الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

"مولانا" جاسوس تغريه النساء... إساءة الى رجال الدين أو حرية تعبير؟

المصدر: "النهار"
إسراء حسن
إسراء حسن
"مولانا" جاسوس تغريه النساء... إساءة الى رجال الدين أو حرية تعبير؟
"مولانا" جاسوس تغريه النساء... إساءة الى رجال الدين أو حرية تعبير؟
A+ A-

لا يزال فيلم "مولانا" المصري ينتظر مصير بعض مشاهده التي اعتبرها "دار الفتوى" تثير النعرات الطائفية في لبنان. "مولانا" الذي عُرض في دبي ضمن مهرجان السينما الدولي، حطّ في موطنه مصر ورغم غضب اسلاميين وأئمة أزهريين اعتبروه يشوّه صورة المؤسسة الاسلامية، عرض الفيلم في صالات السينما المصرية، ها هو اليوم يقسّم اللبنانيين بين مؤيد لحذف مشاهد منه ومعارض أطلق حملة تدعو إلى حرية الرأي والتعبير.



 


الى ذلك، فرض الفيلم خلافاً على طاولة لجنة الرقابة على الأفلام السينمائية اللبنانية، إذ يؤكد مصدر من اللجنة لـ"النهار" أنه "لم يُتخذ قرار بعد بمنع عرض الفيلم بل هناك خلاف بين أفراد اللجنة حول ما إذا كانت ستتم عملية حذف بعض المشاهد او الابقاء عليها. وستعقد اللجنة خلال يومين متتاليين اجتماعات لاعادة النظر في المشاهد التي وضعت ضمن إطار اثارة النعرات الطائفية تمهيداً لاتخاذ قرارها"، واللافت ان أمام كل هذه المعارك في الرأي حول هذا الفيلم ومضمونه فهو موجود بنسخته الكاملة على موقع "يوتيوب".


 



 


تدور أحداث الفيلم حول الشيخ حاتم الشناوي الملقّب بـ"مولانا" (التسمية المتعارف عليها لرجال الدين في مصر)، هو أحد الدعاة الجدد الذين كسروا الشكل النمطي المعروف لرجال الدين أصحاب التقوى والقيم والأخلاق، فظهر بأسلوب رجل دين عصري. هو إمام مسجد حكومي يتحوّل شخصية تلفزيونية مشهورة بعد تقديمه برنامجاً دينياً يقدّم عبره الفتاوى الدينية للمشاهدين في العديد من الموضوعات والاشكاليات ذات الطابع الاسلامي ويعمل في الخفاء لصالح الاستخبارات. الفيلم بطولة عمرو سعد، ودرة زروق، الراحل احمد راتب، أحمد مجدي، بيومي فؤاد، رمزي العدل، ريهام حجاج، صبري فواز، ولطفي لبيب، فتحي عبد الوهاب، وهو من إخراج مجدي أحمد علي، وإنتاج صادق الصباح.
الفيلم مقتبس من رواية الكاتب الصحافي المصري إبرهيم عيسى التي تحمل العنوان نفسه ونشرت في العام 2012 وأحدثت جدلاً واسعاً حول جرأة الموضوعات الدينية التي عالجتها كـ"فتوى إرضاع الكبير" وحادثة كنيسة القديسين والعلاقة المتوترة بين الشيوخ السلفيين ودعاة التنوير والتنصير والتشيّع.



 


أسباب سياسية



لا يمكن مقارنة الحالة الاعتراضية المصرية بما يحصل في لبنان، اذا تقول مصادر مطلعة على فحوى الفيلم لـ"النهار" إنّ "سبب سماح عرض الفيلم في مصر يعود لأسباب سياسية بحتة وليس موافقة على ما يتضمّنه من طرح لأفكار توضع ضمن إثارة النعرات الطائفية".


ووصل الفيلم منذ فترة إلى لبنان ولا يزال إلى اليوم يخضع إلى التدقيق من جانب لجنة الرقابة للنظر في حذف بعض المشاهد التي وضعت ضمن سياق الدعوة إلى الفتنة وتأجيج النعرات الطائفية، اذا حتى اللحظة فإنّ الفيلم سيعرض حتماً لكن لا تزال مشاهد منه عرضة للحذف، وهو ما يعتبره صانعو الفيلم تقييداً لحرية الرأي والتعبير في بلد الحريات والتعدد الطائفي، رافضين أي اجتزاء من مشاهد الفيلم. في حين تعتبر دار الفتوى أنّ الفيلم يسيء الى صورة رجل الدين ويحرّض على الفتنة. ويوضح الشيخ وسيم مزوّق من قسم الفتاوى في الدار لـ"النهار" أنّ "الدار ترى أن فيلم "مولانا" يحوي مشاهد تسيء للعلماء ورجال الشرع والدين وتثير النعرات الطائفية بين السنة والشيعة او بين المسلمين وغير المسلمين بما يحويه من إساءة للكنيسة ورموزها المقدسة وإظهار صورة عالم الدين بأسلوب لا يليق به".


وأضاف ان "رجل الدين في الفيلم يؤدي دور الجاسوس التابع للاستخبارات ويتعرض لاغراء النساء ويقضي حاجته بصورة غير لائقة وسط مشاهدة رجال الشرطة له". وتابع: "نحن في بلد فيه حساسية ويوجد أكثر من طائفة ومن شأنه أن يؤجج النعرة الطائفية"، لافتاً إلى انّ "دار الفتوى ليست ضد الحريات وحرية الرأي والتعبير ولكن هناك حدوداً وضوابط يجب ان تراعى خصوصاً في هذه الفترة مع انتخاب رئيس للجمهورية ورئيس حكومة ولا نريد ان تكون هناك ردات فعل تسيء لغيرنا".


 



 


وأشار إلى انّه "على الرغم من تعليل البعض بأنّ الفيلم يظهر حالة موجودة ضمن رجال الدين في أي طائفة، إلا أنّ القاعدة الفقهية تلفت إلى انّ "النادر لا حكم له"، مضيفاً أنه "لا أحد يرضى أن تعمم هذه الصورة النادرة. ولو كان الفيلم يتضمن صورة الشيخ بشخصيته الحسنة والعادلة، وصورة أخرى تكشف عن وجهه الاخر لا مشكلة لدينا، وما حدث في هذا الفيلم تسليط الضوء على الصفات التي تسيء للشيخ الأزهري". وتابع المزوّق: "في مصر هناك من عارض الفيلم، وقد يكون للمخرج رسالة معينة يريد ان يوصلها داخل مصر، إلا اننا في لبنان مجبرون على الاخذ في الاسباب التي تؤجج هذه الفتنة والنعرة الطائفية. والقرار يتخذه الأمن العام ووزارة الداخلية، وما يحكى عن منع عرض الفيلم ما هو الا خطوة استباقية، ودار الفتوى لم تمنع الفيلم بل أبدت تحفظها على بعض المشاهد المسيئة".



 


 


وبدأت تأخذ حملات الاعتراض على التجزئة صورة أكثر انتشاراً مع انطلاق حملة عبر "تويتر" تدعو إلى عدم اجتزاء أي مقطع من الفيلم ضمن مفهوم المساس بحرية التعبير، وانضمت الفنانة كارول سماحة إليها وقالت على حسابها عبر "تويتر": "أدعم مشاهدة فيلم مولانا الرائع كما أدعم حرية التعبير". أما المنتج صادق الصبح فانتقد التضييق على الفيلم في بلد كلبنان.


 


 [[video source=youtube id=jUCmci_6HMA]]


 


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم