الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

التأليف هو "العلامة الفارقة"

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

ماذا يحصل في ساحة التأليف الحكومي، وهل من عراقيل بعيدة من الحقائب وأسمائها وألوانها دخلت على الخط، ألقت أحمالها في منتصف الطريق، أو في أولها؟
الكلام كثير حول أسباب التأخير، والعوامل السياسيَّة التي ذرّت بثقلها في درب الرئيس المكلَّف سعد الحريري، فضلاً عن التحليلات والاستنتاجات التي تتعدَّل وتتبدَّل على مدى الساعات والأيَّام.
ولا داعي للدخول في تفاصيل كل ما يُذاع ويُشاع حول أدوار لمرجعيَّات في هذا الميدان، باعتبار أنَّ المخضرمين "قرَشوا الحمَّصة" من الساعات الأولى كما تقول الأمثال. بل أدركوا أن قصة التأليف اتسعت دائرتها، ولم تعد تخلو من علامات فارقة قريبة من السياسة بعيدة من مشكلة بعض الحقائب.
إلّا أنَّ المهتمّين بأمور الحكومة التي لم تتألّف بعد يجزمون بأن العهد العوني لن يسمح بمرور أو عبور أيّة محاولة تتوخّى إرباكه في بداياته، بل في اطلالته الأولى عَبْر التشكيلة الحكوميَّة. وعلى رغم بعض "الالتباسات" المقروءة جيّداً، فإن رئيس الجمهورية يتابع عملية التأليف مع الرئيس الحريري بكل دقّة وتنسيق وتفاهم.
صحيح أن ما يجري وما لا يجري على هذا الصعيد من شأنه إثارة الشكوك، وربما القلق. إلّا أن الرئيسين المعنيّين يدركان أهميّة التعجيل في مغادرة هذا المربّع مع تعقيداته.
لا أحد ينفي وجود عراقيل تواجه عمليات التأليف. لكنها ليست المرّة الأولى، ولن تكون الأخيرة. والمعنيّون أخذوا علماً بالأبعاد التي يحاول البعض أن يضيفها على كل مطلب، أو كل موقف لهذا المرجع أو ذاك...
واقعياً، لا يمكن تجاهل انعكاسات تأخير الحكومة على "الهالة" التي أُعطيت للعهد الجديد، وعلى "حملة الترحيب" الواسعة النطاق التي قوبل بها انتخاب الرئيس عون، واندفاع كبار المسؤولين، في المنطقة العربية وعلى مستوى الشرق والغرب، للتهنئة والإعراب عن الاستعداد للتعاون مع الرئيس الجديد ومساعدته في عملية النهوض بلبنان من كبواته المتواصلة.
لا بدّ من التمعّن في هذه الوقائع، وهذه الحقائق، وهذا الوضع الذي يعيد الى الأذهان وضع الفراغ الحكومي الذي واجه الرئيس تمّام سلام، ثم الفراغ الرئاسي الذي كاد يقوِّض آخر دعائم النظام اللبناني، والصيغة اللبنانيّة، وتركيبة التعدديّة التي لا تزال الى اللحظة موضع اهتمام واعجاب في مختلف أرجاء العالم.
في الساعات الأخيرة، وبعد عودة الوزير جبران باسيل من جولته في أميركا اللاتينيّة، من المتوقّع لحركة التأليف أن تستعيد حيويَّة انطلاقها بفاعليّة أكبر.
إنجاز تأليف الحكومة هو العلامة الفارقة لانطلاق العهد والبلد والأمل معاً.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم