الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

شوارزينغر يلكم ترامب؟

راجح الخوري
شوارزينغر يلكم ترامب؟
شوارزينغر يلكم ترامب؟
A+ A-

لم يسبق لرئيس للجمهورية أن تحوّل ممسحة للإهانات وكيساً للملاكمة، ولم يحصل ان كان رئيس الولايات المتحدة الأميركية وهي أقوى دول العالم، محط سيل من الشتائم والتقبيح كما يحصل الآن مع دونالد ترامب، الذي يبدو أنه لا يلوي ولا يرد بل يكتفي برفع إبهامه في وجه العالم.
لو كان ما يحصل مع الرئيس الأميركي حاصلاً في أي من بلادنا الديموقراطية السعيدة، لكان سيادته استعمل إصبعه الوسطى في وجه منتقديه، ثم أمر بسوقهم الى غياهب السجون، وربما كان علّق لهم المشانق مع أصلهم وفصلهم ونسلهم، لكن دونالد ترامب يكتفي برفع ابهامه وصوته احياناً ما يعطي الديموقراطية نكهة مختلفة.
لست أدري الى أين يمكن ان تصل الحرب الداخلية ضد ترامب لأن كارهيه في داخل الولايات المتحدة أكثر من اعدائه في الخارج، فحتى المرشد علي خامنئي مثلاً لم يرد على هجمات ترامب ضد ايران كما رد الممثل السينمائي المعروف ارنولد شوارزينغر حاكم ولاية كاليفورنيا السابق، الذي يقول انه لن يتراجع عن مواجهة ترامب: "لقد اتصلت بمساعدي وقلت له علينا طلب موعد والعودة الى واشنطن وعندها سأحطم وجه ترامب على الطاولة... ان قراره منع دخول مواطني الدول السبع متسرّع ومجنون ويجعلنا نبدو كأغبياء"!
الغريب ان ترامب محط هجوم كاسح من السياسيين والفنيين، نائب ولاية فلوريدا تيد ليو يقول إن ترامب يعاني مشكلات نفسية وعقلية خطيرة، وهو ما يكرره دائماً جون كارتر كبير الأطباء النفسيين في مستشفى جون هوبكنز الشهير، لكن الإعلامي هوارد ستين على رغم انه صديق ترامب لم يتوانَ في القول إنه بات يخشى على الصحة العقلية للرئيس ان تكون قد تدهورت بعد وصوله الى البيت الابيض!
جورج كلوني صهر لبنان وبيت علم الدين عليم الله، لم يتردد في القول لصحيفة "الغارديان" البريطانية "ان ترامب إنتهازي وفاشي يعاني فوبيا الأجانب"، ربما ليس في هذا الكلام أي مبالغة عندما يقدم ترامب على اقفال سماعة الهاتف في وجه رئيس وزراء أوستراليا مالكوم تورنبول لأنه يقبل استقبال اللاجئين.
روبرتو دو نيرو كان الأكثر قسوة عندما لم يتردد في سوق الشتائم لترامب ناعتاً اياه بـ " الغبي، الكلب، الخنزير، المحتال، المليء بالترهات، الكارثة الوطنية، وليتني ألكمه في وجهه". اما المغنية شير، فلم تتردد في القول "إن ترامب عنصري وكاذب بالفطرة ومقرف وحقير وأفضل الإنتقال للعيش على كوكب جوبيتير على البقاء في بلد يرأسه ترامب"!
هذا غيض من فيض الأوصاف المهينة التي تنهال على الرئيس الأميركي، ولا يهمني هذا الأمر شخصياً بل أسأل: هل كان يكفي الأسيد لإذابة كل هؤلاء "العملاء المتآمرين" لو كنا في بلد عربي مثلاً؟


[email protected] / Twitter: @khouryrajeh

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم