الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

كأننا ايام الفراغ!!

نبيل بومنصف
نبيل بومنصف
كأننا ايام الفراغ!!
كأننا ايام الفراغ!!
A+ A-

ليس ثمة ما يدفع الى الخشية مبدئيا من أن الرئيس العماد ميشال عون او الرئيس المكلف سعد الحريري سيقبلان التفرج طويلا على عملية القضم المنهجي لوهج عهد سيحل الشهر الثاني من عمره في اليوم الاخير من سنة 2016. ولا يملك العهد كما الرئيس المكلف ترف الانتظار اكثر مما فعلا حتى الآن اذا بلغ اقتناع كل منهما بأن مجريات علك الوقت واستهلاكه ستمضي متهادية كأن لا عهد جديدا بدأ ولا بلد منهكا يشارف الانهيار. نقول ذلك لا بدافع وهم رهان لاواقعي نعرف تماما ان العهد والرئيس المكلف لن يقدما عبره على خطوة إنقلابية على مفتعلي التعقيدات المتعاقبة في طريق تشكيل الحكومة وانما من منطلق مقاربة المدى الأبعد لنهج مثير لكل الريبة تستحضر معه الوسائل نفسها التي سادت طوال حقبة الفراغ الرئاسي. قد يغضب مؤيدو العهد ويرفضون مقارنة "مبكرة" بين حقبة طالت سنتين ونصف السنة وكان عنوانها انتخاب العماد عون رئيسا أولا رئيس سواه ومطالع عهده نفسه الذي لا يزال عمره الغض يحتمل بعض ترف المناورات السياسية. ولكن في زوايا كثيرة من الواقع السياسي والاجتماعي الداخلي ثمة ما يبرر هذه المقارنة واستعجال وضع حد حاسم لنهج لا يمكن التسليم بتبرئته وتسطيحه ما دامت قواعده تبسط مجددا كل معالم الحصار على البلد.


هي القواعد القاهرة نفسها تقريبا لحقبة الفراغ التي استبدلت "لاءات" ملأها الانتخاب الرئاسي بـ"لاءات" جديدة تربعت فوق عثرات تشكيل الحكومة والاشتراطات المتسلسلة المواكبة لها. ولا نبتدع جديدا في التخوف من تفوق أصحاب المراس الطويل في توظيف عامل الوقت لفرض أجندة شاملة وأرضية سياسية جانحة بتوازن مختل تبدأ معالمها بالثلث المعطل ومن ثم بتسليم المتحفظين والرافضين للنسبية الكاملة تحت وطأة تعطيل تشكيل الحكومة. ولكن ما انطبق على عصر الفراغ يستحيل ان ينسحب على العهد الذي استولده، وهو العامل الذي ربما يستهين به بعض القوى السياسية المنخرطة في احتراف نهج القضم السياسي المتدحرج. ولو سلمنا جدلا ان صبر الرئيس المكلف سيطول في حال تمادي لعبة القفز من تعقيدات الى أخرى، فمن تراه سيضمن هذه المرة الا يتحول الاشتباك حول تشكيل الحكومة الى صراع أشد خطورة اذا اكتسب طابع العض على الأصابع الى أمد يتجاوز المهل المعقولة؟ امام استحقاق انتخابي داهم وزاحف بسرعة واذا استحال الاشتباك السياسي معركة اثبات وجود وفيما تمطر اللعنات قانون الستين أي تفسير لدس الألغام في حنايا حكومة موعودة والتسبب لحكومة مستقيلة بتحطيم أضخم الأرقام القياسية في التعمير؟ بل امام بلد يهتز سخطا لرؤيته محترفي الترف التعطيلي يمارسون هوايتهم مثلما يترنح ببقايا عافية تشارف النهايات، أي معايير التغيير بين الامس واليوم وغدا... حتى إشعار آخر؟


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم