الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

حيدوا من درب "المُخْتَلَط"؟

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

التسوية بالنسبة إلى قانون الانتخاب آتية لا ريب فيها، ولا مناص منها.
الواضح من التصعيد الواسع النطاق ضد "الستين"، تقابله حملة لا بأس بحجمها في وجه "النسبي". فلا مكان أو دور لـ"الستين"، على ما توحي التصريحات والبيانات والتهويلات، ولا الزمان زمان قانون النسبيّ الذي ينقز منه ومن "أبعاده" فريق كبير من اللبنانيّين.
من جهة أخرى، التأجيل ليس وارداً، على ما يجزم رئيس الجمهوريَّة. وليس للتمديد مكانٌ أو دور مع عهد تعهِّد الإصلاح والتغيير والتجديد. وكلمة الرئيس عون الواضحة جداً، والتي استقبل بها أعضاء السلك الديبلوماسي، لا تترك مجالاً لأيّ تأويل أو تحليل: الانتخابات في وقتها، واستناداً إلى قانون، قد يكون "المختلط" بنصّه وروحه.
وثمّة مَنْ يجزم بأن مركب الانتخابات هذا هو الاتجاه الذي سيسلكه، مستنداً إلى الرغبة الناضجة على مستوى كبار المسؤولين، والمساعي الحميدة التي تترك المجال الآن واسعاً أمام أصحاب الاقتراحات، والآراء، والبدائل المقبولة من النصوص المرفوضة.
ومَنْ يدري ماذا تخبّئ الأيَّام، وما المطوي تحت الطرابيش وفي الأدراج المقفلة. فقد تكون هذه المقدّمات والتلميحات مجرَّد محاولات المقصود منها سحب قانون الستين واقتراح "القانون النسبي" من التداول... حين تنضج طبخة التسوية، ولحظة يتم الاتفاق على "المختلط" كحلٍّ وسطي يرضي الجميع، ولا يظلم فئة أو ينحاز إلى أخرى.
ما يهم الناس الآن، وما يعني منتظري فرس الفرج على أحرٍّ من الجمر، أن يغادر البلد هذه الغابة، هذه الفوضى، هذه الساحة التي تعجُّ بالفضائح، في الصغيرة والكبيرة. وعلى أعين الجميع ومسامع الرأي العام الذي لا يختلف حاله عن حال "شاهد ما شافش حاجة".
للوصول إلى هذا المنعطف، أو هذا الحل، أو هذه النتيجة المرجوّة، لا بدَّ من إشهار سيف التصعيد بشتّى الوسائل: اعتراض من هنا، تهويل من هناك، حَرَدٌ من هنالك، فضلاً عن مزايدات مصطادي الفرص والمياه العكرة.
ولكن، هل يحتاج قانون انتخاب الى كل هذه السنوات، وهذه الاجتماعات، وهذه الاقتراحات فضلاً عن تبويس اللحى... وأبوس روحك من هنا، ولا يصير إلّا على خاطرك من هناك؟
الوضع عايز كدا، على ما يقول المثل المصري. فبعد مرور قوافل هذه الاستعراضات والحنجلات، يصبح الجميع أمام الأمر الواقع: الانتخابات ستجري في موعدها، ولا مكان لقانون الستين أو سواه من مشاريع القوانين التي تستفز بعض الفئات، وتثير ريبتهم.
فالمطلوب دلَّ عليه رئيس الجمهوريّة، مع تشديد على انتاج قانون جديد، وإجراء الانتخابات في موعدها.
ودون زيادة أو نقصان...


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم