الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

مرضى داء الصرع يعانون عزلة إجتماعية: فئة "منبوذة" من شركات التأمين والوزارة!

روزيت فاضل @rosettefadel
مرضى داء الصرع يعانون عزلة إجتماعية: فئة "منبوذة" من شركات التأمين والوزارة!
مرضى داء الصرع يعانون عزلة إجتماعية: فئة "منبوذة" من شركات التأمين والوزارة!
A+ A-

سجلت دراسة بحثية عن "تشخيص داء الصرع في لبنان" وجود حوالي 55 ألف حالة الصرع، بمعدل 2500 حالة جديدة سنوياً، ثلثهم من الفئة العمرية بين 6 أشهر إلى 18 عاماً، أي 1622 ولداً مقابل 840 راشداً.


هذه الدراسة، التي إنطلقت في العام 2009، تتابع من فريق طبي حالات الصرع في المحافظات اللبنانية كلها، من خلال فريق بحثي من مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت برئاسة البروفسور في طب الدماغ والأعصاب ومدير البرنامج الشامل للصرع في المركز الطبي للجامعة الدكتور أحمد بيضون ومشاركة كل من إختصاصي في الأمراض العصبية وامراض الصرع الدكتور وسيم نصر الدين وطبيبة أطفال متخصصة في داء الصرع الدكتورة مايا ديراني وجمع من أطباء متخصصين في هذا المجال في المناطق كلها.



بداية، يرفض بيضون في حديثه لـ"النهار" العزلة الإجتماعية والأحكام المسبقة "التي تطلقها البيئة الحاضنة لحالات داء الصرع". أكد أنه "على"أن هذا المرض لا يختلف عن سائر الأمراض المزمنة كالسكري مثلاً"، وقال:" لا يجب أن يعيش هؤلاء المرضى في خوف دائم من من إكتشاف مرضهم والذي يعرضهم احياناً إلى خسارة وظيفتهم أوحتى طردهم من محيطهم التعليمي في المدرسة أو الجامعة أو نبذهم من بيئتهم الحاضنة".



وأعطى تعريفاً لداء الصرع بأنه "حالة من النوبات المتكررة جراء إختلال كهرباء الدماغ." رداً على سؤال عن الفئات العمرية المعرضة للاصابة بالصرع قال:" بينت المعطيات الطبية إمكانية ظهور الداء أولاً عند بعض الرضع عند بلوغه عامه الأول بسبب نقص الأوكسجين عند الولادة، ثانياً لدى بعض الأولاد، من عمر الـ5 إلى 15 عاماً ، الذين يتعرضون إلى أزمات الصرع والتي تختفي دون خضوعهم لعلاج أو من خلاله عند تجاوزهم فترة البلوغ، ثالثاً ،إصابة المريض بأزمة أو أكثر جراء عدم تكوين صحيح لِــ"قشرة الدماغ" ومنها "المادة الرمادية"، التي تشغل قسماً كبيراً من الجهاز العصبي المركزي، حيث تتموضع فيها خلايا الدماغ العصبية التي لم تتكون بعضها بطريقة سليمة". وشرح عن تعرض الراشدين لداء الصرع بعد إصابتهم بحالات مرضية حادة منها نزيف في الرأس، أوحدوت إلتهابات دماغية أوظهور إلتهاب السحايا". رجح أن يصاب "العجزة في بعض الحالات بداء الصرع بعد إصابتهم لجلطة دماغية أوجراء سرطان في الدماغ".



مرض الفقراء في لبنان
وأكد بيضون أن " مرضى داء الصرع يمكن عند متابعة علاجهم وإلتزامهم بتناول الأدوية أن يبنوا مستقبلاً أسوة بأي مريض". وشدد "أنهم أشخاص عاديون، مبدعون، ومنهم من كانوا عظماء وكان لهم التأثير الأكبر في التاريخ البشري في مجالات عدة، منهم الإمبراطور نابوليون بونابرت، الفنان العالمي فان غوغ، و تشارلز ديكينز أحد أكثر الأدباء الإنكليز تأثيراً وسواهم."
في العودة إلى الدراسة، فقد شرح انها إعتمدت منذ إنطلاقتها إلى اليوم على التواصل مع مجموعة من أطباء دماغ مشهود لهم بكفاياتهم في المناطق لإكتشاف مرضى الصرع ". ولفت إلى أنهم كانوا يرسلونهذه الحالات إلى المركز الطبي في مستشفى الجامعة الأميركية للكشف عليها وإجراء الفحوصات السريرية والمخبرية اللازمة لتحديد المرض والتأكد من إصابته بداء الصرع"، قال:" يدفع المرضى تكاليف زهيدة لعلاجهم . يتابعون علاجهم مع الطبيب المتخصص عند تشخيصنا لمرضهم ".



وتوقف عند تفاصيل نتائج الدراسة التي رصدت " وجود 55 ألف حالة داء صرع سنوياً في لبنان"، مشيراً إلى أن ما يتراوح بين 60 و65 في المئة منهم يتابعون مرض الصرع من خلال تناولهم الأدوية، 35 في المئة يعانون من نوبات مستعصية تتطلب عملية جراحية لإستئصال البؤرة المسببة للنوبات". وقال:" تعاني 17000 ألف حالة من اصل العدد الإجمالي من نوبات كلية بينما ثلث العدد الإجمالي هم عرضة لنوبات جزئية أي ما يعادل 36 ألف مصاباً منهم 24 ألف حالة تعتمد على الأدوية للعلاج والعدد الباقي منهم أي الـ2000 حالة تشكو من وضع مستعصي للمرض وهي في حاجة ماسة لإجراء عملية جراحلية لإستئصال البؤرة المسببة لهذه النوبات."



وعبّر عن أسفه الشديد لعجز هذه حالات من توفير تكاليف العملية الجراحية، التي تضمن شفاء المرض في نسبة مرتفعة تصل غالباً إلى 80 في المئة". وأشار الى "عدم توفير شركات التأمين الخاصة  التغطية الإستشفائية لمرض داء الصرع"، كما أن "وزارة الصحة العامة لا ترصد أي مساعدة مالية لتغطية نفقات العملية الجراحية التي قد تغيّر مصير حياة ولد مصاب من نوبات كلية تمنعه من متابعة دراسته". وتحدث عن "عجز بعض الأهل من تغطية تكاليف العملية الجراحية لإبنهم المصاب بالصرع ، ما يشكل عائقاً كبيراً لتغيير مسار حياته التي يتفاقم فيها المرض ويرجح تعرضه مع الوقت للإكتئاب والعزلة والتمايز السلبي من محيطه ..

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم