السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

بين السعوديَّة ولبنان تاريخ وفاء

الياس الديري
الياس الديري
بين السعوديَّة ولبنان تاريخ وفاء
بين السعوديَّة ولبنان تاريخ وفاء
A+ A-

لم تتخل المملكة العربيَّة السعوديَّة يوماً عن تلبية لبنان. ولن تتردَّد لحظة إذا ما الداعي دعاها لتمدَّ يد العون بلهفة وغيرة نادرتين.
مَنْ مِنَ اللبنانيين المعتَّقين، كما شباب الأجيال السابقة واللاحقة، لا يعرف كم المملكة جاهزة دائماً وأبداً للوقوف الى جانب لبنان، وكم لا تزال تلبّي النداء عاجلة.
ومَنْ منهم لم يأخذ علماً، على امتداد سبعة ثمانية عقود كم هي حاضرة لبذل كل أنواع الجهود، وتحمّل الكثير من المسؤولية من أجل هذا اللبنان. ومن أجل انتشاله من مسلسلات المِحَن والأزمات التي تلازمه منذ ما يفوق الأربعين عاماً؟
لقد استطاع الإهمال، مدعوماً بتواطؤ من هنا وتشجيع من هناك، أن يعرّي "الوطن الرسالة" من كل ما كان يميِّزه ويجعله قبلة الشرق والغرب. وإبان جنون الإزدهار والزمن الجميل كان هذا البلد كخليَّة نحل، يقصده طالبو الفرح والراحة، وأصحاب الشغف من كتّاب، وسينمائيين، وشعراء، ورسّامين، وممثلين ومطربين، من غير أن ننسى رجال السياسة ورجال الصحافة ورجال القلم، من كل حدب وصوب...
لكن الشقيقة الوفيَّة المحبّة للبنان وأهله كانت دائماً حاضرة ناضرة، وقبل كل الآخرين وكل الذين يدَّعون الغيرة ويحاضرون في الأخوَّة أو الصداقة. سواء من القريبين أو البعيدين على حدٍ سواء.
لا نبحث عن الأسباب، والعوامل، والدوافع. فهي ليست مجهولة لدى أحد. ولا نسعى في هذه المناسبة الى كيل الاتهامات وتوزيع التبعات والمسؤوليات. فكل شيء بات واضحاً.
الملك سلمان بن عبد العزيز كان في مرحلة اتفاق الطائف رجل الملّمات. فقد أوكل إليه خادم الحرمين الملك فهد رحمة الله عليه مهمة إعادة السلام والأمان الى لبنان، والى بيروت التي لها عند الملك سلمان منزلة خاصة منذ كان أمير الرياض.
لا نيَّة ولا رغبة في تجاهل ماقدّمته دول الخليج بمجموعها، ولما لها بدورها من تضحيات في لبنان الحروب ولبنان السلام.
إلا أن المناسبة اليوم محصورة بالمبادرة السعودية الجديدة، والتي حملت الى بيروت أنباءً جيدة ورسالة محبَّة من خادم الحرمين حملها الى المسؤولين اللبنانيين وزير الدولة لشؤون الخليج ثامر السبهان مع قرارات ثلاثة: تعيين سفير سعودي جديد يصل خلال أسبوعين. زيادة رحلات شركة الطيران السعوديَّة الى بيروت. تشجيع عودة الرعايا السعوديين الى لبنان.
والخير لقدَّام. المهم أن يتحمَّل كبار المسؤولين مسؤولياتهم، ويعملوا على إعادة دورة الحياة الطبيعية، ويتوقّفوا عن المزايدات والتغميس خارج الصحن وخارج المصلحة الوطنية العامة.
فهذا البلد الذي أوصى به خيراً المؤسِّس الكبير الملك عبد العزيز آل سعود، لم يلق من السعودية على مرّ العهود والدهور سوى التضحيات والمساعدات ومعاملة مئات الألوف من اللبنانيين معاملة السعوديين أنفسهم، ومع حبة مسك ووفاء.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم