الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

خبراء اميركيون يوصون بتغيير الحمض النووي البشري...قلق لدى باحثين و"تحذير"

المصدر: "أ ف ب"
خبراء اميركيون يوصون بتغيير الحمض النووي البشري...قلق لدى باحثين و"تحذير"
خبراء اميركيون يوصون بتغيير الحمض النووي البشري...قلق لدى باحثين و"تحذير"
A+ A-

أعلنت مجموعة خبراء نافذين في الاكاديمية الاميركية للعلوم تأييدها تغيير الحمض النووي للخلايا التناسلية والاجنة البشرية للقضاء على الامراض والتشوهات الخلقية الخطيرة، مما يعيد اطلاق مناقشة اخلاقية في شأن هذا الموضوع المثير للجدل.


وكانت السلطات البريطانية فتحت الطريق امام هذا المسار من خلال سماحها في شباط 2016 بالتلاعب بالأجنة لغايات مرتبطة بالبحوث العلمية في شأن علاجات لجملة امراض.


ويثير هذا القرار والتوصيات الجديدة الصادرة عن الاكاديمية الاميركية للعلوم قلقا لدى باحثين كثيرين يخشون من أن تستخدم هذه التقنيات للتلاعب الوراثي يوما ما في زيادة الذكاء او لمنح المواليد الجدد مواصفات جسدية محددة. وأشارت الاكاديمية في تقريرها الى ان التلاعب الوراثي الذي يطال الخلايا التناسلية "يجب الا يسمح به سوى للمعالجة او الوقاية من امراض خطيرة". الى ذلك، يجب ان تحصل عمليات التلاعب هذه وفقا لاطر محددة، و"تحت مراقبة مشددة" تضمن الشفافية الكاملة.


ويؤكد الخبراء أن التلاعب بالحمض النووي للخلايا الجسدية (التي لا تحمل سمات وراثية) بات موضع دراسات سريرية عدة. كذلك أكد الباحثون تأييدهم "اجراء تجارب سريرية حول التلاعب بالمجين البشري الجنيني الذي ينتقل عبر الاجيال، من خلال اضافة او سحب او استبدال جينات للقضاء على الامراض الخطيرة".


وأبدى هؤلاء اعتقادهم ايضا بضرورة اجراء استشارات عامة موسعة قبل "السماح بإجراء تجارب سريرية في شأن التلاعب بالمجين الجنيني لأي هدف آخر غير العلاج او الوقاية من امراض او اختلالات جسدية".


وأوضحت التا شارو، استاذة الحقوق والاخلاقيات الحيوية في جامعة ويسكونسن-ماديسن واحدى رؤساء اللجنة التي قادت هذه الدراسة، أن "التلاعب بالمجين البشري أمر واعد جدا لفهم امراض وراثية مدمرة عدة ومعالجتها والوقاية منها، ولتحسين علاج عدد كبير من الامراض الاخرى".


لكنها اشارت الى ان "التلاعب بالمجين لمجرد تحسين المواصفات الجسدية او القدرات يثير مخاوف في شأن معرفة ما اذا كانت منافع هذا الامر اكبر من مخاطره، وما اذا كانت هذه التقنية محصورة بقلة من الاشخاص المحظيين".


ولفت التقرير الى ان تكنولوجيا التلاعب الجيني تتقدم سريعا، مما يجعل التلاعب بالجزء الوراثي من مجين الجنين البشري والسائل المنوي والبويضات والخلايا الجذعية "ممكنا في المستقبل القريب، وما اذا كان الامر يستحق التفكير به جديا".


في الوقت الحالي، لا يسمح بالتلاعب بالحمض النووي للخلايا التناسلية البشرية في الولايات المتحدة بسبب حظر الوكالة الاميركية للاغذية والادوية (اف دي ايه) استخدام اموال فيديرالية للتدقيق في "بحوث يتم بواسطتها الحصول على جنين بشري او تعديله لزيادة خاصية جينية يمكن توريثها".


ووقع اكثر من 40 بلدا اتفاقا دوليا يحظر التلاعب الوراثي الذي من شأنه التغيير بخصائص السلالة البشرية. العام 2015، دعت اللجنة الدولية المعنية بأخلاقيات علم الأحياء التابعة لمنظمة "الاونيسكو" الى تجميد العمل في تقنيات التلاعب بالحمض النووي للخلايا التناسلية البشرية، لتفادي حصول تغيير "مناف للاخلاقيات" في الخصائص الوراثية للافراد، مما قد يؤدي الى ظهور ممارسات انتقائية لتحسين النسل.


مع ذلك، في كانون الاول 2015، خلص منظمو قمة دولية في شأن التلاعب بالمجين البشري، بينهم خصوصا اكاديميتا العلوم الاميركية والصينية، الى ان البحث الاساسي وما قبل السريري يجب ان يتواصل، نظرا الى الفوائد الطبية المحتملة لهذه التقنية لكن مع ضرورة مراقبتها في شكل مشدد على الصعيدين القانوني والاخلاقي.


واعتبرت مديرة منظمة "سنتر فور جينيتيكس اند سوسايتي" غير الحكومية مارسي دارنوفسكي أن التوصيات الاخيرة والخلاصات الصادرة في تقرير الاكاديمية الاميركية للعلوم "مثيرة للاضطراب والخيبة". وقالت: "رغم ان التقرير يدعو الى الحذر، هذه التوصية تشكل ضوءا اخضر للمضي قدما في تغيير الجينات البشرية التي ستنقل للاجيال المستقبلية".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم