الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

2016 : نهلِّل فقط ؟ [1]

نبيل بومنصف
نبيل بومنصف
2016 : نهلِّل فقط ؟ [1]
2016 : نهلِّل فقط ؟ [1]
A+ A-

قد لا يكون أمرا سيئا ان يتعذر اختيار رجل عام بعينه للسنة 2016 اللبنانية نظرا الى تعدد الشركاء واللاعبين الذين تقاسموا الإنجاز الوحيد الذي اخترق هذه السنة قبل شهرين من نهايتها . فان يعزى الفضل لجهة او زعيم في انتخاب الرئيس ميشال عون وانهاء عهد الفراغ بعد سنتين ونصف سنة من الشغور الرئاسي يعني التعرض للغرق الحتمي في سوء التقدير وسط تسوية غضة افرجت مبدئيا عن الدولة الأسيرة . لذا قد يكون الأصح في وصف مآل السنة الآفلة ان نجمها الصاعد في نهايتها كانت التسوية الرئاسية والحكومية التي حملت كثيراً من التداعيات بأثمان متراوحة بين الثقيل منها كالتي أصابت من فريق 14 آذار الحصة الاكبر وتسببت بخلل إضافي في التوازن السياسي الداخلي . هو خلل يصعب تجاهله ولكن من دون إنكار الوجوه المواكبة للتسوية التي توزعت واقعيا بين عوامل يستحيل على أي طرف معني بها التفرد بحيثياتها ونتائجها . كان التحالف الثنائي المسيحي العوني - القواتي ركنا لا مجال من دونه لمرور التسوية . وكان إمعان الشريك الشيعي " حزب الله " متحالفا مع شريكه العوني في معادلة عون او الفراغ ركنا ثابتا لا مجال لاختراقه . ولكن بين الركنين لم يكن لانتخاب عون أي فرصة لولا الاستدارة الدراماتيكية للرئيس سعد الحريري في دعمه . ثلاثة لاعبين اساسيين أتوا بالمرشح المزمن مع تياره اللاعب الرابع الى تحقيق حلمه فيما يستحيل التسليم بان الاختراق حصل بلا حشوة دافعة اقليمية ما كانت لتتوافر لولا حسابات ايرانية عند مفترق توقيت صاعق سابق لانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة جعلت طهران تفرج عن الانتخابات الأسيرة ومن ثم مسارعة السعودية الى ملء التوازن المفقود المهدد بحضورها في المقلب الاخر .
تكاد سنة 2016 اللبنانية تختصر بالشهرين الاخيرين منها كأن كل ما سبق 31 تشرين الاول تاريخ انتخاب الرئيس عون رئيسا ثالث عشر للجمهورية ذاب طي النسيان . هي معادلة خاطئة بالتأكيد من زاوية انتظارات اللبنانيين الذين أدمنوا العيش من دون دولة مكتملة . ثمة عشرة اشهر سابقة لانتخاب الرئيس كانت فيها السنة الآفلة كسابقتيها ايضا بل ان محصولها الموضوعي يكاد يكون الأسوأ اطلاقا في أزمات الاقتصاد والخدمات والاجتماع واشباح الانهيارات العميمة . حصلت التسوية بشق النفس وهلّل من هلل وتحفظ من تحفظ ورفض من رفض ، ولكن ان ينتخب رئيس للجمهورية وتشكل حكومة وتضع بيانها الوزاري بسرعة قياسية وتمثل امام البرلمان لنيل الثقة في الايام الاخيرة من السنة لا يضعنا مع المهللين . نسأل ، ومن حقنا ان نسأل : لماذا أضعتم مزيدا من أعمارنا كل ذاك الوقت المستقطع للصراعات ما دمتم طبقة مفطورة على التسوية اولا وأخيرا ؟ وأين الصراع المبدئي بعد كل هذا ؟


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم