السلام زغرتا مفاجأة سارة بعصا جرايا السحرية

خطف السلام زغرتا الأنظار في الدوري العام الـ57 لكرة القدم، فتحول من ناد يصارع على الهبوط في الموسم الماضي الى منافس على اللقب بفضل "عصا سحرية" تونسية الجنسية اسمها طارق جرايا.

المدرب التونسي الشاب بصم على انتشال الفريق الشمالي من الحضيض وكون تشكيلة قوية من اللاعبين المحليين عمادها من اليافعين مثل المتألق ادمون شحادة الذي استدعي لاحقاً الى المنتخب الوطني وألكس بطرس والحارس مصطفى مطر وحسن القاضي المعار من النجمة الى بعض المخضرمين وابرزهم قائد الفريق جان جاك يمين وثلاثة أجانب مميزين في مقدمهم الموريتاني الهداف امادو نياس والغاني مايكل هيلغبي الذي أضحى عالماً ببواطن الكرة اللبنانية ولا سيما نوادي الشمال، والبرازيلي ليوناردو دي اوليفييرا الذي يقود دفاع الفريق.
وأشار جرايا في حديث الى "النهار" الى أنه جاء الى لبنان ليقوم بعمل احترافي ويترك بصمة ايجابية للفريق الذي يعمل معه ولسيرته الذاتية. وقال: "أنا مدرب محترف، وعندما قدمت الى زغرتا وجدت فريقاً جيداً متجانساً تحيطه روح الألفة بين جميع مكوناته، وهذا هو العامل الأساسي لأي فريق لرياضة جماعية. وما تحقق الى الآن من نتائج جيدة هو نتاج عمل جماعي كبير بين الإدارة والطاقم الفني واللاعبين ونتيجة لاستقرار أوجده رئيس النادي الاب اسطفان فرنجية".
ورأى جرايا انه استطاع في فترة قصيرة من زرع ثقافة الفوز لدى لاعبيه، وتوالت النتائج الإيجابية، وأعرب عن أمله ان يستمر هذا الأمر وخصوصا ان المنافسة ستشتد وتصبح أصعب في المراحل المقبلة. قال: "المنافسة تبدو محتدمة ولولا إهدارنا بعض النقاط نتيجة الإصابات والغيابات لكنا الآن على مسافة أقرب من العهد المتصدر. ثمة مباريات قليلة مقبلة كفيلة بأن تحدد شكل المنافسة خصوصاً ان المراحل الأخيرة تشهد مواجهات مباشرة بين فرق الطليعة وممنوع علينا ان نخسر أي نقطة على أرضنا وبين جماهيرنا إذ انهما عاملان أساسيان في مسيرة الفريق الناجحة. ونؤكد اننا لسنا لقمة سائغة. العهد فريق قوي واحترافي ومتكامل وهو مرشح فوق العادة لنيل اللقب، إلا أن الأمور لا تحسم إلا في المراحل الأخيرة".
وكان جرايا مدرباً لنادي حمام الأنف في الدرجة الأولى التونسية، كما سبق ان درب كانتون مرسيليا الفرنسي، وشغل منصب مدرّب في المنتخبات الوطنيّة التونسيّة تحت 19 سنة 2008-2010 ، ومنتخب الناشئين تحت 9 سنوات، و18 سنة 2002-2007، ومساعد مدرّب منتخب الناشئين تحت 18 سنة 2001-2002.
يكشف رئيس نادي السلام الأب اسطفان فرنجية في اتصال لـ"النهار" أن ترؤسه النادي هو ضمن رسالته كرجل دين في المجتمع، ولهذا يعمل جاهداً لئلا يخرج الفريق بكل مكوناته ولا سيما الجمهور عن هذا الأمر.
وعن الفريق هذا الموسم أشار الى أن الفريق يلعب ويزاول كرة القدم والرياضة لا أكثر ولا أقل، ويقوم بما عليه حيال اللعبة، بعيداً عن أي مؤثرات وموبقات لا تمت الى الرياضة بصلة. ومن هذا المنطلق رأى "الأبونا" ان السلام هذا الموسم يؤدي مبارياته بروح الجماعة بعيدا عن اي مشاكل رافضاً التطرق الى شكل المنافسة وامكان احراز اللقب، قائلاً: "نحن نلعب كرة القدم لأننا في منطقة زغرتا من هواة هذه الرياضة الشعبية وسنخوض مبارياتنا المتبقية هذا الموسم تحت هذا الشعار. نأمل إحراز الألقاب لكن علينا ان نبذل كل جهودنا وصولاً اليها". وتطرق فرنجية الى ما يحدث في الملاعب فأشار الى ان فريقه يستضيف مباريات عديدة على أرضه ولم يسجل اي اشكال، مضيفاً: "من المعيب ان نرى اعتداءات على الفرق الأخرى والحكام، وأدعو الاتحاد والقضاء الى التدخل ووضع حد لهذه الآفة".
وكشف الأب فرنجية ان ميزانية النادي تقارب 700 الف دولار تؤمن من مساعدات فضلاً عن بعض عقود الرعاية.