الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

... والحكومة ستعيِّد أيضاً؟

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

الأجواء السياسيّة، المحيطة بلبنان من داخل ومن خارج، تفسح في المجال لأكثر من وسواس خنَّاس يشغل بال الناس.


وخصوصاً حين تصل طراطيش الأحداث، والحروب، والخلافات السياسيَّة على مستوى إيران والمملكة العربيَّة السعوديَّة إلى "معمعة" تأليف الحكومة الأولى للعهد الجديد.
المقرَّبون يضيفون شيئاً من البهار، يرافق كلامهم عن تعقيدات صعبة تسربل محاولات التأليف، ومساعي التوفيق بين طالبي حقيبة بيض الذهب وحقيبة البقرة الحلوب...
إلّا أن ما يضيف فوق الدكَّة شرطوطة، كون احتفاليّة تأليف الحكومة تكاد تكون التوأم الأول لاحتفالية الانتخابات النيابية، وقانونها المعلوم المجهول، والاجراءات التي لا بدّ من اتخاذها والاستعدادات، والتحضيرات...
لا أحد ينكر أن منطلق العقبات والتعقيدات، يتصل مباشرة بمناخات سياسيَّة متعدِّدة اللون والهدف، قيل على أثرها الكثير. وتعدَّدت الجهات والمصادر والأهداف "الكامنة" خلف العرقلة، أو التأخير، أو توسيع مساحة المطالب وعدد الحقائب "السيادية" المطلوبة. حتى قيل في هذا المجال، بالتحديد، إنّ "الهدف الحقيقي" لا يقتصر على تقريص عجين الرئيس المكلَّف سعد الحريري، بل أن الغاية والأرب تنفيس "النفحة" السريعة التي أحاطت بالعهد العوني. والبعض ذهب إلى حد القول إن القصة وما فيها تستهدف إعادة الأمور الرئاسيّة إلى حجمها ونصابها، وإدخال عوامل تحجيم على العهد الجديد الذي ظهرت مؤشرات "انتفاخ" حوله وحواليه، على أثر انهمار علامات التأييد، والترحيب، والارتياح، والدعم من كل حدب وصوب.
بالطبع والتأكيد أن المبالغات واردة، في هذا الخصوص أو في سواه. فهذه الصفة لا تفارق اللبناني في كل المجالات، والحالات، والأوقات، وشتّى المواضيع والأزمات. فاللبنانيّون مطبوعون بالمبالغة، حتى بالنسبة إلى القضايا العادية والمنزلية. وبالنسبة إلى أسعار التفاح والملفوف والبصل...
الجمهورية اللبنانيّة معرَّضة للأزمات، والعواصف، والحروب، والتعطيل، والتشهير منذ العهد الاستقلالي الأول، الذي ذهب مع اتهامات بالفساد والتزوير والاستغلال...
أما عن التعطيل، فحدَّث ولا حرج. فمنذ العودة من وقيعة صيف 1958، إلى ربيع 1975، والأزمات السياسيَّة والوزاريَّة تكاد لا تفارق السرايا ومجلس النواب ومنازل الرؤساء والوزراء والنوّاب.
والعهد العوني لم يصل إلى قصر بعبدا إلّا بعد فراغ كاد يُنهي سنته الثالثة. وبديهي أن يتعرَّض البلد لتداخلات إقليميَّة متنافسة على "الزعامة" في المنطقة. والفرصة مُتاحة مع بداية رئاسة الجنرال عون، وعودة الرئيس الحريري إلى نزال التكليف والتأليف... قبل الصعود إلى الطبقة الثانية في السرايا.
رهان الكبار يؤكِّد أن الحكومة في السرايا قبل تعليق روزنامة السنة الجديدة.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم