الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

الماكينة الانتخابية الموحّدة فوراً

عقل العويط
عقل العويط
الماكينة الانتخابية الموحّدة فوراً
الماكينة الانتخابية الموحّدة فوراً
A+ A-

الانتخابات المقبلة مقبلة، أكانت في موعدها المعلوم أم مؤجلة تقنياً. أخاطب الهيئات والقوى المدنية، ومَن يتلاقى معها موضوعياً من "السياسيين" و"المستقلين" و"المهمّشين"، معلناً تأييدي ودعمي، مشورةً ورأياً وكتابةً وتحفيزاً على الائتلاف والتوحد وخوض الاستحقاق بلوائح مشتركة، وتخطي "مأساة" الانتفاخ الذاتي والـ ego والاستعراضات والشروح العضلية، الفكرية والنظرية. أياً تكن الأحوال والظروف، أنا أقف "هنا"، أي معكم، وليس "هناك".


بناء عليه، ولمعرفتي الدقيقة بأن القوى السياسية – الدينية - الطائفية – المذهبية الكبرى لن تترك باباً مفتوحاً أمام "المدنيين"، لذا أقول لهؤلاء ما يأتي: ليس أمامكم سوى الماكينة الانتخابية الموحدة. أعدّوا العدّة. تخطّوا الاعتبارات الضيقة والحزازات. ضعوا نصب أعينكم هدفاً واحداً هو مواجهة الطبقة السياسية المتحكمة فينا جميعاً. هيِّئوا هذه الماكينة الانتخابية الموحدة. وارسموا معاً هندستها البنيوية. واستنبِطوا الحلول. وابذلوا المال المجموع بعرق جبينكم. وانزلوا إلى "الساحة" بالشابات والشبّان، بالنساء والرجال. وقولوا لأمراء الطبقة السياسية – الدينية الطغيانية، إنكم ستجعلون الاستحقاق الانتخابي مواجهةً "بالسلاح المدني الأبيض" بينكم وبينهم.
أيها المدنيون، تريدون خوض الانتخابات "عن جدّ"؟ ليس أمامكم سوى اجتياز هذا الامتحان بنجاح باهر، وبلا شائبة. اسمحوا لي أن أستخدم تعبيراً سوقياً لوصف مصيركم الانتخابي المحتمل بدون هذه الماكينة الموحدة: ستكونون "متل الضراط ع البلاط". سامِحوني.
ما هي هذه الماكينة، وكيف يمكنكم أن تهندسوها؟ هي صعبة ومستحيلة إذا ظنّ كلّ فريق منكم أن الله خلقه وكسر القالب. وهي سهلة إذا عرفتم أن تتواضعوا. وأن تتخلّوا عن الأنا. هيدي شغلة لازمة وواضحة متل عين الشمس، أيها المدنيون.
التخلّي عن الأنا يكون بتأليف هيئة طوارئ جماعية، مترفعة، "عقلانية"، تقنية، مشتركة، تضع خطة مزدوجة "على الأرض"، واحدة للعمل الميداني، وثانية لاستقطاب المرشحين الذين يملكون صدقية عامة وتاريخاً شخصياً يرفع الرأس. هؤلاء المرشحون قد لا ينتمي أيٌّ منهم إلى أيّ فريقٍ مدنيّ معيّن، ويمكن العكس. اعلموا جيداً أن هؤلاء هم روح هذه الماكينة ومرآتها الساطعة، وصورتها التي تخلب الرأي العام، وتقنعه، وتستقطبه، و"تجبره" على احترامكم وتأييدكم، و"تخيف" في الآن نفسه أهل الطبقة السياسية.
أيها المدنيون، صدِّقوني لا أمل، لا حلّ، إلاّ بهذه الطريقة التي تحتاج إلى مَن يبلورها ويصقلها من العقلاء والحكماء المدنيين، الأنقياء، الزاهدين بأمور الترشّح، والعارفين بأسرار الرأي العام، وبمحرّكاته ومحفّزاته.
الماكينة الانتخابية الموحدة هي الأمل وهي الحلّ. وإلاّ فستكونون مهزلة المهازل ومدعاة لسخرية الساخرين. وستكونون الرصاصة التي تطلقونها بأيديكم على صدغ الأمل.
أوعا تنسوا الماكينة الموحّدة!

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم