الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

بيئتنا...ثروتنا

المصدر: "النهار"
نجيب الحاج عبيد
بيئتنا...ثروتنا
بيئتنا...ثروتنا
A+ A-

اليوم، وفي ظلّ هذا الزمن الصعب، تسود شريعة "لك ما لك و لي ما لي". الكلّ يُورث و الكلّ يرث، و تبقى الطبيعة ملكاً سائباً و حقّاً ضائعاً منتهَكاً، الجميع يستغلّها و يستثمر فيها. يوماً بعد يومٍ لن يظلّ للأنجال ما نتركه لهم من خَضر و جَمال خام مميّز لم تلوّثه يد الإنسان بعد.


لم نترك شطّاً إلّا و صادرناه، و لا بحراً إلّا و ردمناه. لنصنّعَ سمّمنا الهواء و لنتاجرَ سمّمنا البحار. هذا، ويأبى أصحاب المشاريع الخاصّة الإعتراف بما يسبّبونه للثروات الطبيعيّة–الّتي هي، في النهاية، ملك عامّ–من أذى! مع ذلك، لن نطلب الكثير كي لا نطالَب بالكثير، و لكن، بالحدّ الأدنى، ليكن كلّ مواطنٍ رقيباً على نفسه أوّلاً و على مجتمعه ثانياً.
أليس المال شهوة كلّ إنسان؟ إسعَ وراء الثروة إن كانت ترضي ما في غريزتك من غرور، ولكن دع ما للّه للّه. بتنا نفتقد الجبل الأخضر في "لبنان الأخضر" بسبب أصحاب الكسّارات الذين لا يرحمون الدنيا و لا يقدّرون بهاءها! يقتلون الحياة و النبات لأجل التراب و ما فيه من موت. كلٌّ لنفسه و لا أحد للحقّ، و لكن، أَنَسيت يا ابن الإنسان أنّنا كلّنا للموت و لا أحد للبقاء؟!
أخيراً و ليس آخراً، لا يسعنا غضّ النظر عن مشكلة العمران أو الزحف العمرانيّ و ما ينتج عنها من تلوّث. فالسكّان في تزايد سريع هائل، و تلبيةً لحاجات السكن المتكاثرة ها نحن اليوم نواجه وحش العمران الّذي يجرف الأرض جرفاً غير آبه بقدرة البنى التحتيّة على التحمّل: مياه نظيفة، مجارير كافية، قدرة على استيعاب النفايات... و نسأل، من أين يأتي التلوّث البيئيّ؟!


يا أبناء بلادي، المشاكل كثُرت والأوضاع ساءت على الأصعدة كافّة. ثمّ إنّ الطبيعة أو البيئة كنز إن أفرطنا في استغلاله لا يتجدّد بسهولة. فلنحرص عليه، ولنكن به ضنينين، خوفاً من أن يأتي يوم نغنّي فيه "لبنان يا قطعة سما" و لا يكون قد بقي منه إلّا "السما".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم