الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

ترامب يدخل البيت الأبيض اليوم وسط شكوك في شرعيته وأهليته

هشام ملحم
هشام ملحم
ترامب يدخل البيت الأبيض اليوم وسط شكوك في شرعيته وأهليته
ترامب يدخل البيت الأبيض اليوم وسط شكوك في شرعيته وأهليته
A+ A-

عندما يضع دونالد ترامب يده ظهر اليوم على الانجيل الذي استخدمه الرئيس ابراهام لينكولن لاداء اليمين لولايته الاولى قبل 156 سنة - وهو ما فعله قبل ثماني سنوات الرئيس باراك اوباما - سيكون الرئيس الاقل شعبية يدخل البيت الابيض منذ عقود، وسط اسئلة وشكوك كثيرة حول شرعية انتخابه واهليته لقيادة بلاد تعصف بها الانقسامات السياسية والايديولوجية، والتي انعكست في قرار 51 عضواً ديموقراطياً في مجلس النواب مقاطعة احتفال التنصيب، وهو أكبر عدد يقاطع تنصيب رئيس حتى الآن.


وكان النائب الديموقراطي البارز جون لويس، الذي اضطلع بدور رئيسي في حركة الحقوق المدنية، قال الاسبوع الماضي إنه سيقاطع التنصيب لأنه لا يعترف بترامب رئيساً شرعياً، الامر الذي أثار سخط الرئيس المنتخب الذي وجه اليه انتقادات قاسية، تسببت بدورها بموجة استياء دفعت نواباً ديموقراطيين آخرين الى التضامن مع لويس ومقاطعة الاحتفال.
ومن المتوقع ان يحضر التنصيب الذي يجري أمام المبنى الرئيسي للكونغرس في ساحة شاسعة تحيط بها متاحف واشنطن الشهيرة ما بين 700 و900 الف شخص، وسيواجههم بضع مئات من الآلاف من المتظاهرين الذين قدموا الى واشنطن من جميع الولايات للاحتجاج على تنصيب ترامب.
وستستمر الاحتجاجات حتى السبت، إذ ستشهد العاصمة الاميركية تظاهرة دعت اليها منظمات نسائية، وينتظر ان يشارك فيها نصف مليون شخص. وكان أكثر من مليون و800 الف شخص قد حضروا التنصيب التاريخي للرئيس باراك أوباما في كانون الثاني 2009. ونظراً الى تظاهرات الاحتجاج، والقلق من أعمال عنف وارهاب كتلك التي قامت بها مجموعات صغيرة أو أفراد في أوروبا في السنوات الأخيرة وتحديداً استخدام الشاحنات لاجتياح تجمعات ن المدنيين كما حصل في فرنسا والمانيا، اتخذت السلطات المحلية والفيديرالية اجراءات أمنية غير اعتيادية تشمل نشر 28 ألف عنصر أمني وعسكري من الحرس الوطني والشرطة العادية والشرطة السرية. وستستخدم شاحنات محملة بالرمل لاقفال بعض الطرق وحماية بعض الابنية منعاً لاختراق هذه النقاط الحساسة بالشاحنات كما حصل في نيس بفرنسا العام الماضي.
وفي الايام التي سبقت احتفال تنصيب ترامب، اظهرت استطلاعات الرأي ان شعبية الرئيس المنتخب لا تتعدى 40 في المئة، (مقارنة بشعبية أوباما عند تنصيبه والتي وصلت الى 79 في المئة)، ويعتقد ان انحدار شعبية ترامب يعود الى أسباب عدة، منها سلوكه الغريب واستخدامه المفرط لشبكة "تويتر" للتواصل الاجتماعي وتغريداته اليومية الخارجة عن المألوف والتي تشمل مواقف اعتباطية وهجمات انتقامية شخصية وانتقادات لدول وشركات وقيادات.


في ظلال التحقيقات
وسيدخل ترامب البيت الابيض اليوم، في ظلّ تحقيقات يجريها مكتب التحقيقات الفيديرالي "أف بي آي" الى خمسة أجهزة ووزارات بينها وزارة المال في دور روسيا في الانتخابات الرئاسية، وما اذا كانت ثمة أسس لشكوك واتهامات باحتمال حصول حملة ترامب أو المتعاونين معها على مساعدات مالية من روسيا لتمويل عمليات اختراق البريد الالكتروني للحزب الديموقراطي.
وقبل يومين تحدثت شبكة مطبوعات ماكلاتشي الاميركية عن تحقيقات تجري في شأن أموال أرسلت من روسيا الى القنصليات الروسية في الولايات المتحدة بحجة توزيعها على متقاعدين روس مقيمين في أميركا ولكن يعتقد انها استخدمت لتمويل عمليات اختراق بريد الحزب الديموقراطي. وحتى الخميس لم يكن مجلس الشيوخ قد صادّق على أي من تعيينات ترامب للمناصب الرئيسية في حكومته، وان تكن جهود حثيثة تبذل للتعجيل في المصادقة على بعض ذوي المراكز الحساسة أمنياً، وتحديداً وزير الدفاع الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس، الذي يحظى بتأييد واسع من الحزبين، وكذلك الجنرال المتقاعد جون كيلي وزيراً للامن القومي. ونظراً الى تأخر ترامب وفريقه في ارسال التعيينات الى الكونغرس – البعض يقول لانه لم يكن يتوقع ان يفوز في الانتخابات - ثمة قلق من بقاء بعض المناصب الحساسة من المرتبتين الثانية والثالثة وخصوصاً في الوزارات المعنية بالامن القومي والسياسة الخارجية شاغرة لوقت طويل. ولهذا من المتوقع ان يطلب ترامب وفريقه من بعض المسؤولين في وزارات الخارجية والدفاع والمال وغيرها البقاء في مناصبهم أسابيع وربما أشهراً، لضمان وجود الكوادر البشرية الضرورية لمواجهة أي أزمة خارجية او أي عمل ارهابي كبير، وخصوصاً في ضوء الاضرار الكبيرة التي تسبب بها ترامب عندما هاجم بشدة أجهزة الاستخبارات الاميركية وشكك ليس فقط في صحة معلوماتها وتحليلاتها بل أيضاً في صدقيتها.


شكوك عميقة
وكما أن في داخل البلاد اسئلة وشكوكاً عميقة في سبل ادارة الرئيس ترامب شؤون البلاد، وخصوصاً اذا قرر فعلاً البدء بتنفيذ بعض وعوده والتزاماته مثل بناء جدار عازل بين المكسيك والولايات المتحدة، أو الشروع في سياسات حماية تجارية ضد دول مهمة اقتصادياً لاميركا مثل الصين والمكسيك. وهناك شكوك ومخاوف مماثلة في عواصم عدة من بيجينغ وطوكيو في الشرق الى عواصم اوروبية مثل باريس وبرلين في اوروبا وانتهاء بمكسيكو سيتي. والمخاوف الاوروبية من مواقف ترامب السلبية، والبعض يقول العدائية، من حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي، تعمقت وتأكدت أكثر عقب تصريحاته قبل أيام لصحيفة "التايمس" اللندنية وصحيفة "بيلد" الالمانية والتي أكد فيها مجدداً عدم التزامه صون الاتحاد الأوروبي، ووصفه مجدداً حلف شمال الاطلسي بانه حلف قديم تجاوزه الزمن. ويرى بعض المسؤولين في أوروبا ان ترامب قد يتعاون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتفكيك الاتحاد واضعاف الاطلسي، وان بداية مثل هذا التعاون العملي ستكون في هزيمة المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم