الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

ثلاثة سينمائيين كبار سيشاركون تجاربهم في "قمرة"

المصدر: "النهار"
ثلاثة سينمائيين كبار سيشاركون تجاربهم في "قمرة"
ثلاثة سينمائيين كبار سيشاركون تجاربهم في "قمرة"
A+ A-

دورة جديدة من "قمرة"، أعلنتها مؤسسة دوحة للأفلام أخيراً. تستضيف هذه النسخة التي تُعقد من ٣ إلى ٨ آذار المقبل في العاصمة القطرية ثلاثة سينمائيين بارزين تركوا بصماتهم على #السينما في السنوات الأخيرة: الأول هو الإيراني أصغر فرهادي، الثاني الفرنسي برونو دومون والثالث ليس سوى المخرج الكمبودي ريثي بان. ثمة أسماء أخرى ستُضاف لاحقاً فور التأكيد على الحضور. البيان الذي وصلنا من مؤسسة #الدوحة للأفلام يلقّب هؤلاء الثلاثة بـ"الخبراء"، ترجمة تقريبية لكلمة "ماستر" الإنكليزية، ذلك أنّ الثلاثة هنا سيخلفون الروسي ألكسندر سوكوروف والتركي نوري بيلغي جيلان والأميركي جوشوا أوبنهايمر، وهم كانوا معلمي الدورة الماضية، وكُلِّفوا إعطاء دروس سينمائية لجمهور تدافع للاستماع إلى تجاربهم الغنية، بالاضافة إلى لقائهم بصنّاع سينما شباب من المنطقة العربية. فالهدف الذي تعلنه المؤسسة واضح: "تطوير المواهب الواعدة مع تركيز على المخرجين الذين يقومون بتجاربهم الإخراجية للمرة الأولى أو الثانية من قطر والعالم". المخرج الفلسطيني إيليا سليمان الذي يشغل منصب المستشار الفني للمؤسسة، يقول أنّه من بين الأشياء التي سيقوم بها فرهادي هو تقديم تفسيره البصري للأوضاع الاجتماعية (لا سيما في #إيران)، أما دومون فسينقضّ على "لوحته السينمائية الملوّنة"، في حين سيخوض بان مجال القسوة.


منذ "عن ايللي" (٢٠٠٩)، قاد فرهادي مساراً مميزاً، تكللّ بفوزه بالـ"أوسكار" عن "انفصال". إنه، كما يقال، "يداعب القسوة بكفّ من مخمل". بسبعة أفلام، عرض آخرها، "البائع المتجول"، في مسابقة كانّ الأخير، استطاع أن يفرض نفسه كأحد صنّاع سينما ذكية ورهيفة تفتح الأبواب المغلقة، بحيث يجد في هذا الأسلوب التعبير الأفضل لطرح أفكاره. يقدّم فرهادي سينما متمهلة تأخد وقتها لتتشكل ملامحها، وعندما تحادثه يتكلم عن عمله بحذر الشاعر الذي يخاف كشف أسرار كتابة القصيدة، أي أنّه لا يريد قول الكثير كي لا يتطاير الغموض."أي حكاية تختارها لنقلها إلى الشاشة"، كان يقول فرهادي في مقابلة مع "النهار" أيام "انفصال"، "يُمكن معاينتها من زوايا ووجهات نظر مختلفة".


برونو دومون في المقابل، ينتمي إلى صنف آخر من السينما المشغولة بعناية كبيرة، وهذا ما أكّده مرة جديدة فيلمه الأخير "ما لوت"، المعروض هو الآخر في مسابقة كانّ. فبعد محاولته الفاشلة للدخول إلى معهد السينما الأوروبية، التحق دومون بكليّة الفلسفة، ثم دخل معترك التلفزيون وأنجز نحو ٤٠ فيلماً لحساب شركات عدة. فيلمه الأول، "حياة المسيح"، نال جائزة جان فيغو، أما فيلمه التالي "الإنسانية"، فاقتنص ثلاث جوائز في كانّ، من بينها جائزة لجنة التحكيم الكبرى، وهي الجائزة التي عادت إليه لاحقاً مع "فلاندر"، في دورة ٢٠٠٦ من كانّ. مع "كاميّ كلوديل"، استعان بممثلة مشهورة (بينوش) للمرة الأولى في مساره السينمائي. في مقابلة لـ"النهار" معه، قال: "ليس في أفلامي مطالبة بأي إيمان عدا الإيمان بالسينما. لأن السينما تتيح لما يخرج عن المألوف أن يقتحم العادي، وتتيح لنا أيضاً لَمْس الجانب الإلهي للإنسان. ما يجعل السينما قريبة من الصوفية، هو الآتي: الصوفية تقول لك "انظر إلى الأرض لترى السماء". لكن السينما تستطيع فعل ذلك بأدواتها الخاصة وهي ليست في حاجة إلى ديانة، أياً تكن تلك الديانة".


ريثي بان أحد أهم صنّاع الوثائقي في العالم. تأكد ذلك من خلال أعماله التي تتقدمها تحفته "س ٢١: آلة موت الخمير الحمر"، الفيلم القاسي الذي كسح ذاكرتنا. هو كمبودي فرنسي، التحق، عند انتقاله إلى باريس بمعهد الدراسات العليا للتصوير السينمائي. أعماله تركّز على التبعات النفسية والاجتماعية الناتجة من الإبادة الجماعية التي ارتكبها الخمير الحمر في كمبوديا. تأثر بان بتجربته العملية الأولى خلال عيشه في مخيم منعزل للعمال حيث شهد مصاعب كثيرة وعانى خسائر فادحة، فجاءت أعماله نتيجة تجربته القاسية.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم