السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

2016: أخيراً... " القوي "

نبيل بومنصف
نبيل بومنصف
2016: أخيراً... " القوي "
2016: أخيراً... " القوي "
A+ A-

لا تزال ترتفع في مناطق كسروان صور الرئيس ميشال عون تحت عنونة "القوي" التي اجتاحتها منذ 31 تشرين الاول 2016. ليست هذه مسألة عابرة انتهت بإحصاء الاصوات التي حققت حلم الجنرال. قصة "الرئيس القوي" باتت في القناعة الجماعية لفئات مسيحية مسألة موازية لسد نقاط الضعف في خاصرة رخوة اخترقها تنفيذ معوج لاتفاق الطائف. الهب الاستحقاق الرئاسي والتسوية السياسية التي ساهم فيها أطراف مسلمون "اقوياء" مفهوم "القوي" اكثر مما كان ملتهبا بعوامل السباق الى الرئاسة. أوصل الثنائي العوني - القواتي مرشح القوة الاول الى الرئاسة بفعل اختزال سائر المعادلات التمثيلية والمستقلة الاخرى ونجح في اقامة معادلة تحاكي معادلات الشركاء المسلمين. ولكن معايير المعادلة المسيحية تختلف عن معايير الشركاء ولو ان النشوة ببلوغ القوي كرسي بعبدا مبررة تماما من زوايا شفاء المسيحيين من عقدة المظلومية الناشئة منذ الطائف والتي لا يَرَوْن عبرها الا شركاء مستأسدين بفعل الديموغرافيا حينا والارتباطات الاقليمية احيانا وأمورا اخرى في كل حين. استوى هذا المفهوم تماما مع مجريات تشكيل الحكومة ولكن على ربط نزاع مع الفصول الآتية التي سيحملها استحقاق الانتخابات النيابية بمفهوم "تسونامي" يستعيد وهجا أفل منذ السبعينات عقب تجربة الحلف الثلاثي. ثمة في نهايات هذه السنة نفسا مسيحيا صاخبا أقرب الى نشوة بتصحيح خلل تاريخي يحمل في طياته محاذير خطرة الى جانب النفحة القوية التي أيقظت دينامية مسيحية دخلت الى الدولة من الباب العريض. المحاذير واضحة لا لبس فيها وهي اختلاف ظروف المعادلة الداخلية التي يتفوق فيها العامل المذهبي الجارف بين السنة والشيعة. ينادي مفهوم القوة المسيحية باستعادة الشراكة الميثاقية، وهو امر محق ومشروع، ولكن تسييل هذا المفهوم دونه العقدة الكبيرة المتمثّلة بأي مسيحيين وباي رؤى مسيحية يمكن استعادة ميزان قوى مختل اختلالا هائلا. لا ينحصر الامر في اعادة التوازنات الطائفية فقط بل يتمدد الى واقع مسيحي يفترض ان يدرك أصحابه ان الرئيس القوي يرتب صياغة دور جديد مختلف في لبنان المحاصر بحروب مذهبية اقليمية واستشراف سياسات تحاكي ظروف هذا العصر وآفات المنطقة ولا يقف عند حنين الى عصر آفل. عند مشارف السنة الجديدة لا مبالغة في القول ان المسيحيين سيتجاوزون الاختبار الأخطر في انتخابات 2017. هو الرئيس الذي سيشرع في ترجمة عهد القوة كما القوى السياسية التي ستخوض غمار اختبار حماية النظام والحريات والتعددية السياسية بما لا يسقط عن المسيحيين ورقة القوة الحقيقية التي جعلتهم يوما حلم شركاء تغنوا بان التعددية لا تقيم الا عندهم فقط. وأولا وأخيرا فان القوة الوحيدة المعتد بها لا تستوي الا بديموقراطية ناجزة لا تحمل سمة الطائفة والمذهب سواء بمسمى النسبية او الاكثرية او ما بينهما.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم