الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

لبنان ينفضُ نارَ العزلة!

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

تستحقُّ زيارة الرئيس ميشال عون للمملكة العربيَّة السعوديّة وقطر أن تُعطى أهميّة فوق العادة، كونها تشكِّل الخطوة الأولى الضروريَّة في برنامج العهد الجديد، كما بالنسبة إلى جوهر العلاقات الأخويَّة العريقة في التاريخ والتقاليد بين بيروت والرياض. وقبل أكثر من نصف قرن. بل منذ انتهاء الملك عبد العزيز آل سعود من ورشة تأسيس المملكة.
بالنسبة إلى كبار القوم وقدامى المحاربين وذوي الألباب والآراء، من تحصيل الحاصل أن ترسم زيارة عون للرياض بداية جديدة جيّدة وجديَّة في متانتها وبرنامجها، ولمرحلة في غاية الأهمية لن تقتصر على تحسين، أو توطيد العلاقات بين البلدين الشقيقين، ولن تتوقّف عند هذه الحدود، بل ستشمل العالم العربي والمنطقة، في مراحل مقبلة. ومنها إلى عواصم الأصدقاء القدامى والجدد في أرجاء المعمورة... وحيث لا يخلو بلد أو عاصمة من وجود مميَّز وبارز لجالية لبنانيّة. سواء من قديم الزمان استمراراً إلى اليوم، أو من أمس الذي عبر.
تفتقر القضيّة اللبنانيّة، ويفتقر الوضع اللبناني، ويفتقر واقع الحال في المنطقة ومن حول هذا البلد الصغير إلى مصارحة كاملة ودقيقة، سواءً لمسؤولي هذه الدول أم للمغتربين اللبنانيّين أيضاً... لعلَّ الحماسة الوطنيَّة تحرِّك حنينهم في اتجاه المرفأ الفينيقي الأوّل، ومربط خيل أحفاد أهل الأبجديَّة.
سمعنا مراراً وتكراراً، وفي العديد من المناسبات، كلاماً سعوديّاً صريحاً مفاده أنه يهم المملكة بدرجة فائقة وخاصة عودة الاستقرار إلى لبنان، واستعادة هذا اللبنان الدور الذي كان يملأه ويؤدّيه بنجاح، سواءً على الصعيد العربي أم من زاوية السياسة الدولية تجاه العلاقات العربيَّة والقضايا العربيَّة.
بديهي أن يسعى لبنان إلى استعادة "نفسه" و"ذاته" و"مكانته" قبل البحث، أو السعي الى استعادة أدواره في مجالات السياسة الدوليَّة وساحاتها.
وبديهي أكثر أن تتوخّى زيارات الرئيس عون للسعوديّة وقطر، وتلك التي ستلي وتشمل بعض العواصم العربية والأوروبيَّة، بديهي أكثر أن يكون التركيز على محاولة استعادة حركتي الاستثمار والسياحة، مع إطلالة جديدة. وبحيويَّة جديدة. وانفتاح تعضده تحوّلات أساسيَّة في مجال الأمن والاستقرار والانفتاح.
إن لبنان قد قرَّر نفض غبار الغباء ونار العزلة، والانطلاق من أول وجديد. فالماضي مضى. ومضت معه تلك المرحلة الداكنة، وتلك الأخطاء التي عادت بالويل والثبور على بلد تعتبره السعوديَّة ودول الخليج في طليعة بلدان المنطقة المفضّلة لدى شعوبها.
وهنا، تحديداً، لا بدَّ من تذكير الجميع بأن لبنان يُعْتَبر في طليعة البلدان التي ترتاح المملكة ودول الخليج الى التعامل والتعاون معها.
والدليل الكبير هو الألوف المؤلّفة من اللبنانيّين المنتشرين في هذه الدول الشقيقة منذ أعوام.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم