الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

عون يردّ الكرة للمجلس: "الانتخابات في موعدها والقانون مسؤولية من يشرّع"

المصدر: "النهار"
هدى شديد
عون يردّ الكرة للمجلس: "الانتخابات في موعدها والقانون مسؤولية من يشرّع"
عون يردّ الكرة للمجلس: "الانتخابات في موعدها والقانون مسؤولية من يشرّع"
A+ A-

انطلقَ رسمياً قطار الانتخابات النيابية على أساس القانون النافذ، أي #قانون_الستين. ولن يقتصر الأمر على إصدار وزير الداخلية نهاد #المشنوق كتابه إلى المحافظين للكشف على مراكز الاقتراع والتثبت من قدرة استيعابها لإجراء الانتخابات، وإيجاد أماكن ملائمة لتسهيل اقتراع المعوقين والإسراع في إنجاز هذه المهمة خلال مهلة لا تتجاوز عشرين يوماً. فقد بدأت الاتصالات بين وزارة الداخلية ورئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية من أجل ادراج بندين في جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء المقبلة التي تنعقد في قصر #بعبدا، لتعيين هيئة الإشراف على الانتخابات والموافقة على صرف الاعتمادات المالية المطلوبة لإنجاز الانتخابات في موعدها المُقَرِّر في ٢١ ايار المقبل في يوم واحد.


وتشير كل المعطيات الى أن دوائر وزارة الداخلية تستعدّ منذ خمسة أشهر للانتخابات على أساس قانون الستين، في حين أن الاتصالات لم تتوقّف بين القوى السياسية، ومن ضمنها وزير الداخلية، للتفاهم على قانون انتخاب جديد. وزير الداخلية سعى اثناء وجوده في عداد الوفد الوزاري الرسمي المرافق لرئيس الجمهورية الى الرياض والدوحة، الى جمع زملائه خلال الرحلة من أجل البحث في إمكان التوصّل الى توافق على قانون انتخاب جديد، وعقد أكثر من اجتماع عمل كان حاضراً فيه الوزيران جبران باسيل وعلي حسن خليل. ورغم ذلك، أسرّ أحد وزراء الوفد أن أيار المقبل سيكون شهر الامتحانات الرسمية والانتخابات النيابية التي ستجرى في يوم واحد في ٢١ منه، وعلى قانون الانتخاب النافذ، لأن أي صيغة انتخابية أخرى لم تحظَ بتوافق القوى السياسية. وأوضح ان النائب وليد جنبلاط وحده تجرّأ وكشف نيته، فيما الماكينات الانتخابية لمعظم القوى السياسية الاخرى انطلقت منذ أشهر في تحالفاتها واستعداداتها للمنازلة الانتخابية على أساس قانون الستين، من دون أن تجرؤ على اعلان ذلك.


ويقول وزير الداخلية كلما سئل عن تناقض خطواته مع مساعي التوافق على قانون انتخاب جديد، إنه ملزم إصدار لوائح الشطب ودعوة الهيئات الناخبة قبل 90 يوماً من إجراء الانتخابات، أي قبل 21 شباط المقبل". ويكرّر "أن الإعداد لإجراء الانتخابات وفق القانون النافذ لا يمنع امكان إقرار قانون جديد حتى اليوم الاخير قبل موعد اجراء الانتخابات، أي حتى 20 أيار".


ولكن في الواقع، استعصى على رئيس مجلس النواب نبيه بري ادراج المشاريع واقتراحات القوانين الانتخابية في جدول أعمال الجلسة التشريعية للتصويت عليها، رغم فتح الدورة الاستثنائية في الدرجة الاولى من أجل إقرار قانون انتخاب جديد.


وفِي حين أكد بري خلال هذه الجلسة أن في إمكان الحكومة ان تبادر الى وضع قانون انتخاب جديد ما دامت تضمّ كل المكوّنات النيابية والسياسية، جاء آخر كلام لرئيس الجمهورية عن "ان قانون الانتخاب يجب ان يتوافق عليه اللبنانيون"، وكأنه بذلك يردّ الكرة الى الملعب النيابي الذي كان قذفها للتوّ بعيداً عنه.
يقول المطلعون على موقف رئيس الجمهورية إنه التزم في خطاب القسم إجراء الانتخابات على قانون انتخاب جديد، لكن بعض القوى تطالب بتغيير القانون الحالي فيما قوى أخرى تطالب باالنظام الأكثري، ومنها على سبيل المثال "اللقاء الديموقراطي" الذي جاءه مناشداً تفهُّم هواجسه. وهو شرح للوفد اقتناعه بأن النسبية لا تهمّش أحداً، ومع ذلك لم يقتنع أعضاء الوفد، وأكدّوا أنهم سيتابعون اتصالاتهم بالأفرقاء الآخرين لشرح وجهة نظرهم .
ويؤكد هؤلاء المطلعون أن الكرة ليست في ملعب رئيس الجمهورية على الإطلاق، بل في ملعب المجلس، وأمامه ١٧ اقتراحاً ومشروع قانون، بما فيها مشروع القانون المقدَّم من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي والتي كان فيها الحزب التقدمي الاشتراكي مكوناً وازناً ومقرراً .هناك مُسلّمة واحدة يتمسّك بها رئيس الجمهورية، هي اجراء الانتخابات في موعدها وعدم التمديد للمجلس، وكل ما يأتي تحت هذا السقف يكون مقبولاً. فإذا وافق النواب على قانون مختلط او نسبي، هل يقف رئيس الجمهورية في وجههم؟ الكرة تكون في ملعبه إذا توافقوا كلهم على قانون، وهو رافض له، ولذلك الكرة تقفز في ملاعبهم، (وهو لم يعد نائباً)، وعلى المجلس ان يقرر وهو الذي يشرّع. و #عون لن يقف حجر عثرة في طريق اي اتفاق بين المكونات السياسية في البلاد.
أما القول بأن ثمة توافقاً ضمنياً او علنياً على قانون الستين فهو فرضية، لأن لا توافق عليه، ما دام هناك من ينادي برفضه، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الرئيس نبيه بري والكتائب و"التيار الوطني الحر".


ويعتبر المطلعون أنه لا يمكن وزير الداخلية إلا أن يقوم بما يفرض عليه القانون لجهة التزام المهل وإجراء كل التحضيرات اللازمة لإجراء الانتخابات في موعدها. والشيء نفسه جرى عام ٢٠١٤ عندما عيّنت "هيئة الإشراف على الانتخابات وصرفت الاعتمادات، ثم قرروا الذهاب الى التمديد للمجلس.
وفي موازاة هذا التقاذف لكرة نار قانون الانتخاب، كان لافتاً ما أعلنه اخيراً نائب الامين العام لـ #حزب_الله الشيخ نعيم قاسم في حديث صحافي "ان النقاش مستمر في محاولة لإنتاج أفضل قانون ممكن... علماً ان الفرصة أصبحت محدودة".


وأمام هذا الانسداد، تؤشّر بعض المعطيات الى أن تعديلات تجميلية شكلية قد يتم التوافق على ادخالها على قانون الستين، مثل نقل مقعد من طرابلس الى البترون او من البقاع الشمالي او البقاع الغربي الى مكان آخر، بذريعة تخفيف تأثير أصوات المسلمين على المسيحيين، والعكس. أما ايحاء البعض بأن البحث مستمر في النسبية او المختلط فذرّ للرماد في العيون، فيما وحده قانون الستين أمام عيونهم جميعاً.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم