الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هكذا ستجري عملية الاستيلاء على السلطة التشريعية!

عقل العويط
عقل العويط
هكذا ستجري عملية الاستيلاء على السلطة التشريعية!
هكذا ستجري عملية الاستيلاء على السلطة التشريعية!
A+ A-

فلأكن صريحاً، كما تنشّأتُ، وكما أنا في العادة. ما يفعله الآن الأطراف "الأقوياء"، القدامى والجدد، أعتبره ذروة الدناءة والبشاعة والمكر الرخيص في العمل السياسي.


إنهم يخططون معاً بالتكافل والتضامن "الموضوعيين"، على الرغم من الاختلافات في الرؤى والأهداف والمصالح، لإقرار قانون انتخابي يضمن لهم عملية الاستيلاء البشعة والدنيئة والماكرة على السلطة، في السنوات المقبلة. وربّما لأجيال وعقود.
لماذا هي بشعة ودنيئة وماكرة، هذه العملية؟ لأن الذين يشاركون في التخطيط لتنفيذها، تجمعهم "مصيبة" تقاسم السلطة والنفوذ، لا الأفكار السياسية، ولا القيم الوطنية. إنهم من حيث المبدأ، أعداء في كلّ شيء: في النظرة إلى لبنان أولاً وأخيراً، وليس آخراً في كيفية بناء الدولة. لكنهم، سبحان الله، أصبحوا "حلفاء" في ثلاث مسائل: مسألة تقاسم السلطة، مسألة كيفية نهب موارد الدولة "بالتساوي"، ومسألة منع الأطراف "الثالثين" من الانوجاد على الخريطة السياسية للبلاد.
ممنوع على غير هؤلاء "الحلفاء" المشاركة في تقاسم السلطة والنهب. ممنوع على "الضعفاء" إلاّ أن يظلّوا "ضعفاء". ممنوع على "الأقليات" أن تتكاتف لتصير أكثرية. ممنوع على "المستقلين" أن "يستقلوا". "المدنيون"؟ أوعا. هؤلاء هم جنود الشيطان الرجيم، وتجب محاربتهم بكل الوسائل الممكنة وغير الممكنة. فـ"الحلفاء" يقبلون فقط بعضوية الأذناب والأذيال من المذهبيين والطائفيين، ومن الملتحقين بهم، لكنْ بعد تلاوة فعل الندامة علناً جهاراً. لا مكان للذين ينادون بكرامة الدولة المدنية، أي بدولة الإنسان، ودولة القانون والحق والمؤسسات. ثمّ، انتبِهوا جيّداً، ممنوع على "الأفراد" أن يكونوا على قيد العمل السياسي. فالرئيس، رئيس الجمهورية، يفضّل الأحزاب على الأفراد. هكذا لا بدّ من أن يكون النادي السياسي وقفاً فقط على الأحزاب... "الدينية"، المتحالفة موضوعياً، على رغم كل ما يدعو بينها إلى الفرقة.
هذا هو جوهر ما يجري علناً وفي الكواليس، عشية إعداد العدّة لإمرار قانون الانتخاب الرخيص جداً.
أبشّركم من الآن أن العملية الجاري التحضير لها بمكرٍ ودناءة وبشاعة، ستكسر – إذا قُيِّض لها أن تبصر النور - كل الأرقام القياسية السابقة في تزوير إرادة الناس الأوادم والطيبين، الذين يريدون الدولة، فقط الدولة، ومعها يريدون الخروج من النفق المرعب، إلى حيث يمكن وضع الحجر الأساس لمباشرة التغيير.
أقول للذين "غضب الله عليهم" وقرّروا عدم الامتثال للقطيع السياسي – الطائفي - المذهبي القائم حالياً، إن في مقدورهم أن يفعلوا الكثير. المهم أن "يتواضعوا"، ويضعوا برنامجا رؤيوياً مشتركاً، نصب عينيه إلحاق الهزيمة بهؤلاء "الأقوياء" الأنذال والأرذال.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم