الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

شريهان أجبرت مرتين على "الختان"... موروثات بالية تحت حجة الطهارة!

المصدر: "النهار"
سلوى أبو شقرا
شريهان أجبرت مرتين على "الختان"... موروثات بالية تحت حجة الطهارة!
شريهان أجبرت مرتين على "الختان"... موروثات بالية تحت حجة الطهارة!
A+ A-

خضعت شريهان ابنة الـ 27 عاماً والتي لم تتزوج بعد مرتين لعملية ختان، الأولى أجبرت عليها بسبب صغر سنها وضغوط عائلتها ما أدى إلى تشوه سببته الداية فرض عليها إجراء الختان للمرة الثانية بطلب من والدتها. بالنسبة إلى شريهان فقد أُعدمت مرتين، هي الفتاة المتعلمة والحاصلة على إجازة لم تستطع مواجهة عائلتها ورضخت للضغوطات، "أشعر بالندم لأنني أطعت والدتي". هذه القضية التي تعانيها الفتيات في مصر ليست دينية ولا صحية بل مرتبطة بالثقافة. وعلى الرغم من أنَّ دولاً إسلامية عدَّة تخلت عنها منها السعودية، واليمن والعراق وسوريا ولبنان وشرق الأردن وفلسطين وليبيا والجزائر والمغرب وتونس، إلاَّ أنها في مصر لا تزال منتشرة خصوصاً في الأوساط الريفية.


عادةٌ نابعة من التربية


لا يرتبط الختان بالدين بل هي عادةٌ توارثها الأجداد والآباء، وهي نابعة من التربية والأخلاق بحجة الطهارة. ويعتبر عدد من علماء الدين الاسلامي والمسيحي أن الختان عادة وليست عبادة. وهو جريمة جنائية يعاقب عليها القانون، ويُعتبر كل من يقوم بهذا الفعل مجرماً سواء كان الطبيب أو الداية أو غيرهما. وتؤكد منظمة "اليونيسيف" أنَّ "ختان الإناث يشكل انتهاكاً أساسياً لحقوق الفتيات ويمثل عادة اجتماعية راسخة. وهو أحد مظاهر التمييز بين الجنسين. وتمارس المجتمعات ختان الإناث اعتقاداً منها بأنَّ ذلك يضمن للفتاة الزيجة اللائقة أو العفة أو الجمال أو شرف العائلة وهي لا ترتبط بمعتقدات دينية إذ لم يرد في أي من الكتب الدينية". وتشير تقديرات "اليونيسف" لعام 2011 إلى أن أكثر من 70 مليون فتاة وامرأة تراوح أعمارهن بين 15 و49 عاماً تعرضن للختان في 28 بلداً أفريقياً، بالإضافة إلى اليمن، وهناك 3 ملايين فتاة يواجهن مخاطر الختان كل عام في القارة الأفريقية وحدها. وقد تم توثيق حالات لهذه الممارسات في الشرق الأوسط، كما توجد أيضاً حالات في أوروبا وأوستراليا وكندا والولايات المتحدة الأميركية أساساً بين السكان المهاجرين من أفريقيا".



 


أطباء ضد ختان الإناث
"أطباء ضد ختان الإناث"، حركة مدنية مستقلة تستهدف كل الأطباء الرافضين لختان الإناث بالمؤسسات الطبية المصرية. وتسعى هذه الحركة إلى دفع جهود مكافحة تلك الجريمة في محاور أساسية تتضمن إنفاذ القانون وكل القرارات والإجراءات المنظمة له إذ تنتهك الصحة الجسدية والنفسية للطفلة والمرأة. ومن المرتقب أن يتمَّ تضمين مناهج كليات الطب والتمريض في كل الجامعات المصرية الحكومية والخاصة فقرات تناقض ممارسة ختان الإناث أو تؤكد بأنها جريمة يعاقب عليها القانون في خطوةٍ تستهدف توعية الأطباء وطلاب كليات الطب على هذه القضية من المنظور الطبي والاجتماعي والديني والقانوني من طريق دمج مكون مناهضة ختان الإناث في المناهج، مما يؤدي إلى تكوين كوادر طبية قادرة على إعطاء المشورة الصحيحة للأسر المصرية ونشر الوعي في الإعلام.


 


[[video source=youtube id=Pjy8jRRGHcU]]


 


هل يجب انتظار موت الناس للتحرك؟


تفيد الأرقام الصادرة عام 2014 عن وزارة الصحة والسكان المصرية الذي تعمل عليه الحكومة المصرية وهيئة اليونيسف بأن نسبة ختان الإناث ضمن الفئة العمرية من 15 إلى 17 عاماً تراجعت إلى 61% مقارنة بعام 2008 حيث كانت النسبة 74%. ومردُّ ذلك عدد من العوامل أهمها: التزام الحكومة المصرية بتفيذ الاستراتيجية الوطنية لمناهضة ختان الإناث 2016-2020، وارتفاع نسب الوعي وسط الأسر المصرية نتيجة للحملات الإعلامية المتكررة، وتجريم الختان في قانون العقوبات، إضافةً إلى إصدار فتوى بتحريم ختان الإناث من دار الإفتاء المصرية. تخبر الصحافية المصرية غادة محمد الشريف التي تناولت الملف مرات عدَّة في حديث لـ"النهار" إلى أنَّ "فتاة توفيت السنة الماضية جراء عملية ختان، ولذلك أصدر قانون لتغليظ العقوبة. هذه العادة الأفريقية المنتشرة في جنوب مصر والمنتقلة من السودان، تعتبر طهارة وعفة للبنت، ولكنها باتت تتراجع جراء انتشار التوعية".


ولا تقتصر مسألة الختان على العالم العربي بل تتواجد أيضاً في أوروبا، فقد نشرت وزارة الأسرة الألمانية في 6 شباط 2017 نتائج دراسة تعد الأولى من نوعها عن انتشار ظاهرة ختان الإناث في ألمانيا. وخلصت إلى أن في ألمانيا أكثر من 47 ألف و300 امرأة مختونة. وعدد هؤلاء النساء والفتيات المختونات ارتفع بنسبة نحو 30% بين نهاية 2014 ومنتصف 2016، بسبب وجود مهاجرين ينحدرون من دول يُمارَس فيها الختان. وأوضحت الدراسة أن ألمانيا تضم بين 1558 و5684 فتاة مهددة بالتعرض للختان الذي يجرِّمه القانون الألماني حتى لو تم تنفيذه في الخارج. وكانت الحكومة الألمانية قررت إدخال تغيير على قانون جواز السفر في شهر كانون أول من العام الماضي لمنع المهاجرين من القيام برحلة إلى بلادهم لإجراء عملية ختان لفتياتهم، حيث ينص هذا التغيير بسحب جوازات السفر من أولياء الأمور الذين يثبت أنهم اصطحبوا فتياتهم أو نساءهم في رحلة الى الخارج لهذا الغرض.


في هذا السياق عقدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" وصندوق السكان وصندوق السكان التابعان للأمم المتحدة مؤتمرا في اليوم العالمي "لعدم التسامح مع ختان الإناث". وعلى الاثر، صدر عن رئيس اليونيسيف أنتوني لايك ورئيس صندوق الإسكان باباتوندي أوسوتايمهنن، بيان اعتبر أن "الختان يسبب صدمة عاطفية حادة يبقى أثرها مدى الحياة، ويؤدي إلى آثار تشكل خطراً كبيراً على المرأة أثناء الحمل والولادة". 


[email protected] 


Twitter: @Salwabouchacra


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم