الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

متابعة "إلكترونية" لترامب قبل انتخابه وبعده!

سركيس نعوم
سركيس نعوم
متابعة "إلكترونية" لترامب قبل انتخابه وبعده!
متابعة "إلكترونية" لترامب قبل انتخابه وبعده!
A+ A-


قبل تسلّم الرئيس دونالد ترامب سلطاته الدستورية أطلعني متابع أميركي جدّي بواسطة رسالة الكترونية على رأيه في ما تعيشه أميركا بعد انتخاباتها الرئاسية. قال: "لا اعتراض لدي على اختيار ترامب الجنرال جون ماتيس وزيراً للدفاع وبومبيو رئيساً لوكالة المخابرات المركزية (سي. آي. إي). فهما جيدان في رأيي. لكن يبدو لي من تعيينهما ومن الكلام عن التعيينات الأخرى التي يعتزم إجراءها أن هؤلاء كلهم تدخّليّون أكثر منه. أما تصويت مجلس الشيوخ على تمديد العقوبات على إيران فيثير تساؤلات وخصوصاً بعد صدور كتاب أخيراً يتناول المفاوضات السريّة بين الرئيس باراك أوباما والولي الفقيه علي خامنئي. وبحسب الكتاب بدا أوباما "مهجوساً" بالقدرة النووية الايرانية الأمر الذي دفعه الى مراسلة خامنئي سراً. ولم يعلم ذلك المعنيّون في واشنطن باستثناء "العيون الساهرة". النتيجة الأولى لذلك كانت نجاح أوباما في التقرّب من المعتدلين في طهران، وإخفاقه في التقرّب من خامنئي و"الحرس الثوري".
النتيجة الثانية كانت تخلّيه عن فكرة التدخّل في سوريا. وعنى ذلك أن روسيا وإيران كانتا الرابحتين. طبعاً" يضيف المتابع نفسه: "لا أحد يعرف ماذا سيفعل ترامب في شأن سوريا رغم استمراره في القول أنه يريد علاقات جيدة مع فلاديمير بوتين رئيس روسيا. ويعني ذلك أنه لن يفعل شيئاً في سوريا. ولا أعرف إذا كان سيحل المسألة الشائكة في شبه جزيرة القرم وشرق أوكرانيا. وإذا حاول إخفاءها تحت "السجّادة" كما يُقال فإنه سيواجه مشكلة مع حلف شمالي الأطلسي ومع المؤسسة الأمنية الأميركية. فضلاً عن أنه لا يعرف تماماً ماذا سيفعل الأتراك وزعيمهم أردوغان. الى ذلك لا شيء قيل أو بالأحرى نشر عن الرقّة السورية وموقف ترامب منها. فهي لا تزال "خبيصة". وأخيراً على الرئيس المنتخب بعد مباشرته مهماته شفاء جروح الأمة الأميركية، وعدد من الذين سمّاهم لمواقع مهمة لا يطمئنون على هذا الصعيد".
ومنذ بدء ترامب ممارسة رئاسته استمرّ المتابع الأميركي الجدّي تزويدي بآرائه وتحليلاته بواسطة رسائل الكترونية ولكن موجزة جرّاء تعذّر التقويم المفصّل ثم الاستشراف. قال في 6 كانون الأول الماضي: "لا أزال أتابع عن قرب ما يجري مع الرئيس المنتخب. ويبدو لي، رغم لقاءاته المتنوّعة مع مرشحين كثيرين لمواقع أساسية كما مع خبراء، أنه يتجه لتكوين "حكومة" محافظة. وليست واضحة حتى الآن السياسة الخارجية التي سيعتمد. لكنه يخضّ الوضع القائم أيام أوباما. وفي هذه المرحلة قال هنري كيسينجر المسؤول الكبير الأسبق أن أوباما كان كثير السلبية، وأن ترامب لن يكون كذلك. لكنني أظنّ أنه يحاول التعلّم من كل الذين التقى أو سيلتقي. علماً أنه ويا للأسف لا يتلقى المعلومات الصحيحة. ولذلك ستحصل صدامات. فهو "يجنّن" حالياً وزارة الخارجية بدعوته كل أنواع القادة الأجانب لزيارته".
وفي الـ29 من كانون الأول الماضي قال المتابع نفسه: "العقوبات المعلنة على إيران (الجديدة) قد تجعل قيام علاقات جيدة بين بوتين وترامب مستحيلاً. ذلك أن مبادرة الأخير الى إلغائها من دون أن يبدو "عاجزاً" ستكون شبه مستحيلة. فالغالبية في حزبه الجمهوري تؤيدها. والتفاصيل التي ستعرض للكونغرس عن التدخل الروسي في الانتخابات عبر القرصنة الالكترونية ستكون مؤذية".
وفي الـ30 من كانون الأول الماضي قال المتابع: "إحجام بوتين عن الرد الانتقامي على الاتهامات الأميركية له بالمسؤولية عن "القرصنة الالكترونية"، وهو إحجام مارسه ترامب أيضاً، يظهر عند الرئيس الروسي شيئاً من اليأس. فأمله الوحيد في التخلص من العقوبات الأميركية هو رئيسنا المنتخب. ومن هنا دعوته أميركا في عهده للاشتراك في محادثات كازاخستان المقررة في 23 كانون الثاني الماضي أي بعد ثلاثة أيام من تسلمه سلطاته الرئاسية وممارستها. تذكّر أن اقتصاده ليس أكبر من اقتصاد إيطاليا. لكنّه أي ترامب عندما يلتقي مع السي. آي. إي. سيقتنع على الأرجح بتورّط بوتين في القرصنة. فضلاً عن أن عليه انتظار جلسات الاستماع والتثبيت للذين سمّاهم لشغل مواقع مهمة ومعرفة أن غالبية حزبه في الكونغرس ضد بوتين وضد رفع العقوبات عنه وعن بلاده. ولا أعتقد أن بوتين سيتخلّص منها رغم مواقفه وسياسته إذ فيها الكثير من "المقامرة".
ماذا قال المتابع الأميركي الجدي نفسه في رسائله الالكترونية في الـ21 والـ25 والـ26 من الشهر الماضي عن الوضع داخل بلاده!


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم