الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

ترامب وسط حصار الجنرالات

راجح الخوري
ترامب وسط حصار الجنرالات
ترامب وسط حصار الجنرالات
A+ A-

لم يكن يكفي ان يصل الى البيت الأبيض رجل مدجج بالأفكار الحادة أو بالأحرى من يضع اصبعه دائماً على الزناد، فقد اكتملت دائرة المخاوف مع القرارات التي اتخذها دونالد ترامب في التعيينات التي تجعله مدججاً بالجنرالات الذين هم من طبيعة أفكاره الملتهبة كي لا أقول النارية!
خرجت صحيفة "لوس أنجلس تايمس" قبل يومين بخلاصة مثيرة من الدورة الرابعة لمنتدى الدفاع الوطني الذي عُقد في مكتبة رونالد ريغان وناقش التهديدات الأمنية التي تواجه أميركا، عندما بيّنت النقاشات أن التحفّظ عما قد تمثله سياسات ترامب من تهديد يكاد ان يوازي التحفظات عن التهديدات من روسيا وكوريا الشمالية و"داعش". على رغم ان الحضور كان من ضباط "البنتاغون" والإستخبارات المتقاعدين والعاملين أيضاً، لم يتردد الجنرال جوزف دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة، عندما سُئل إن كان ترامب سيقوّض إلتزامات أميركا حيال حلف شمال الاطلسي، في النأي عن الجواب بالقول "أنا لن أتدخل في سياسة الإدارة الجديدة". وعندما نفى ان تكون لديه أي مخاوف من تعيين الجنرال جيمس ماتيس وزيراً للدفاع، غرق الحضور في الصياح والضحك، بينما قال حاكم كاليفورنيا السابق بيت ويلسون "إنه الجحيم أليس كذلك"؟
الجنرال جيمس ماتيس المسعور بالحرب وزيراً للدفاع، الجنرال جون كيلي وزيراً للداخلية، الأميرال مايكل روجرز مديراً للمخابرات القومية، الجنرال مايكل فلين مستشاراً للأمن القومي، وهكذا لم يكن مستغرباً ان نقرأ مقالاً في "الواشنطن بوست" كتبه إثنان من أعضاء مجلس الأمن القومي هما فيليب كارتر ولوبن شولمان يثير "مخاوف عميقة ومحقة من احاطة الرئيس الجديد نفسه بعدد كبير من الجنرالات المتنمرين والسريعي الإندفاع".
صحيح انه سبق للرؤساء الأميركيين ان عيّنوا جنرالات في إداراتهم، لكن مقال "الواشنطن بوست" يحذّر من ان يسيطر العسكريون الذي يحيطون بترامب على مفاتيح القرار عبر إمساكهم بالمعلومات التي تتصل بالأزمات، وقد يؤدي هذا في النهاية الى تقويض السياسة التي وضعها المؤسسون منذ البداية والتي تفرض بالضرورة في آليات اتخاذ القرار ان تكون السيطرة للمستوى السياسي على المستوى العسكري.
المحلل السابق في "البنتاغون" جيم توماس يقدم شرحاً مفيداً في هذا السياق التحذيري من سيطرة المستوى العسكري على القرار السياسي، عندما يقول إن كبار القادة العسكريين يمضون جزءاً اساسياً من حياتهم داخل فقاعة من الاعتزاز والاعتماد على عنصر القوة المفرطة، وليس خافياً أنهم يعيشون في شبه عزلة داخل بيئة مفعمة بحب السيطرة والفرض، وهو ما قد لا يتلاءم مع العناصر الملحة والضرورية للتعامل الهادئ مع الأزمات التي يمكن ايجاد الحلول لها من خلال حنكة السياسة ومخمل الديبلوماسية.
ولا يكفي ان يكون ترامب القائد الاعلى للقوات المسلحة لضبط الأداء لأن له عقلية جنرال ولو بلا نجوم!


[email protected] - Twitter: @khouryrajeh

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم