الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

فالنتاين طرابلس: دينامية حب وتجارة وحركة

المصدر: طرابلس - "النهار"
رولا حميد
فالنتاين طرابلس: دينامية حب وتجارة وحركة
فالنتاين طرابلس: دينامية حب وتجارة وحركة
A+ A-

في ظاهرة لافتة هذا العام، دخل عيد فالنتاين او عيد العشاق على طرابلس بصورة ناشطة، وحركة فاعلة. وحتى ساعات الليل كانت الهدايا لا تزال محمولة على أيدي باعة في الشارع، كما على واجهات الكثير من المحلات التجارية المتخصصة في الهدايا، والحلويات، والألعاب. وليس غريبا أن يُلاحَظ اثنان في أي مكان يتبادلان قالب حلوى، غالبا على شكل قلب، وباللون الأحمر، أو وردة حمراء، أو كل ما يمت لاحمرار الحب، لا الخجل، بصلة.


المحلات ذات الصلة بالعيد مرتاحة لجو عيد الرابع عشر من شباط. في شارع متفرع من المعرض، محل لبيع الزهور"أزهار المعرض"، كانت واجهاته، ومنصاته ملأى بباقات الورد الأحمر، لكن ما إن حلت الساعة الثانية بعد الظهر حتى كادت الرفوف تفرغ من ورودها، منتقلة إلى الأفئدة والقلوب العطشى للدفء، والراحة بلقاء.



 


"هذا العام العيد أفضل، غير أن عيد العشاق عندنا لم يغب عن المدينة"، يقول الحاج خضر خولة صاحب المحل لافتاً إلى أن محله شهد ازدحاماً غير معهود، دون أن يشكو الزبائن من أي تسعيرة مغايرة للأيام العادية.


ويوضح أن "باقة الورد الأحمر، المستورد من هولندا عادة، تباع بأربع وعشرين الف ليرة في الأيام العادية، دون تصنيفات جودة، لكنها في عيد الحب، تصنف ثلاثاً، أرخصها بخمس وثلاثين ألفا، والوسط بخمسين، والجيد بخمس وسبعين، لكن أحداً لم يشكُ، فالمهم إرضاء الحبيب"، كما قال.


وأفاد ان "حركة الطلب للعيد بدأت منذ ثلاثة أيام، وتستمر حتى الغد، ونشعر أن الناس لا تريد أن ينتهي اليوم".


وخولى مضى على زواجه ٥٨ سنة، وحبه لزوجته آمنة تطور مع الوقت، وهو اليوم يعبر عن ذلك بقوله إنه "أسعد مخلوق في الدنيا معها، والمهم مراعاة الأنثى، والوقوف على خاطرها، ومتى احترمها زوجها أحبته، ورعته بكل عواطفها".



 


في شارع آخر، محل "سوربرايز" (ٍSurprise) لبيع أصناف مختلفة من الهدايا، تنهمك صاحبته مع عدد من العاملات معها، بلفّ الهدايا دون توقف طيلة النهار، على ما قالت لـ "النهار"، وبين يديها، وفي كل مكان من المحل طغيان للأحمر النابض.


أضافت: "موسم الفالنتاين عندنا موسم له حسابه عادة، وهذا العام، زادت فاعليته واتسع الطلب على الهدايا، ولمسنا لأول مرة منذ عدة سنوات أن الهدايا طلبت منا من خارج المدينة، وارسلناها لأصحابها الذين سددوا ثمنها بواسطة "الوسترن يونيون".


على بسطات المحل انتشرت أشكال مجتهدة من الهدايا، وحمل بعضها عبارات "أنت عيوني" بالحروف اللاتينية (Enta 3youni)، و"أحبك من القمر إلى هنا" (I love you to the moon and back)، و"هيك الحبيب" (Heik elhabib)، و"بيبي بفقع بلاكي (babe bif2a3 blaki)، وعقلاتك براس طربوشك بس بحبك (3a2letk be ras tarboushk bas b7ibik)...


الواجهات ملأى بالخيارات، وكلها تتناسب مع الأجواء الفالنتاينية، فلا أقوى من الحب فعالية وتأثيراً، على ما يبدو من حراك الناس، ونشاطهم، ونزوعهم في هذا اليوم، وكل الأعمار تشارك في العيد دون تمييز، الشباب، ومتوسطو العمر، العازبون والمتزوجون، لا فرق"، لافتة إلى أن دور هدايا الزواج تتأخر حتى المساء ريثما يعودون من أعمالهم ومشاغلهم".


وفي محلات "سراب" للشموع المصنوعة باليد، تتنوع العروض، ألواناً، واشكالاً، وتراكيب مختلفة، منها ما هو من ذوق صاحب المحل نزيه هاجر، ومنها ما هو موصى عليه.



 


ويتجاوز هاجر، على ما يبدو على منصاته، حالة شمع الإنارة إلى التشكيل اللوني والشكلي بالشمع، المصنوع بحرفة، وفن، ومذاق خاص، ويقول لـ"النهار" إنه لا يصنع الشمع، بل يتفاعل معه لوناً وشكلاً فنياً تعبيرياً، وللشمع عنده بعد ثالث، دفء عاطفي، فهو "ليس حرفة ربح، بل حرفة متعة، ولذلك تصلح الشموع أكثر ما تصلح للفالنتاين، وما يعنيه من عاطفة، وتوق للآخر".


الحلوى قد تكون أحلى ما يهدى للحبيب، فهو يكثف الشكل واللون والمذاق والرائحة، وبذلك يلهب ثلاثاً من الحواس، النظر والشم والذوق، ليبقى الملمس في احتضان، والهمس في عناق، للحاستين الأخيرتين، اللمس والسمع.


افران "لو غورمان" للحلوى لم تتوقف عن طبخ القوالب المتعددة الأحجام، والألوان، لكن الطاغي عليها شكل القلوب، واللون الأحمر، إن من السكر المصبوغ بحدة فاقعة تصرخ من دون صوت: "أحبك"، أو التي تعلق على قضيب رفيع، بتنوع لوني وتشكيلي يتجاوز ضرورة الحلوى نحو التعبير عن المناسبة.



 


عصام عبد القادر يدير المنشأة. لاحظ تطوراً في تفعيل عيد الفالنتاين، لكنه يؤكد أن الفالنتاين لم يغب عن طرابلس سابقا إلا في فترات قصيرة، وفي مناسبات مأسوية، ويذكر أنه في أوائل الألفية الثالثة، كانت المبيعات واسعة، والإقبال كثيفاً، وكأننا اليوم نستعيد ذلك التاريخ حيث نشعر وكأن العشاق أفلتوا من عقالهم التقليدي، ولم يعودوا يخجلون بالتعبير عن مشاعرهم تجاه الآخر. ويقول:"اليوم لا تخجل بعض الفتيات من إرسال هدية حمراء لصديق، ولا شاب من إهداء قالب حلوى منقول كرسالة إلى بيت من يحب، وهذه ظاهرة حديثة لم يكن المجتمع يتقبلها سابقا".


عبد القادر يؤكد ان الأسعار عنده لا تختلف عن بقية الأيام، رغم الإقبال الشديد من الزبائن، والطلب الكبير على مختلف الأصناف والأشكال، مردفاً إن"الطلب لا يتوقف في الأيام العادية، وكل ما في الأمر بالنسبة لنا أنه يزداد في هذا اليوم، وليس من مبرر لتغيير التسعيرة".


ويروي عبد القادر حكاية الحب التي تربى عليها في كنف والده العميد المتقاعد من الجيش اللبناني نزار عبد القادر، وجرت وقائعها في الولايات المتحدة الأميركية يوم تعرف إلى والدته الأميركية باتريسيا آن، وتزوجا، وبقي زواجهما مثالياً حتى اليوم، ويختم: "ها هما في عيد العشاق، يستأجران "شاليه" في الأرز لقضاء العيد بفرح كأنهما في تعارفهما الأول".


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم