السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

سعد ريشا "الآدمي" مخطوفاً و"الزعران" طليقين... "اسحبوا الغطاء عنهم وأعيدوه"

المصدر: "النهار"
زحلة – دانييل خياط
سعد ريشا "الآدمي" مخطوفاً و"الزعران" طليقين... "اسحبوا الغطاء عنهم وأعيدوه"
سعد ريشا "الآدمي" مخطوفاً و"الزعران" طليقين... "اسحبوا الغطاء عنهم وأعيدوه"
A+ A-

نام اللبنانيون على خبر خطف المواطن سعد ريشا، بعدما تابعوا المشاهد، المستفزّة للانسانية والكرامة، المأخوذة عن كاميرات المراقبة لعملية الخطف. لرجل عائد الى منزله، غافل في طمأنينته وانشغالاته، عن شرٍ يتربص به، بحيث لم يفقه بداية انه ضحية خطف من امام مؤسسته، من تحت منزله، من على طريق دولية في محلة شتوراما التي تربط البقاعين الاوسط والغربي بطريق #ضهر_البيدر، من ملثم يترجل بوضح النهار من سيارة رباعية الدفع، وفي يده رشاش. يحاول الرجل السبعيني، الذي لم يحتج لاكثر من قوة رجل واحد لاقتياده، ان يعاند بما تعينه عليه قواه الجسدية إصعاده عنوة الى السيارة الخاطفة، يُرَش بمادة على الارجح مخدرة على وجهه فيصيب بعضاً من رذاذها الملثم، ويغادر الخاطفون. صور يمكن لكل لبناني ان يتماهى معها في اعتقاده بأنه آمن في كنف دولة، علَق شعبها آماله على عهد جديد، ليكتشف بأنه في أمان فقط لأنه لم يتخذ القرار به بعد، وبان "الزعران" بأنهم قادرون على أن يوجهوا ضربتهم ساعة يشاؤون وحيثما ارادوا، والضربة الاولى كانت للعهد الجديد. أصدق تعبير جاء من لوعة زوجة اضطرت النزول الى الطريق لتطالب باستعادة زوجها: "قلنا عهدا جديدا وكل الناس سعيدة ومرتاحة"، وتصمت مادونا ريشا.


سعد ريشا "الآدمي، الرجل "الشغيل"، القديس الذي لم يخطىء مع احد، والذي تحبه كل الناس"، ليس فقط في عيني ابنته كريستيان ريشا الترك، رئيسة مركز الشؤون الاجتماعية في #زحلة، بل "بشهادة كل الناس". "بابا" لخمسة اولاد، "جدو" لأحد عشر حفيدا، "خي" لعشرة اخوة واخوات اصبح يشار اليه بـ "المخطوف". مصيره بيد مجهولين- معلومين، وعائلته كما معارفه يتحرقون لمعرفة خبر عنه، ويخشون على حياته هو الذي سبق وخضع لعملية لفتح 3 شرايين في قلبه، ويعاني من الضغط والباركينسون. "أعيدوا لي والدي" تصرخ كريستيان "فهو لا يستحق ما يحصل معه".


واستفاق اللبنانيون على اخبار قطع الطرق التي تربط مدينة زحلة بجوارها، والطريق المؤدي الى ضهر البيدر، من عائلة المخطوف واقربائه ومعارفه، رافعين شعار "لا كرامة لوطن ابناؤه يخطفون"، مطالبين بتحريره بعد مضي اكثر من 12 ساعة على اختطافه، من دون ان تؤدي اجراءات الاجهزة الامنية الى اطلاق سراحه، وعدم ورود أي خبر عنه لا على شكل إتصال من خاطفيه.


ليس آل ريشا "زبائن قطع طرق" على ما يقول جوزف شقيق المخطوف. موجهاً رسالة الى "رئيس الجمهورية "نحن لبنانيون، وتحت جناحكم، تصرفوا" معلناً بانه "لدينا ملء الثقة بالاجهزة الامنية ونضع يدنا بيدهم"، وعليه فتحت طريق ضهر البيدر عند العاشرة من قبل الظهر على ان يعاد الى قطعها اذا لم يعُد سعد ريشا.


لم تكن عائلة ريشا وحدها في اعتصامها على الطريق، نزل معها رئيس اتحاد بلديات البقاع الاوسط محمد البسط ونائبه ضرغام توما، رؤساء بلديات مكسه عاطف الميس، المريجات جمال مشعلاني وقب الياس جهاد المعلم للتعبير عن سخطهم وشجبهم لعملية الخطف التي تمت "بكل بساطة، وبكل استهزاء في موضوع الامن" على ما وصفها البسط موضحاً بانه "ليس دور رؤساء البلديات قطع الطرق بل فتحها"، لكن اخشى ما يخشاه هو "تبعات تلك العملية"، وان "يستجلب الفعل ردود فعل... في منطقة تعرضت بالماضي لعدة عمليات خطف، ومن ثم غابت فترة وعادت لتستأنف، ببداية ظالمة لشخص بهذا العمر المتقدم".
انما وقفة رؤساء البلديات بحسب رئيس بلدية المريجات هي "الى جانب عائلة المخطوف تضامناً معهم ليعود سالماً اليهم"، و"الى جانب الاجهزة الامنية لتنهي حالة الخطف وتقضي على بؤر الخاطفين".


ما يعتمل في قلوب المعتصمين كان اكثر مما نطقت به الشفاه، يفصح عن بعض منها رشيد القاعي، صهر المخطوف، يشكر "الاجهزة الامنية على جهودها"، ويضيف: "لكن لا نريد ان نضحك على انفسنا، للاسف لا يزال هناك زعران طليقون، ولولا عندهم غطاء ما كانوا ليتحركوا بوضح النهار بهذه السهولة. اذا حقيقة نريد ان يصبح عندنا دولة وجب سحب الغطاء عنهم لتقوم الدولة بواجبها وتعيد المخطوف. فكما تعرض سعد ريشا للخطف، كل مواطن معرض للامر نفسه، واذا بقينا في هذه الدوامة يعني انه لا يوجد دولة بل شريعة الغاب، وكأنهم يقولون للمواطن ليحمي كل واحد نفسه، هذا ليس منطقاً لدولة. نتمنى على من يغطي الزعران ان يرفع يده عنهم لتتحرك الدولة".


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم