السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

علاجات مناعية جديدة وفعّالة لمرض السرطان: البحوث مستمرة لزيادة الأمل بالشفاء

رلى معوض
علاجات مناعية جديدة وفعّالة لمرض السرطان: البحوث مستمرة لزيادة الأمل بالشفاء
علاجات مناعية جديدة وفعّالة لمرض السرطان: البحوث مستمرة لزيادة الأمل بالشفاء
A+ A-


عرض المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية لعلاج السرطان، علاجات حديثة ومتطورة قد تغّير مستقبل المرضى، أبرزها العلاج المناعي الجديد الذي يشكل تطوراً علاجياً جديداً قد يؤدي الى المزيد من التجاوب في الشفاء من أنواع عديدة من السرطانات.


عرف الاطباء منذ سنوات العلاقة بين الخلايا السرطانية والجهاز المناعي، وبدأت البحوث منذ مدة طويلة عن تطوير علاجات مناعية، إلا انها اصبحت اليوم في متناول المرضى لبعض الأنواع السرطانية المحددة مثل الميلانوما (سرطان الجلد) والرئة والمثانة والرأس والعنق. وبدعوة من "ام. اس. دي" شاركت "النهار" في المؤتمر الاوروبي الذي انعقد في كوبنهاغن وتخللته محاضرات علمية عن هذه العلاجات الحديثة، تحدث فيها أبرز الأطباء الاختصاصيين عن هذه الثورة في عالم العلاجات، وعن دور جهاز المناعة في محاربة السرطان.
يستطيع الجهاز المناعي مكافحة كل الاجسام الغريبة التي يتعرف عليها في الجسم مثل الميكروبات والفيروسات، وكذلك بعض الخلايا السرطانية. ويقتل جهاز المناعة الميكروبات بإنتاج مضادات حيوية طبيعية، كما يقتل الفيروسات بخلايا المناعة "تي سيل" وكذلك بإنتاج بروتيين "انترفيرون" الطبيعي وما يشابهه. وأخيراً اكتشف الباحثون طريقة عمل خلايا المناعة في قتل الخلايا السرطانية فطوروا علاجات مناعية جديدة.
والعلاجات المناعية تكون بلقاحات ضد الأجسام الغريبة او باستعمال حقن الـ"انتفيرون" كالذي ينتجه الجسم أو بضرب تَهرّب الخلايا السرطانية من خلايا المناعة، وهذه وظيفة بعض الادوية الحديثة كما اوضح لـ"النهار" الاختصاصي في أمراض الدم والأورام البروفسور ناجي الصغير الذي شارك في المؤتمر.
لخلايا المناعة بروتيين "سي.تي.ال.4" وهو يتعرف على مكونات الخلايا الشبيهة، غير ان العلاج الجديد "ايبيليميموماب" المضاد للـ "سي.تي.ال.4" يكشف الخلايا السرطانية ويميزها عن البروتيين ويعتبرها جسماً غريباً فيقتلها. وفي خلايا المناعة بروتيين آخر "بي. دي - 1" يتعرف على الخلايا السرطانية على أنها غريبة فيقتلها، غير أن في امكان الخلايا السرطانية أن تموه نفسها بانتاج بروتيين "بي.دي.ال.1" فتخدعه، ويتوقف عن مقاومتها. وهناك نوع آخر من العلاجات المناعية الجديدة "بيمبروليزوماب" مضاد للـ"بي.دي.1" يوقف التفاعل بين نوعي البروتيين، فتقضي خلية المناعة الطبيعية لدى المريض على الخلايا السرطانية. بالإضافة الى غيره من العلاجات الحديثة المضادة لـ "بي. دي. ال 1" .
وأوضح البروفسور الصغير أن هذه العلاجات أثبتت فاعليتها، خصوصاً في علاج سرطان الجلد "ميلانوما"، وسرطان الرئة والرأس والعنق وليس سرطان الدماغ وسرطان المثانة. وقد أضافت الوكالة الأميركية للدواء والتغذية موافقة جديدة على استعمال هذا العلاج لسرطان الهوتشكن الذي يعاود المريض بعد العلاج الكيميائي وزرع نقي العظم. وفي العديد من المؤتمرات العالمية قدمت دراسات سريرية اثبتت فاعليتها بعلاج هذه الأنواع خصوصاً.
وأوضح ان 20 في المئة من المرضى فقط يتجاوبون مع هذا العلاج لفترات طويلة، حيث "تتواصل البحوث لمعرفة من الذين يتجاوبون كي نتجنب اعطاء العلاجات للجميع وتعريض المرضى لمضاعفات جانبية مثل التهابات الكبد أو الامعاء او الالتهابات الجلدية او الاسهال والتهابات الغدة الدرقية، فيصبح المريض بحاجة دائمة الى تناول هورمونات الغدد، وكذلك تجنيبه الكلفة المرتفعة من دون الاستفادة الفعلية". ويؤخذ العلاج المناعي بالمصل بواسطة الوريد، جرعة كل اسبوعين او ثلاثة اسابيع، في فترة لا تقل عن 4 جلسات. ويعطى مع العلاج الكيميائي، فيما التجارب جارية لمعرفة امكان اعطائه من دون علاج.
وشدّد المشاركون في المؤتمر على تفادي العوامل التي تزيد من احتمال الاصابة بالسرطانات وأبرزها التدخين الذي اثبت علمياً انه السبب الرئيسي للاصابة بسرطان الرئة والمثانة وغيرهما.
وأوضح الصغير ان من الضروري اتباع ارشادات العلاج الموصوفة، لأن العلاج المناعي لا يعطى لجميع مرضى السرطان، ولا بد من انتظار نتائج البحوث الدائمة عن الموضوع، لا سيما لجهة الاستفادة في علاج سرطانات اخرى.


[email protected]
Twitter: rolamouawad@

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم