الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

شهر بين "المنتصرين"!

نبيل بومنصف
نبيل بومنصف
A+ A-

لعل "الحكمة" التي يتعين على العهد العوني والرئيس المكلف سعد الحريري ان يلتزماها توجب عليهما المسارعة الى ابتكار صيغة خلاقة لحكومة لا تغدو هي الأخرى نتاج "انتصار حلب" وما بعده، كما بدأ البعض يبشر بذلك. غداً يطوي انتخاب العماد ميشال عون شهره الأول بما يعني واقعيا ان عملية تأليف الحكومة لم تبلغ حدود المنطقة المحظورة. ولكن عامل الوقت على أهميته بالنسبة الى العهد العوني يغدو تفصيلا امام معركة إعادة التموضعات الجارية بخشونة تصاعدية. ولا نسوق الربط الآخذ بالتصاعد على سطح التعقيدات المفرملة للولادة الحكومية بالتطورات الميدانية في حلب الا من زاوية حقيقة ليست لمصلحة العهد ولا الرئيس المكلف متى جاءت حصيلة استهلاك عامل الوقت على حسابهما معا. ذلك ان المفارقة التي بدأت ترتسم في مخاض التأليف تتمثل في تعويم فريق 8 آذار والضرب بقوة على خاصرة العهد من زاوية تذكيره بأنه كان عنوانا لمكسب محوره الاقليمي. تختصر عقدة تمثيل زعيم المردة هذا البعد قبل ان تشكل صوت اعتراض الثنائي الشيعي على التحجيم العوني - القواتي لتمثيل المنافس الرئاسي السابق والطامح الى البقاء من دون منازع في موقع "المستحق" الاول والحصري بعد العهد الطالع. وليس أمرا عابرا ان تتصاعد نبرة الغضب حيال الشركة القوية بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" التي منحت "القوات" حصتها المرموقة في الحكومة او على خلفية "فيتو" يصطدم به تمثيل نوعي لفرنجية وبعض القوى الاخرى في فريق 8 آذار. يضع هذا المسار الناشئ العهد والرئيس المكلف كما الثنائي العوني - القواتي امام لوحة مباغتة من التعقيدات علما ان عامل الوقت ليس لمصلحة هؤلاء الافرقاء مجتمعين متى قيس الامر بالمكاسب المرجحة للفريق المعترض الذي يحتفظ في كل وقت بورقة "تمنين" العهد بأنه كان رافعة وصوله الاساسية بدليل حاسم لا يحتمل جدلا هو "شركة التعطيل" الرئاسي والشغور لسنتين ونصف السنة قبل انتخاب الرئيس عون. واذا كان الرئيس الحريري يبدو أكثر المرشحين لتلقي تداعيات الاختبار المبكر للعهد في التفاعل مع مجموعة تحالفات وتفاهمات متصارعة عن يمينه ويساره فان ما لم يكن مرتسما على شاشات الجميع سيأتي بسرعة من الميدان الحلبي الذي لن تكون اقل تداعياته الضغط بقوة على مجمل هذا المخاض سواء اعترف المعنيون بذلك ام تنكروا له. وفي خط بياني بدأ قبل شهر بانتخاب لا يزال الالتباس الكبير حول "صناعته في لبنان" مثار جدل، لا نظن ان التأخير في معالجة مأزق التأليف الى ما بعد حسم حلب سيكون لمصلحة هذا "النشيد" خصوصا اذا جاءت الحصيلة لاحقا على صورة الانتخاب الرئاسي نفسها !


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم