الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

تفاصيل جريمة قتل رجل الأعمال اللبناني أمين بكري في أنغولا... هكذا غدرَت به العصابة

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
تفاصيل جريمة قتل رجل الأعمال اللبناني أمين بكري في أنغولا... هكذا غدرَت به العصابة
تفاصيل جريمة قتل رجل الأعمال اللبناني أمين بكري في أنغولا... هكذا غدرَت به العصابة
A+ A-

أنهى جولته في معمل الفرش الذي يمتلكه، ركب سيارته مع صديقه وانطلق، من غير أن يتوقع أن عصابة سرقة ونهب تنتظره على بعد أمتار. ثلاثة شبان هاجموه بمسدس حربي على طريق ترابية في القارة الأفريقية. طرق أحدهم على الزجاج، حاول أمين بكري الاستمرار في القيادة، لكن في لحظة كسر المجرم الزجاج مطلقاً رصاصة، أصابت رجل الأعمال اللبناني في رأسه، لينقل على اثرها الى المستشفى حيث فارق الحياة.



37 عاماً من العمل والعطاء في القارة السمراء انتهت برصاصة غادرة، اغتيل ابن بلدة صير الغربية في لاوندا التي قدّم لها ولأبنائها فرص عمل لا تعد ولا تحصى. فهو الذي سافر منذ نعومة أظفاره الى زائير "عمل مع شقيقه الأكبر عبد الرضا، قبل ان ينتقل الى أنغولا ويفتتح عمله الخاص بالشراكة مع شقيقه جميل. ذكاؤه وطموحه مكّناه من توسيع أعماله، افتتح معامل عدة للفرش والخزانات وعبوات الأوكسجين، والقساطل الصحية وغيرها الكثير. بات رجل أعمال ناجحاً بامتياز، من غير أن يمس ذلك تواضعه، فقد بقي حتى آخر لحظة من حياته رجل ذو أخلاق حميدة، يعطف على كل فقير ومحتاج"، بحسب ما قاله شقيقه محمود لـ"النهار".



الفارس ترجّل عن صهوته
ظهيرة الاثنين الماضي انتهت مسيرة بكري (54 عاماً) في الحياة، ترجل رجل الاعمال عن صهوة جواده، تاركاً خلفه امبراطورية أعمال، وظّف فيها عدداً كبيراً من اللبنانيين. وكما قال ابن شقيقته محمد معتوق الذي يعمل في أنغولا منذ ثماني سنين "كان هدف المهاجمين السرقة، لكنهم لم يمنحوه وقت إعطائهم المال، سارع أحدهم وأطلق النار عليه، قبل أن يلوذ الثلاثة بالفرار. تجمع الافارقة في لحظات، هرج ومرج، نقل بعدها بكري الى المستشفى. عانى نزيفاً، وتبرع عدد كبير من اللبنانيين له بالدم، بعدها أدخل الى غرفة العمليات، لكن ما إن مرّت نحو 45 دقيقة حتى خرج الطبيب وأبلغنا انه أسلم الروح"، لافتاً إلى أنه "لا يوجد طبابة جيّدة في البلد الافريقي، وربما لو كان في لبنان لأنقذ من الموت".
كان بكري الوالد لثلاثة شبان "هادئاً، لا يحب الاختلاط بالناس، عشق عمله الى أبعد الحدود. فحتى يوم الاحد كان يجول على مصانعه"، قال معتوق، مضيفاً "كان يقصد انغولا لثلاثة اشهر متتالية، قبل ان يسلم شقيقه المهمة لثلاثة اشهر، وهكذا دواليك، وقد كان من المفترض ان يعود الى لبنان هذا الشهر، لكن حصل ما لم يكن في الحسبان". وتابع "على الرغم من ان الأمن مفقود في لاوندا الا ان خالي كان يرفض أن يرافقه حراس، كان يتنقل بمفرده، مسلماً أمره إلى الله".



متابعة رسمية للقضية
"نحو 1500 لبناني يسكنون في أنغولا" بحسب ما قاله مسؤول البعثة الديبلوماسية هناك محمد النسر لـ "النهار"، لافتاً الى أن "ما حصل عملية سرقة، وهي تحصل بين فترة واخرى، حتى مع ابناء البلد". واشار إلى أننا "أبلغنا الشرطة ووزارة الخارجية، نتابع معهما القضية يومياً". وعن الامن المفقود في أنغولا علّق "ليس صحيحاً، ثمة دولة وقانون. في السابق حصلت حوادث وقامت الشرطة بمهامها وأوقفت الفاعلين. نتأمل في قضية بكري الوصول الى المجرمين، وبحسب ما أطلعنا عليه الشرطة تعرف الزعران في تلك المنطقة النائية، وهي تترصدهم لتوقيفهم".



حركة أمل-اقليم الجنوب تقدمت من أسرة بكري بأحرّ التعازي، أما صير الغربية فستفتقد ابنها البار الذي ترك بصماته الخيرة في كل زاوية منها. وكما قال المختار: "تكّفل بعوائل فقرائها، وبانشاء مشاريع انمائية فيها، منها آبار ارتوازية، إضافة الى تأمين سفر المحتاجين الى الاماكن المقدسة". في حين لفت محمود "يوم الخميس القادم سيصل جثمان شقيقي، حيث سيلتحف بتراب وطنه، لكن ذلك لن ينهي مسيرة عطاء بدأها بعرق جبينه، وسنتابع مع السلطات الانغولية للكشف عن قتلته، كما نطلب من الدولة اللبنانية ان تتابع قضيته".



بكّر بكري الرحيل، انطفئت شمعته في الاغتراب كما عدد كبير من اللبنانيين الذين دفعوا حياتهم ثمن بحثهم عن عيش كريم خارج بلدهم.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم