طليس لـ"النهار": كرامتنا لا تسمح بدفع فدية لتحرير ريشا

نجم نافس سعد ريشا، بطل "فيلم" الخطف الذي ضجت به وسائل الاعلام في الأيام الماضية، هو "المنقذ" الذي تدخل بطلب من رئيس مجلس النواب لحل قضية هزّت الرأي العام، استطاع جذب الأضواء اليه، ليسطع نجمه بعد اتمام مهمته بنجاح، هو بسام طليس الذي زف خبر اطلاق سراح ريشا وعودته الى دياره فجر اليوم.

مساء الأربعاء الماضي، انتشر مقطع فيديو أظهر خطف الرجل السبعيني من أمام مؤسسته التجارية في شتوراما - قضاء زحلة، بعدما توقفت سيارة من نوع تاهو سوداء اللون، ترجل منها رجل ملثم، شاهراً سلاحه، أجبر ريشا على الصعود قبل مغادرة المكان. العملية تمت بهدوء تام، لكنها وترّت لبنان، تحرك اهالي البقاع، قطعوا الطرق، مطالبين باطلاق سراحه، بالتزامن مع تكليف رئيس مجلس النواب لطليس العمل على الملف. نجح رجل المهمات" الوطنية" كما وصف نفسه في حديث لـ"النهار"، بانجاز ما كلف به، وها هو ريشا بين اهله، في منزله"من دون دفع اي فدية، ولم نفاصل حول هذا الموضوع، كون لا كرامةالرئيس بري، ولا كرامة الاجهزة الامنية والعسكرية ولا كرامات اهل البقاع وفعالياتها تسمح بالتكلم عن دفع فدية مالية مقابل الافراج عن سعد ريشا".
طليس عضو قيادي في حركة أمل، مسؤول الشؤون البلدية والاختيارية فيها، ورئيس اتحاد النقل البري في لبنان، من بلدة بريتال وكما قال" انا من ضيعة متواضعة ومن عائلة متواضعة فيها الفلاح، الشاعر، المثقف، الضابط، المحامي، المهندس، وغيرهم، مواطن كرّس نفسه كما غيره الكثيرمن اللبنانيين لخدمة ووحدة وطنه، ويكفي ان اكون على نهج الامام موسى الصدر الوحدوي، الذي أخفي بسببه، واخ وتلميذ لدولة الرئيس نبيه بري الحريص في اشد واصعب الظروف على ان يبقى جسراً للتواصل بين كل لبنان".

على سلم الحركة
في عمر الخامسة عشر انتسب طليس الى "الحركة" في اليوم التالي من انفجار عين البنية، (موقع تدريب افواج المقاومة الاسلامية "امل" التي اطلقهاالامام الصدر ضد اي عدوان اسرائيلي)، وقال "تخرجت من المدرسة ومن بعدها الجامعة حيث حزت على شهادة في التاريخ، خلال ذلك ترقيت في الحركة من خلية الى لجنة شعبة، منطقة، اقليم، مكتب مركزي، ولا ازال مستمرا، آمنت بالعمل النقابي، شغلت موقع نائب رئيس الاتحاد العمالي العام في فترة من الفترات".
عمل طليس (56 عاما) على ملفات عدة، وبالنسبه له "لا يوجد ملف يقل اهمية عن الآخر باعتبار اننا في حركة المحرومين التي تتعاطى بالشأن العام، في كل ما يتصل بالانسان، لذلك يصبح الشخص متمرسا ومدربا تلقائيا، ويكفيني شرفاً اني احوز على ثقة الرئيس بري بعملي في انجاز المهمات والمواقع المسندة لي في النقابة والحركة، وما قمت به لا يعادل العشرة بالمئة من الواجب الذي اعتقد واؤمن به والذي ارساه الامام الصدر وأكمله الرئيس بري".

بريتال على غير "صورتها"
وعن عملية خطف ريشا علٌّق طليس الوالد لثلاثة ابناء، شابين وفتاة "عندما تكون غالبية الناس، ولا ابالغ عندما اقول نحو 98 بالمئة منهم، ضد هذا النوع من الممارسات، عندها تكون الارضية جاهزة للتعاون والوصول الى معالجة اي حدث من هذا النوع، هذا ما حصل معي في اليومين السابقين، كون الفاعليات من كل القرى كانت متعاونة ومتجاوبة ومؤمنة ان هذه آفة، لا يمكن لأحد تقبلها على الاطلاق، مع عدم انكار جهد الجيش اللبناني والمخابرات وكل القوى الامنية من امن عام ومعلومات وقوى امن داخلي". واضاف" عندما اطلق سراح ريشا شعرت وكأن والدي هو من كان غائبا وفي وضع غير سليم". اما عن كيفية معالجة آفة الخطف فأجاب " لا اسمح لنفسي الجواب على سؤال من اختصاص اجهزة معينة".
الصوة القاتمة عن اهل بريتال رفضها طليس داعياً كل من ينظر الى اهل بلدته نظرة ليست على حقيقة صورتها الى زيارتها والتعرف على اهلها وواقعها، والدخول الى منازلهم، لاكتشاف تربيتهم واخلاقهم. وختم داعياً اللبنانيين الى التعلق ببلدهم كون" لا بديل عن هذا الوطن النموذجي".