمشاركة الجانب الروسي قبل معاودة المفاوضات، مفيدة".


احباط في أستانا
وعلى رغم اعلان موسكو عن تشكيل لجنة ثلاثية (روسية - تركية - إيرانية) لمراقبة وقف الأعمال القتالية في سوريا بشكل دائم ووضع تدابير لبناء الثقة بين الاطراف كالاتفاق على وضع آلية لتبادل معتقلين، لم يصدر أي بيان ختامي عن اللقاء كما كان متوقعاً، الامر الذي يعكس مدى التباعد في وجهات النظر بين الطرفين. وأكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي للتسوية في سوريا ألكسندر لافرينتيف، في مؤتمر صحافي عقب اختتام اللقاء، هذه الأجواء السلبية إذ قال: "إن الحوار السوري - السوري المباشر لا يزال بعيداً والثقة معدومة بين الجانبين".
وألقى رئيس الوفد السوري الحكومي السفير بشار الجعفري مسؤولية عدم صدور البيان على الجانب التركي "الذي عارض المسودة"، وعلى "وصول الوفد التركي والمجموعات المسلحة في وقت متأخر إلى أستانا". واتهم أنقرة بتسهيل "دخول عشرات الآلاف من الإرهابيين إلى سوريا"، وطالب باتخاذ اجراءات حاسمة "لإغلاق الحدود التركية أمام تدفق الإرهابيين"، معتبرا أن تركيا لا يمكنها أن تلعب "دور مشعل الحرائق ورجل الإطفاء في وقت واحد".
وفي المقابل، أعلن رئيس الوفد المعارض محمد علوش عن استكمال التفاوض في أنقرة لوضع آلية محددة للإفراج عن المعتقلين، وأشار الى تشكيل لجنة للمراقبة تضم روسيا وتركيا ودولاً عربية و"رفضنا أي دور لإيران في سوريا جملة وتفصيلاً".
وقال إن "الروس أكدوا لنا أنهم سيرسلون لنا أجندة فك الحصار عن الغوطة الشرقية"، مشيراً الى أن المعارضة طالبت باستخدام مصطلح "الحل" بدل "المصالحة".


متشددون يعدمون معارضين
في غضون ذلك، أفاد مسؤول في المعارضة السورية المسلحة وموقع "سايت" الاميركي الذي يراقب نشاطات الجماعات المتشددة على الإنترنت، أن مقاتلين إسلاميين في سوريا أعدموا عشرات المعارضين الذين أسروهم في اشتباكات دامية.
وقال المسؤول في المعارضة وموقع "سايت" إن جماعة منبثقة من جماعة "جند الأقصى" قتلت ما بين 150 و200 عضو في فصائل معارضة وتحالف آخر لفصائل إسلامية في بلدة خان شيخون بجنوب محافظة إدلب.
وأشارا الى أن القتلى كانوا قد اعتقلوا وظلوا أسرى ستة أيام خلال اشتباكات في المنطقة في قتال يزداد دموية بين فصائل مسلحة مختلفة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم