الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

"حبلى EnCinq!" مسرحيّة تَجمع ندى أبو فرحات بغبريال يمّين... عندما تتحوّل الهرمونات مادة أدبيّة!

المصدر: "النهار"
هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
"حبلى EnCinq!" مسرحيّة تَجمع ندى أبو فرحات بغبريال يمّين... عندما تتحوّل الهرمونات مادة أدبيّة!
"حبلى EnCinq!" مسرحيّة تَجمع ندى أبو فرحات بغبريال يمّين... عندما تتحوّل الهرمونات مادة أدبيّة!
A+ A-

المُخرج والمُمثّل غبريال يمّين "علقان بعَجقِة" سَير، وهذه فُرصة لـ "نلقطو" وِسط عَجقة المشاريع التي يَعمل عليها بلا توقّف منذ أعوام طويلة، مُتنقلاً ما بين التَعليم الجامعيّ وإنهاء الدكتوراه والتمثيل السينمائي والكتابة والاقتباس والإخراج المَسرحي.
جُنونه الجديد؟
مَسرحيّة "حبلى" المُرتَقَبة التي تَطلّ من خلالها النَجمة ندى أبو فرحات وهي بكل بَساطة حامِل تَنتَظر وزوجها مولودهما الأول، لتَنطَلِقَ من هذا الحَدَث المِحوريّ في حياتها الشخصيّة نحو عَشرات المواضيع التي غالِباً ما يَدفَع المُجتَمَع ثَمن سُلطَتِها عليه...وهذا التَمسّك بالصيغة القَديمة لرواية حكاياتِ جَديدة.
كَتَب يمّين نصّ المَسرحيّة – الحَدَث كما يَقوم بإخراجها ويُطل إلى جانب ندى أبو فرحات على خَشَبة المَسرَح أسامة العلي وزينب عسّاف وجويس أبو جودة.
يَهتُف "غابي"، كما يُناديه الأصدقاء، "كيف طُلعِت الفكرة؟ كنتُ أزورها (ندى) – قبل شي شَهرين – وقالَت لي إن فكرة اعتلاء خَشَبة المَسرَح وهي حامِل تَلوحُ في بالِها... وأضافَت بحماستها المَعهودة: فيني ع السَريع قَبل ما خَلِّف؟".
فإذا بغبريال يمّين يُجيب بهدوء، "ليش لأ؟....وطَحَشنا فيها!".
وفي لَحظَة انخِطاف عابِرة قال لها، "ما رأيك بعنوان: حبلى؟".
وعندما حانَ الوَقت لنَقل المَشروع من المُخيّلة إلى الواقِع، أضاف يمّين إلى العُنوان كَلِمة En CInq، في الّلغة الفرنسيّة وصار العُنوان الكامِل للعَمَل، "حبلى En Cinq"!
يُعلِّق ضاحكاً، "بعض النساء عندما يَرغَبن في مَزج بَعض الكَلمات الأجنبيّة في أحاديثِهن تَماشياً مع الموضة، ولا سيما اللواتي لا يُتقنَّ الّلغة الفرنسيّة، يَستعضنَ بكلمة Enceinte التي تَعني في الفرنسيّة حامِل، بـ En Cinq! راقَتني هذه الّلعبة في الكلام المُنبَثِقة من مُراقَبتي المُستَمرّة للمُجتَمَع".
ومنذ البِداية، كان يمّين على يَقين من أنه لا بدّ من الاستعانة بالنساء لكِتابَة هذا النَص الذي سنَكتَشِف من خلاله كم أن المواقِف اليوميّة التي رُبما مرّرنا بها مُرور الكِرام، هي في الواقِع مادة أدبيّة ومَسرحيّة "دسمة"!
يَروي قائلاً، "كان لا بُدّ لي من أن أستَعين بخُبُرات النساء اللواتي مررن بتَجرِبة الحَمَل أو يَخُضنها حاليّاً، وقُلتُ لندى بكُل بساطة: أحتاج إلى مُساعدتكن. أريد أن أكتُب من وُجهَة نَظَر المرأة وليس من وجهة نَظَر غابي". فإذا بندى وإحدى صديقاتها، إضافة إلى زوجة يمّين، سندريللا، يَضعن بعض مَشاهد من يوميّاتهن في تصرّف الكاتِب والمُخرِج. وفي نهاية المَطاف، "جوجَلت الأخبار وأخذتُ منها المواد التي تمكّنت من تَرجَمتها على خَشَبة المَسرَح، يعني شِفت أنها خَرج مَسرَح".
ولكن كان لا بُدّ ليمّين وأبو فرحات من حلّ مَعضّلة ظَهَرَت مَعالِمها بوضوح قبل أن يَحين وَقت الكتابة. يَشرَح يمّين، "أرادَت ندى في الفكرة الأوليّة أن تَعتَلي خَشَبة المَسرَح بشخصيّتها الحقيقيّة لتروي تَجربة الحَمَل والتجارِب الصغيرة والأخرى الكَبيرة التي مرّت بها قبل اتخاذ هذا القرار المصيريّ. ولكنني قُلتُ لها أكثر من مرّة : ندى يالّلي طالعة على خَشَبة المَسرَح وهي حامل أم هي شَخصيّة ثانية؟ وكرّرت لها فكرتي التالية: إذا أرادت أن تَعتَلي خَشَبة المَسرَح مُقدّمة شخصيّتها الحقيقيّة، ستَجلُب معها زوجها وحياتها الشخصيّة بِشَكل بارز ولا مَفرّ منه!".
واقتَنَعت أبو فَرحات أن تطلَّ في هذه المَسرحيّة المُشوّقة من خلال شخصيّة "كلير"، التي لها حياتها وأحزانها وأفراحها وهواجسها وجنونها. يُعلّق "غابي"، "قالت لي عندئذٍ ندى: معك حق! مش لازم أطلع كندى".
ستَعتَلي ندى أبو فرحات، إذاً، خَشَبة المَسرَح من خلال شخصيّة "كلير" هاتِفة بكل صراحة في بداية العَمَل، "وَجَع الخَليفة ما بيبلّش من الخَليفة، بِبلّش من قَبل بكتير!".
وتَنطَلق المسرحيّة من مرور "كلير" بقصص تَفوق العبثيّة قبل الوصول إلى تَجربة الحَمَل، "وما منعرِف إذا رافضتها أو قابلتها. ونضيف إلى قصصها بعض المَشاهِد التي تروي من خلالها حياة كاملة وذلك من خلال الممثلين المُشاركين في العَمل".
أجواء التَمارين كما يُلخّصها يمّين، "في أي عَمَل، من الضَروريّ أن تَكون الأجواء مُريحة إلى أبعَد الحُدود، وأيضاً Funny (طَريفة) ومن دون تُروكُب. المَطلوب من المُمثّل أن يتسلّى وإذا شَعرَ أحدهم بالتَعَب نَتوقّف عن العَمل بلا تردّد. المُهم في الدَرَجة الأولى راحة المُمثّل... وشو ما كان نوعيّة المسرحيّة. المَطلوب سُهولة في العَمَل".
أقولُ له من دون أن أتنبّه كثيراً إلى الموضوع، "كُثر يَصفون ندى على أنها "وَحشة مَسرَح" فما رأيُك؟". يَضحَك عالياً قبل أن يجيب، "ما هي فائدة الصفات التي نُطلِقها على الفنان؟ أن نَقول: ضَبعة مَسرَح أم سُلطان الغناء، ما من إفادة في ذلك. المُهم في الموضوع بكامله أن ندى قادرة على إشراك الناس في تجاربها وهي على المَسرَح. منذ بداياتها وهي مُسلّحة بوسواس، وهذا الوسواس تَنقله إلى الجمهور وهو يَقبل به عن طيب خاطر. وهذه من العَناصِر التي تجعلها مُمثّلة قويّة جداً على الخَشبة. تملك ندى الحُضور أكثر من الحُضور تَملك حياة على المَسرَح، وهذه تفاصيل من النادر أن نَجدها لدى المُمثلات". يَصمُت قليلاً قبل أن يَضيف قائلاً، "ما بَعرف إذا هالشي بيعملها ضَبعة على المَسرَح!".
من جهّتها تَقول ندى أبو فرحات لـ "النهار"، أردتُ أن أتُرجم تَجرِبة الحَمَل على خَشَبة المَسرَح. التَمثيل يَنطوي بطبيعة الحال على المَوهبة والشَغَف ولكنني أعتَبره أيضاً مِهنَتي. لم أرغَب في التوقّف عن العَمَل لأنني حامل، ووَجدت أن المَسرَح وَحده يُعطيني السرعة التي أحتاج إليها لأترجم هذا الاختبار قبل أن يَحين وَقت الولادة".
ومن خلال هذه التَجربة التي من المُتوقّع ألا تنساها أبو فرحات، "أشعُر وكأنني في الواقِع أخضع لجلسات من العِلاج النَفسي. خلال فَترة الحَمل: بتكوني معصّبة والهرمونات عم يِلعَبوا وأحاسيسي مُبالَغ فيها. صار بإمكاني من خلال هذه المَسرحيّة أن أضبط هذه التناقُضات في مكان واحد". تضيف قائلة، "عوض التعصيب ع الفاضي، صار بإمكاني أن أنقُل هذه الأحاسيس المُبالغ فيها في مكان إبداعيّ".
وعن إقتناعها بالإطلالة من خلال شخصيّة "كلير" وليس من خلال قصّتها الشخصيّة مع الحَمَل، تقول أبو فرحات، " أنا امرأة مُنفَتِحة وأحلّ مشاكلي بسرعة ولا أماطِل فيها، ولا أسمح لها بأن تَتحوّل أزمات مصيريّة. وهذه العناصر – بايخة – إذا قدّمتها للجمهور على خَشَبة المسرح. أن أطل من خلال شخصيّتي الحقيقيّة، أنا المرأة السريعة في قراراتي وحياتي، والمرأة السَعيدة والمُرتاحة... لن تكون مسألة مُثيرة للاهتمام للجمهور. تمكّن غابي من أن يُقنعني بكلير. كلير التي سيضحك الجمهور معها كثيراً، والقادرة على تسليط الضوء على المشكلات التي تؤلم الجَميع".
المسرحية، "كوميديّة إلى أقصى الحُدود. لا تتصوّري كم نَضحك أثناء التمارين. غابي كان الخيار السَليم للعَمل على المَسرحيّة. أفكاره، مُخيّلته، عفويّته، قدرته على إضحاك المُمثّل".
أحياناً خلال التمارين، "أجهش في البُكاء. أعيشُ خلال حَمَلي فياض المَشاعِر، ولكن غابي يقول لي بهدوء: فضّي كلّ هالأحاسيس خلال التمارين. في الحقيقة بعض المَشاهِد يدفعني إلى البُكاء بقوّة. عندئذٍ يقول غابي: طلعِيُن لأن وقت العُروض لازم الجمهور يتأثّر مش إنتِ!".
تُكمل بحماسة وصدق، "غابي... كم أنا محظوظة للعَمل معه. هو أستاذ، هو معلّم. غابي يُتابِع المُمثّل في كل لَحظة وفي كل إحساس. لا يَسمَح للمُمثّل بأن يَخرُج عن الشخصيّة وإن قليلاً. لا يَسمَح للمُمثّل بأن يُمثّل! والمُمثّل الحقيقيّ في الواقع هو الذي لا يُمثّل"!
وعن الجُهود التي يَقوم بها أسامة العلي وزينب عسّاف وجويس أبو جودة على خَشَبة المَسرح، تَقول ندى أبو فرحات، "مَجهود كتير قوي! أشكرهم من كل قلبي. هذه الشخصيات التي يضطلعون بها تعيش في رأس كلير وليس في الواقع. وهي ترى كل شخصيّة بطريقة مُبالَغ بها. يعني بطريقة كاريكاتوريّة!".
[email protected]


 



- تنطلق المسرحيّة في 22 من الجاري في "مترو المدينة".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم