الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

ملاعب بيروت ممنوعة على نواديها

أحمد محيي الدين
ملاعب بيروت ممنوعة على نواديها
ملاعب بيروت ممنوعة على نواديها
A+ A-

غابت ملاعب بيروت الكبيرة عن استضافة مباريات ضمن الدوري العام الـ57 لكرة القدم، إذ أحجمت المدينة الرياضية مجدداً عن استضافة اللقاءات بعدما تعرض العشب مجدداً لـ"جرثومة خبيثة"، وكان الملعب قد أقفل أكثر من سنتين ولم يستضف هذا الموسم سوى مباريات قليلة بعدما عادت أرضه لاستضافة الفرق، كما ان ملعب بيروت البلدي أصبح بعيداً عن خريطة المباريات بعدما تضررت أرضيته في مباريات هذا الموسم القليلة أيضاً، وبات في حالة شبه تعسة لا تصلح لإجراء المباريات، بينما تؤكد بلدية بيروت في كل مناسة أنها في صدد تحسينه وتأهيله مع بقية ملاعب المدينة دون أي إنشاءت ودون إقامة أي مواقف للسيارات. وكان ثمة مشروع لتحويل الملعب الى مرأب للسيارات مع بعض المرافق الحيوية لممارسة رياضة المشي، إضافة الى مجمعات تجارية، قبل أن تتراجع عن هذا القرار.


ويجد الاتحاد اللبناني لكرة القدم والنوادي في الدرجة الأولى، والبيروتية منها على وجه الخصوص مثل النجمة والأنصار صاحبي القاعدة الجماهيرية الأكبر والصفاء والراسينغ، صعوبة في التنقل الى خارج العاصمة لاستضافة مبارياتهم. ويعترف رئيس لجنة المسابقات في الاتحاد موسى مكي بوجود أزمة حقيقية للملاعب. وقال في حديث الى "النهار": "أزمة الملاعب باتت تتجدد في كل موسم تقريباً، ولكن حالياً الأمور أصبحت متفاقمة على نحو كبير، فالملعب البلدي لبيروت أصبح في حالة يرثى لها، ولم نلق تجاوباً من البلدية التي لا تقوم بصيانته، علما أن ليس فيه موظفون. والأمر مشابه للمدينة الرياضية التي أقفلت مجدداً بسبب تلف عشبه. وحالياً، نسابق الزمن مع مجلس الإدارة والوزارة لصيانة أرضه قبل استحقاق منتخب لبنان في الجولة الأولى لتصفيات كأس الأمم الآسيوية في 28 آذار المقبل، إذ ينبغي ان نستضيف منتخب هونغ كونغ". وأضاف مكي: "نحاول ان نجود بالموجود فيما خص مباريات الدوري، ونأسف ان يستضيف فريق بيروتي (النجمة) آخر جنوبيا (التضامن صور) في ملعب طرابلس البلدي في المرحلة المقبلة من الدوري". ورأى أن الامر أصبح منوطا بالوزارة، وبالتالي الحكومة "إذ لا يفترض ان تكون الرياضة في آخر اهتماماتها". وتطرق عضو اللجنة التنفيذية الى موضوع ملعب صيدا فاعتبره منقذ البطولات المحلية، وإن كانت أرضه قد تعبت من كثرة المباريات التي تجرى عليها.
وكانت منتخبات وفرق خارجية عدة لعبت في صيدا قد اشتكت من أرضه، خصوصاً مدرب منتخب كوريا الجنوبية الألماني أولي شتيليكه الذي وصف أرض ملعب صيدا بـ"المسيئة الى كرة القدم وصورة البلد بشكل عام".
وعموماً، تحولت غالبية الملاعب اللبنانية الى العشب الاصطناعي لتخفيف كلفة صيانة العشب الطبيعي، وهذا الأمر وصفه الكثير من المدربين الأجانب الذين عملوا في لبنان بالمضر للرياضة الشعبية الأولى في البلد.
والامر السلبي الآخر هو تحول عدد كبير من الملاعب الى ثكنات عسكرية أضرت بالمنشآت ولا سيما ملعب برج حمود المبعد من استضافة المباريات أيضاً وطرابلس الأولمبي.
إقفال الملاعب يكبد النوادي خسائر كبيرة ولا سيما انها تقوم على ميزانيات ضعيفة أصلاً وتمارس وفق نظام الهواة من دون رعاية فعلية. وعلق أمين سر نادي النجمة سعد الدين عيتاني على الأمر: "الله يكون في عون نوادي كرة القدم. فنحن نادي النجمة أكثر المتضررين من هذا الحال، إذ نحب دوماً اللعب في أرضنا بين جمهورنا في ملاعب صالحة وبقدرة استيعابية كبيرة للمناصرين الذين يشكلون القسم الأكبر من الأموال لتغذية صناديق النوادي والاتحاد على حد سواء. ولكن في ظل هذا الواقع نتكبد خسائر كبيرة جراء التنقل بين المدن اللبنانية وكلفة الفنادق فضلاً عن الإرهاق البدني". وأشار الى ان المباراة المقبلة ضد التضامن ستقام في طرابلس لئلا يكرس مبدأ إقامة مباريات "النبيذي" من دون جمهور. وتابع عيتاني: "لدينا استحقاق قاري إذ سنكون أحد ممثلي لبنان في كأس الاتحاد الآسيوي واضطررنا الى نقل مباراتين الى ملعب صيدا ونأمل ان تكون المدينة الرياضية جاهزة قبل اللقاء الثالث". ووصف عيتاني الوضع الحالي للملاعب بالمزري والمؤسف: "المنشآت الموجودة حالياً لم نكن لنحلم بها، ويجب ان نصونها ونحافظ عليها لا ان نترك صروحا كهذه بمواصفات دولية عرضة للأهمال". وكشف انه في آخر اجتماعات النوادي مع وزير الشباب والرياضة محمد فنيش طرح موضوع خصخصة الملاعب ووعدهم الوزير بالعمل على الأمر. وكشفت مصادر خاصة لـ"النهار" ان الوزارة تعد مشروعاً لتشكيل هيئة للاشراف على الملاعب وخصخصتها بغية الاستفادة منها، وهذا الأمر انطلق في عهد الوزير فيصل كرامي، وحالياً باتت الأمور شبه منجزة وثمة تفاصيل صغيرة يعمل عليها قبل إعلان عن "المؤسسة العامة للمنشآت الرياضية والشبابية والكشفية" والتي وضعها الوزير في سلم الأولويات.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم