الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

جو قديح يُقدّم برناديت حديب وطلال الجُردي في "BTE2TOUL"....الوَجه الآخر للحُب؟

المصدر: "النهار"
هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
جو قديح يُقدّم برناديت حديب وطلال الجُردي في "BTE2TOUL"....الوَجه الآخر للحُب؟
جو قديح يُقدّم برناديت حديب وطلال الجُردي في "BTE2TOUL"....الوَجه الآخر للحُب؟
A+ A-

من السَهل أن تَتَحوّل الأجواء في Theatre Gemmayze هذا المساء، "مَشروع" مَسرحيّة لا تَحتاج إلى الكَثير من "الرَوتَشة" الأدبيّة لتَكتَمِلَ فُصولها، وذلك لِما تَتَضمّنهُ من مَشاهِدَ مُمتِعة أبطالها كِبار في عالَم المَسرَح، تَجعَلهُم موهبتهم الشاهِقة "هَلقَدّ مرتاحين" فيَستَطيعون تالياً أن يَستَمتِعوا وأن يُحوّلوا الّلهو والمُداعَبة والمزاح من الطُقوس المحوريّة والمُلازمة للإبداع.
ساعة و"كَم دقيقة" نَمضيها مع المُخرج والكاتِب المَسرحيّ جو قديح وبرناديت حديب وطلال الجردي الذين يَستَعدّون لتَقديم عَمَل قديح الجَديد، "بتقتُل – BTE2TOUL" في العاشِر من شباط.
وهذا الوَقت أكثر من كاف لنَلمُس "الّلعبة" الإبداعيّة بين الـ3 وهذا الاستِرخاء في ما بينهم النابِع من ثقة كبيرة في موهِبة الآخر في الدَرَجة الأولى تَليها الثِقة بالمَقدِرة الشخصيّة.
يَضعون أنفُسَهم في تصرّف "النهار" على الرغم من التَعَب الكَبير الناتِج من ساعاتٍ طويلة تُكرَّس للتمارين المُكثّفة. يأخُذون Break قَصيرة يَروون خلالها بعض النوادِر حول العَمَل المُرتُقَب، و"بيحَرقصوا بعض". صَداقة قَديمة تَجمعني بجو وطلال، وعلى الرُغم من أن المرّة الأخيرة التي قابلتُ فيها برناديت كانت منذ أكثَر من 15 عاماً، تُعانِقُني مُرَحِّبة كما لو أن اللقاء كان بالأمس القَريب. ما إن أدخُل المَسرَح يَنجَذِبُ نَظَري تلقائيّاً إلى الخَشبة حيث تَلهو المُمثّلة (الأقرَب إلى طفلة لم تُروِّض بعد نزوات روحها الجامِحة)، بِصَخب وزهو. الجردي يَضحك مُعبّراً عن تفاعله معها وقديح يُراقِب ويُعطي بعض مُلاحظات جالساً في الصفّ الأمامي.
الانطلاقة في هذا الحَديث غير التَقليدي تكون مع طلال الجردي الذي أنهى أخيراً العَمَل المَسرحيّ، "فرضاً أنّو" لجاك مارون بالإشتراك مع غبريال يمّين. "مع جو حاكيين من زمان (أن نَعمَل معاً) بس ما كانت تساءب". آخر عَمَل شاهَده الجردي من تَوقيع قديح، "غرام أو إنتقام" الذي شارَكَت فيه حديب. يُعلّق الجردي ببساطة، "مع أنّو المسرحيّة مش الـGenre تبعي وأعني بذلك أنني لا أنجَذِب إلى هذا النَمَط المَسرحيّ إلا أنني أحبَبتُها كثيراً".
لن يَروي الجردي أي شيء حول الحَبكة في المسرحيّة، "ما بحب حدن يخبّر القصّة". تَهتف حديب، "وأنا أيضاً. يُمكن أن يَنقد الصحافي العَمَل المَسرَحيّ من دون أن يَشي بتفاصيلها". يَمضي الجردي قائلاً، "وإلا شو تَرَكت للجمهور؟ أقول بكل مَحبّة: إفتَحوا المَجال للمُشاهِد أن يَستَمتِع بعُنصُر المُفاجأة في العَمَل المَسرحيّ".
يَكتَفي بقول التالي، "تَنطوي القصّة حول لِعبة رَجل وإمرأة. يَلعبان معاً بِهَدَف إعادة إحياء العلاقة العاطفيّة بينهما".
التَركيبة الكيميائيّة بين الجردي وحديب حاضِرة بِشَكل صارِخ، حتى عندما يَنتَقلان من الخَشَبة إلى الواقِع. وكل من شاهَدَ فيلم "لمّا حكيت مريم" (لأسد فولادكار 2002) لم يَشبع من وقوفهما وجهاً لوجه. يُعلّق الجردي، "ثمة أشخاص نَلتقي بهم في الحياة اليوميّة وتولَد معهم هذه الـChemistry. وأعني بذلك أن هذه الشَرقطة حاضرة خلال العَمَل وأيضاً خارجه".
لو كان الجردي مُجرَّد مُشاهِد لهذه المَسرحيّة، هل كان ليَستَمتِع بها؟ يُجيب بأسلوبِه العفويّ، "كمُشاهِد كتير مَعقول انبُسِط فيها... فيها طَرَف كوميديّ...وربما أيضاً طَرَف فالِج...فيها الكَثير من الكوميديا".
بالنِسبة إلى جو قديح، "صرلي فترة منّي كاتِب مسرحيّة. يمكن 3 أو 4 سنوات". يُعلِّق قائلاً، "أردتُ أن أقتَبِس عَمَل PETITS CRIMES CONJUGAUX لأريك إيمانويل شميت. في الحقيقة قامت ماري – كريستين طيّاح بالاقتِباس".
ماري – كريستين حاضِرة في المَسرَح لكنها لا تُريد أن تَتحدّث عن تَجربتها في إقتباس هذا النص الذي يَصفه قديح، بالفُكاهيّ، كما يَسهل فهمه وهو عَميق في الوَقت عينه". هي قصّة "كل ثُنائي. أعتَبر هذا النصّ بدلالاتِه ونَمطيته ورموزه، ركيزة كل الطلعات والنزلات التي يعيشها أي ثنائي".
اختيار طلال الذي يَعمَل معه للمرّة الأولى؟ "في الحَقيقة برناديت هي التي اقتَرَحت طلال. تصوّري أنني شخصيّاً لم أشاهد فيلم (لمّا حكيت مريم) ولكن الجمهور أحب الفيلم كثيراً لوجود طلال وبرناديت معاً". طلال كما يَصفه جو، "مَحبوب وعندو جمهورو وهو مُمثّل جيّد. لقد خاطرتُ في اختياره على إعتِبار أنه أنهى لتوّه مسرحية (فرضاً أنّو) وقد شاركَ أخيراً في العَديد من الأعمال توالياً. أعتبر المسألة أشبَه بلعبة بوكر وآمل في أن أربحها. المسرح يحتاج إلى إستثمار. يحتاج إلى الوقت للحفظ والتركيز وخلق الشخصية".
كيف يصف برناديت حديب؟ "بكل بساطة هي Bete De Scene".
أسلوبه الإخراجي، "إقتَبسته من الحياة. وأهم مُمثّلة هي إبنتي الصغيرة بعفويّتها وقوّتها ورقّتها وضعفها". الخوف؟ حاضر أيضاً لا بل هو مُضاعَف اليوم وهو يُتابِع اللعبة الفنيّة كمُخرج وليس كمُمثّل. "أشعُر بالخوف المُستمر عندما يعتلي أي ممثل أعمل معه خشبة المَسرح. الـTrack ينتابني شخصيّاً كممثل لبضع دقائق فقط. ولكنني عندما أتابِع أعمالاً من إخراجي أشعر بالخوف إلى أن تَنتَهي المسرحيّة".
في إحدى المرّات، إلتَفَتت إليه صَديقة وحدّقت به بطريقة غَريبة وهو يُتابِع إحدى مسرحيّاته ويُشرِف، وسط الجمهور، على المُمثلين. "لم أفهم طَبيعة هذه النَظرة! لاحقاً عندما سألتها إذا ما كانت تُريد أن تَنقُل إلي رسالة ما من خلال نظرتها أجابت: كنت أنتَ جالساً في آخر الصالة ولكنني سمعتُ تنفسك السَريع بشكل واضح!".
خلال ساعة ورُبع الساعة "سيُتابِع الجمهور شيئاً عاشَه من قَبل وفي الوَقت عينه لم يُشاهده من قبل. في المسرحيّة الجنون حاضِر. لم أشأ بأن تكون الّلعبة التمثيليّة والإخراجيّة مألوفة".
هل من تَلميح أو إشارة ما حول القصّة؟ " سأعُطيك مثلاً : أهلي...تعوّدوا ع بعض لدَرَجة ملّوا من بعض...ولكن ما فين يِفترقوا عن بعض!".
برناديت حديب تُحدّق مُباشرة في عينيّ ولا تشيح بنَظَرها. تَبتَسم قبل أن تُجيب، "اختيار طلال؟ ثمة أكثر من سَبَب. الناس في الدَرَجة الأولى يَقتَربون منّي في الشارِع مُرددين باستمرار: متى ستقفان معاً مُجدداً؟ اشتاقوا رؤيَتنا معاً. آخر مرّة كنّا فيها معاً تَعود إلى أكثر من 10 سنوات. كما أنني في الحقيقة أحب تمثيل طلال. بعدما قرأت النص اقترحته على جو، الـChemistry لذيذة في ما بيننا. خارج العَمل تَجمعنا صداقة لذيذة بدورها. عندما نَرتاح للممثّل الذي نَعمَل معه، يَفيد العَمَل في الدَرَجة الأولى. العلاقة بين المُمثلين، الناس تَتنبّه إلى طَبيعتها فوراً. ثمّة حيويّة، أو تمرّ أو لا تمرّ".
أسلوب جو في العمل؟ "سهل مُمتَنِع. يُعطيني كمُمثّلة مساحة لأبدّل أو لأعطي من ذاتي. يَترك المُمثّل. وبلحظة غير مُنتَظَرة يهتف: خَلَص! أنا هيك شايف. بحب راسو في العَمَل". المَسرحيّة، "اجتماعيّة بإمتياز. بالنسبة إلي تَندَرِج في خانة الكوميديا السوداء. هي مواجهة بين 2 يعيشان الحب والكراهية والاحترام والاحتقار. فيها من واقِع الحياة. يُمكن أن نَقوم من خلالها بإسقاط على حياتنا الشخصيّة في الدَرَجة الأولى".
في كل مرّة تختار برناديت أن تضطلع بدور ما، "أشعر بخوف كبير. يَسكنني الرُعب في كل لحظة. أخشى ألا أؤدّي الشخصيّة بأسلوب سَليم. قبل العروض يَخفُق قلبي بلا توقّف. كل عَرض بالنسبة إليّ هو الأول".
برناديت حديب لا تتوقّف عن تَطوير نفسها، "بعدني عم بتعلّم. لا أقول أبداً: وصلت وخلص!". وهي تقرأ باستمرار وتفيد من صفّ تُقدّمه في إحدى الجامعات ويُركّز على الحَرَكة الجسديّة، "عندي حَركة لذيذة في ما يتعلّق بجسدي على الخَشَبة".
من هي شخصيّة "ليلى" التي تؤدّيها على الخشبة إلى جانب طلال الجردي؟ "بكل بساطة هي هستيريّة. تعيش تقلّبات. ثمّة خيط رفيع يَفصل ما بين الهستيريا المَكبوتة وبين التَعبير المُفرَط. ليلى تَكظِم كل أحاسيسها. تأدية هذه الشخصيّة تَقع في خانة السَهل المُتَنِع".
المَسرَح، "مُخاطَرة يعيشها المُخرج والممثّل على سواء. الّلذة الحقيقيّة تَكمن في هذه المُخاطَرة".
[email protected]


 








حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم