مؤتمر "أستانة"... تهيئة الميدان قبل الحل السياسي

من دون جدول أعمال، يستعد النظام السوري والمعارضة العسكرية لمؤتمر أستانة الاثنين المقبل برعاية روسية-تركية. ووفق معلومات "النهار"، فان معظم فصائل المعارضة وقعت في الساعات الـ24 السابقة على المشاركة في المؤتمر ومن ضمنها "أحرار الشام"، بعدما امتنعت بعض الفصائل عن التوقيع بسبب تواصل الهجوم على وادي بردى وفقدان الثقة بالمبادرة لكنها عادت وأدركت ان المؤتمر لن يكون لصالح ايران وميليشياتها.
لن يتناول المؤتمر الجانب السياسي، كما أن الهيئة العليا للمفاوضات غير ممثلة في الوفد، بل ستقتصر الشخصيات المشاركة على ممثلين عن الفصائل العسكرية ومستشارين سياسيين وعسكريين، وكان لافتاً ترؤس محمد علوش ممثل "جيش الاسلام" الوفد، وسبق ان حملَ أيضاً صفة كبير المفاوضين ضمن محادثات جنيف.

ويعتبر هذا الفصيل مقرباً من السعودية، وتم اختياره لأنه كان يمثل الفصيل الأكبر بين الموقعين في الفترة الأولى فضلاً عن انه يملك خبرة في المفاوضات في جنيف وهو شخصية مقبولة بين الفصائل والهيئة العليا. كما يشارك قياديون من الائتلاف السوري المعارض، كمستشارين سياسيين وقانونيين، ومنهم المستشار القانوني أسامة أبو زيد الذي نجح في تمثيل الفصائل وابرام الاتفاقات برعاية روسيا وتركيا.
وبحسب المعلومات، فان الوفد سيتوسع ليضم الفصائل التي وقعت أخيراً على المشاركة، ووفق اللائحة المتداولة قبل تعديلها الأعضاء هم: محمد علوش (رئيس الوفد-جيش الإسلام)، ياسر عبد الرحيم (قائد غرفة عمليات فتح حلب - فيلق الشام)، سعيد نقرش (لواء شهداء الإسلام- داريا)، حسام ياسين (الجبهة الشامية)، مصطفى بيرو (تجمع فاستقم كما أمرت)، يامن تلجو (جيش الإسلام)، منذر سيراس (فيلق الشام)، أحمد سلطان (لواء السلطان مراد). وكذلك، يضم الوفد الأعضاء المستشارين السياسيين والقانونيين: عبد الحكيم بشار، نذير الحكيم، نصر الحريري، أسامة أبو زيد، يحيى العريضي، هشام مروة ومحمد صبرا. في المقابل، سيمثل وفد النظام عبر مندوبه في الأمم المتحدة بشار الجعفري وقياديين عسكريين وممثلين قانونيين.

وسيشارك القيادي المعارض هشام مروة كمستشار قانوني، ويقول لـ"النهار": "أن تطوراً جديداً شهدناه بالأمس ويتمثل باقدام معظم الفصائل على التوقيع على وثيقة المشاركة بالمؤتمر، وسيكون هناك ممثلون عنها في المؤتمر بمن فيها حركة "أحرار الشام"، مشدداً على أن "الفصائل تمثل الجهة العسكرية من المعارضة، بينما الجهة السياسية الممثلة بالهيئة العليا للمفاوضات لن تشارك، علماً ان رئيس الوفد علوش هو كبير مفاوضين في الهيئة"، موضحاً أن "الهيئة تؤيد المؤتمر لأن الأمور تحصل بايجابية، لكن المؤتمر سيشهد مناقشة لوقف اطلاق النار واجراءات بناء الثقة من دون أن يتطرق الى العملية السياسية".

لا جدول أعمال حتى اللحظة، ولا تغيير في موعد المؤتمر، أما عن المواضيع المطروحة فيقول مروة: "نعتبر أن المؤتمر لمناقشة وقف اطلاق النار وعملية تطبيقه، لأنه لم يتحقق مطلبنا ولن نبحث أي أمر آخر إلا بعد تثبيت ذلك". واضاف: ان "المؤتمر سيحل المشكلات العالقة التي كانت السبب في عرقلة العملية السياسية في جنيف، كالخروق ووقف اطلاق النار وبناء الثقة بين الطرفين".
ولم تستطع ايران كسب صفة "الضامن" في الاتفاقيات التي وقعت في أنقرة وستكون غائبة عن المؤتمر، لكن مروة يذكر بأن طهران كانت داعمة للمؤتمر من خلال الموقف الروسي، وحضرت اجتماعات تحضيرية في أنقرة وموسكو.
وفشلت روسيا في فرض الهدنة بكامل روسيا، وقد أحرجها الهجوم على وادي بردى، فهل ستستطيع ان تضمن التزام ايران بما سيخرج عن مؤتمر استانة؟ يجيب مروة: "الدعوة للاجتماع ومشاركتنا هي لاعطاء فرصة لتثبيت وقف اطلاق النار، ويريد الروسي ان يحمل صفة الراعي لعملية السلام لكنه بالنسبة لنا لم ينجح بأن يكون الضامن لأي اتفاق. وقد تم اليوم استهداف مناطق مدنية بالطيران الروسي ولا تزال روسيا طرفاً".

[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer