الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

ريتشارد مورفي لـ"النهار" عن رئاسة ترامب: سيتبين له ان التاريخ لا يبدأ بتسلمه السلطة

روزانا بومنصف
روزانا بومنصف
ريتشارد مورفي لـ"النهار" عن رئاسة ترامب: سيتبين له ان التاريخ لا يبدأ بتسلمه السلطة
ريتشارد مورفي لـ"النهار" عن رئاسة ترامب: سيتبين له ان التاريخ لا يبدأ بتسلمه السلطة
A+ A-

على غرار المثل اللبناني الذي يتناول التعليق على سياسيين يرفعون سقوفهم خارج الحكم إما للفوز بالانتخابات النيابية او الرئاسية، او يبالغون في الشعبوية التي تسمح لهم بتحقيق شعبية كبيرة وينتظر منهم ان يقرنوا القول بالفعل لدى الوصول الى السلطة بغض النظر عن وجود اي منطق في السياسة المعتمدة ام لا، او بالقدرة على تنفيذ التعهدات التي قطعت بان "روما من فوق هي غير روما من تحت"، علّق السفير الاميركي السابق ريتشارد مورفي لـ"النهار" على تسلم الرئيس الاميركي دونالد ترامب منصبه في البيت الابيض وسط حال من القلق الخارجي بمقاربة مماثلة. قال الديبلوماسي الاميركي السابق الموجود في بيروت للمشاركة في اجتماع مجلس امناء الجامعة الاميركية ان "الجميع يتساءل كيف ستسير الامور، اذ انكم رأيتم مسارا طويلا من الحملات الانتخابية المليئة بالسياسة والمشاعر القوية وكل شيء، وهي كانت قاسية جدا خلال الاشهر الماضية. الا ان هناك الان انطلاقة جديدة. لكن في انتظار تبين ملامحها الفعلية فان المعاونين الاقربين للرئيس ترامب يقولون لا تأخذوا حرفيا كل ما كان قاله لان مواقفه من بعض المسائل على الاقل ظهرت متناقضة". الا ان مورفي يبدي تفاؤلا من جهة اخرى عبر اعرابه عن ثقته بوجود اشخاص قياديين في حكومته. يقول: "لديه شخصان على الاقل يتمتعان بخبرة كبيرة، احدهما وزير الخارجية ريكس تيلرسون الذي يأتي من عالم النفط لكنه متحدث لبق جدا، والآخر هو وزير الدفاع الجنرال جون ماتيس المعروف بانه رجل دولة عبر مسار طويل في القيادة العسكرية. ولذلك النصيحة الصلبة تكمن هنا بالذات وكيف يمكن ان يتقبل الرئيس النصيحة". يضيف مورفي انه "اذا اخذت في الاعتبار النفسية الاميركية فانه حين يتسلم رئيس اميركي السلطة فهو يميل الى الاعتقاد ان التاريخ يبدأ من هذا التاريخ بالذات، اي تاريخ دخوله الى البيت الابيض. لكن حين ينخرط في المهمات الملقاة على عاتقه يتبين له ان التاريخ لم يبدأ معه بل هو مستمر منذ زمن طويل، وانه يتعين عليه ان يتخذ مواقف لا ترتبط فقط بالسياسة الداخلية بل بالسياسة العالمية حيث تبرز التزامات بمواقف معينة. إذذاك فقط يمكن ان تتيقن من ان تجعل العالم يأخذ مواقفك او يتبناها ويحولها الى نتائج ملموسة استنادا الى ان هذا هو مفهوم الديبلوماسية اي الدخول الى عقل الشخص الآخر".


وماذا عن القلق الذي تثيره مسألتان اقله بالنسبة الى المنطقة في ضوء تركيز من جانب الرئيس ترامب وفريقه عليهما، وهما العلاقات مع روسيا وفي اي موقع هي والموقف من ايران؟ يقول الديبلوماسي الاميركي الذي عايش ادارات رئاسية اميركية عدة ولعب ادوارا كان ابرزها على الاقل بالنسبة الى لبنان المساعي التي قام بها في العام 1988 مع الرئيس السوري حافظ الاسد آنذاك من اجل ان تفسح سوريا في المجال امام انتخاب رئيس للجمهورية، "ان روسيا كانت عدوا في مرحلة من المراحل ولم تعد كذلك بل هي خصم راهنا. وهي سعت في منطقة الشرق الاوسط وعبر تدخلها المعلن والمعروف في سوريا الى اعادة استرداد موقع لها في المنطقة كانت خسرته مع انهيار الاتحاد السوفياتي. اعتقدالاثنين يقول مورفي، اننا سنجد طريقة للتعاطي مع روسيا انطلاقا من واقع انها تسعى كما غيرها من الدول لان تكون محترمة وان تجد دورا لنفسها. وانا لست قلقا في ما خص الموضوع الروسي على رغم الجدل الذي اتخذه هذا الموضوع اخيرا في السياسة الداخلية الاميركية، واعتقد اننا سنتكيف مع واقع ان روسيا خصم ليس إلا وسنجد طريقة للتعاطي معها. اما الموضوع مع ايران فهو يكتسب طابعا مختلفا لان العلاقات بينها وبين الولايات المتحدة اكثر تعقيدا. فهناك مراكز متعددة للسلطة في ايران وبعضها لا يريد اي علاقة مع الولايات المتحدة كما لا يريد تحسين العلاقات، وهؤلاء متشككون جدا بان واشنطن تعمل ليل نهار من اجل اطاحة النظام في طهران، في حين ان ليس هذا هو واقع الحال. لكن في المقابل هناك سياسيون اميركيون يتحدثون بقسوة عن ايران كذلك ولا بد من ايجاد طريقة للتعامل مع ايران في المرحلة المقبلة".
هذا المنطق لا يستبعده ديبلوماسيون قارنوا على الاقل بين وصول ترامب ووصول وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون الذي كانت له مواقف لا تقل اثارة عن تلك التي اعتمدها الرئيس الاميركي الذي تسلم منصبه امس، علما ان موقع جونسون في وزارة الخارجية البريطانية لم يمنعه من زلات متعددة لكنه انضبط وفق رأي هؤلاء الديبلوماسيين تحت سقف معين هو سقف سياسة الحكومة البريطانية وسياستها الخارجية الى حد بعيد. لا بل يعتقد كثر ان عوامل وتحديات كثيرة ستفرض نفسها على الادارة الجديدة انطلاقا من ان مواقف كثيرة اطلقها الرئيس الجديد من موقع نظري غير عملاني حتى الان. ومع ان عنوان الرئيس الجديد سيبقى ان مواقفه او ردود فعله ستكون غير متوقعة او هو سيكون الرئيس الذي لا يمكن توقع ما سيقوم به مما يترك إرباكات ومخاوف كبيرة منذ الاثنين لكنها ستكون تجربة مثيرة للمدى الذي يمكن ان تبلغه الشعبوية التي اضحت تيارا خطيرا من اجل تبين ما يمكن ان تبلغه واذا كان يمكن ان توائم بين تطلعات الناس وقيادة السلطة من دون نسف اسس مجتمعية او سواها.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم