السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

لبنان "الهورس شو" ولبنان "كوستا"

الياس الديري
الياس الديري
لبنان "الهورس شو" ولبنان "كوستا"
لبنان "الهورس شو" ولبنان "كوستا"
A+ A-

نعود فنذكِّر الجميع بأن لبنان من المنطقة. بل في قلبها. والأحداث العربيَّة، من سياسيَّة وحزبيَّة وسواهما تمرُّ عادة به في الذهاب والإياب. ومع استراحة أحياناً، يبلغ عديدها المليون ونصف المليون عدا السهو والغلط. وبديهي أن تكون للارهاب حصّة قليلة أو كبيرة. وطبيعي والحال هذه أن يتمكّن الإرهابيّون من هذا أو ذاك من الشبّان والشابات أيضاً...


إزاء محاولة "الهورس شو"، ("كوستا" حاليّاً)، لا بدَّ من طرح أسئلة على أعلى المستويات عن الدوافع والأهداف. وهل هي مقدِّمة أُحبطت، وتجربة قضت عليها اليقظة الأمنيّة، أم أنها مجرّد رسالة "عاطفيَّة" برسم كل مَنْ يعنيهم الأمر، بلوغاً الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب؟
تكاثرت الاستنتاجات قيد التداول، وتكسَّرت نتائجها تكسُّر النصال على النصال. إذ أنه ليس مستبعداً أن تكون بداية مخطَّط ارهابي يقضُّ مضجع العهد الجديد، ومضاجع الذين يبنون قصوراً وأحلاماً لجهة الأمان والاستقرار... وعودة لبنان الزمن الجميل، وتدفُّق السياح والمصطافين والمستثمرين...
موقع لبنان، تركيبة لبنان، الثماني عشرة طائفة المنتشرة في إرجائه المتواضعة المساحة، نظام لبنان، جغرافيّة لبنان، علاقات لبنان ووجود ما يوازي ضعفي عدد سكّانه من المغتربين في ديار الانتشار، والذين تمكّن بعضهم من بلوغ مناصب رئاسة الدولة أو رئاسة الحكومة، أو رئاسة مؤسّسات ماليَّة يحسب لها ألف حساب، كل هذه "التميّزات" تجعل هذا اللبنان هدفاً أساسيّاً للذين هدموا سوريا والعراق وليبيا واليمن و... من يدري؟
إلّا أن النجاح الذي حقّقته القوى الأمنيّة اللبنانيّة في تجربة "الهورس شو"، يدخل بعض الطمأنينة وبعض الارتياح وبعض الثقة الى نفوس اللبنانيّين، ويجعلهم يُتابعون همومهم اليوميّة كالمعتاد. كما يشجِّع المرجعيَّات السياسية على مواصلة الاهتمام باستحقاق الانتخابات النيابيّة، ومواصلة المحادثات والمساعي في شأن القانون الجديد الذي لا يزال يشبه حلم ليلة صيف، أو حصرماً رأيته في حلب التي لم تبقِ الحرب منها وفيها لا حجراً ولا بشراً ولا حصرماً.
قد تكون النيّات صافية جدّاً لهذه الناحية. وقد يكون الإصرار على إجراء الانتخابات، التي صارت على الأبواب، بواسطة قانون حديث وعصري ومقبول من كل الفئات في محلّه. إلّا أن الجميع يوافقون على أن المشكلة كامنة في عامل الوقت.
ليس خافياً على أحد أن المسألة الانتخابيّة معقَّدة للغاية: الانتخابات استناداً إلى قانون الستين مرفوضة. والتمديد أو التأجيل مرفوض. ومتطلَّبات القانون الجديد تستوجب اجراءات، ودراسات، ومناقشات، وصياغات تحتاج إلى فرصة طويلة جداً.
قبل أن نقفل "نهاريات" اليوم يسرِّني أن أَذكُر أمام الأجيال الجديدة واذكِّر الأجيال القديمة أن "الهورس شو" ("كوستا") ساهم بدور رائع في صنع الزمن اللبناني الجميل، وكان هو "المقر الرئيسي" لتجمّعات المُبدعين والمشاهير في كل الحقول.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم