السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

ساعات مصيرية للنفط، أما الإنقاذ أو الانهيار

المصدر: النهار
ساعات مصيرية للنفط، أما الإنقاذ أو الانهيار
ساعات مصيرية للنفط، أما الإنقاذ أو الانهيار
A+ A-

لا تكاد أسعار النفط تسجل بعض المكاسب حتى تعود الى التراجع في ظل استمرار الغموض حول النتائج المنتظرة من اجتماع اوبيك نهاية هذا الشهر في فيينا، حيث تعول الأسواق على إقرار الدول الأعضاء الاتفاق النهائي حيال خفض الإنتاج وآلية الخفض، وأيضا تقاسم حصص الخفض المطلوبة من كل دولة، في الوقت الذي أعربت فيه العراق وإيران مراراً عن تحفظات حيال أي اتفاق قد يخرج عن اجتماع اوبيك، لكنهما تستحقان الاستثناء من تنفيذ هذه التخفيضات، فيما نشرت وكالة مهر الإيرانية للأنباء مقالا يتهم السعودية بإعلان "حرب أسعار نفط" جديدة والتنصل من وعودها بكبح الإنتاج، كما عبرت المملكة عن قلقها بشأن استعداد روسيا لخفض إنتاجها. سلسلة معلومات تحدثت عن خلافات بين أعضاء #أوبيك ومصدِّرين من خارجها مثل #روسيا بشأن الدول التي يجب أن تخفض الإنتاج، وحجم هذا الخفض من أجل الحد من فائض عالمي أدى إلى خفض أسعار#النفط لأكثر من النصف منذ عام 2014 . ومن المتوقع ان تلتقي اوبيك في فيينا الأربعاء لاتخاذ قرار بشأن تفاصيل خفض الإنتاج، وربما يشمل أعضاء من خارج المنظمة مثل روسيا وأذربيجيان. ولكن في الساعات الماضية طرأ تطور مهم في هذا الشأن، إذ اعلن وزير الطاقة الازاري طارق علييف إلغاء رحلته الى فيينا هذا الأسبوع وانه لن يشارك في اجتماعات اوبيك، ما قد يخلق تعثرًا إضافيا للمفاوضات قبل انعقاد هذا المؤتمر الذي يعتبر الفرصة الأخيرة لإعادة إنعاش أسعار النفط ووضعها من جديد على سكة المكاسب، وايضا من التطورات التي شهدها هذا الملف في الساعات الماضية، وإلغاء الاجتماع الذي كان مقررا اليوم الاثنين بين منتجي نفط من منظمة اوبيك ومن خارجها، بعد رفض #السعودية الحضور في خطوة برّرها وزير الطاقة السعودي خالد الفالح بأنها أتت نتيجة عدم التوصل حتى الآن الى اتفاق داخل أوبيك. ولكن يبدو ان الوزير السعوي ذهب بتفاؤله بعيدا حين توقع ان تعود أسواق النفط الى توازنها في عام 2017 حتى في حال لم يتدخل المنتجون. لكنه أشار إلى أن تدخل أوبيك يهدف إلى التعجيل بهذا التوازن، فيما اعتبر أيضا ان الحفاظ على المستويات الحالية من الإنتاج قد يكون مبررا. وشدد على أن جميع المنتجين مطالبون بالتعاون. وأوضح الوزير السعودي أنه لا يرى تخفيض الإنتاج هو الخيار الوحيد المطروح أمام اجتماعات أوبيك، فتثبيت الإنتاج عند مستوياته الحالية قد يكون خيارا آخر في رأيه، عند الأخذ في الاعتبار تعافي الاستهلاك والنمو في الأسواق النامية والولايات المتحدة. وأكد الفالح أن بلاده ملتزمة بموقفها بشأن اتفاق الجزائر، وهو أن على الجميع أن يتعاونوا.



وكان أعضاء أوبيك قد اتفقوا مبدئيا في #الجزائر في أيلول الماضي على تخفيض الإنتاج الإجمالي للمنظمة إلى ما بين 32.5 و33 مليون برميل يوميا بهدف استعادة التوازن في السوق، وإذا نجحت المنظمة في مساعيها فسيكون هذا أول خفض للإنتاج منذ عام 2008.
أما الموقف الإيراني فقد جاء على لسان وزير الطاقة في الجمهورية الإسلامية بيجن زنغنه حيث أكد إن #إيران متفائلة بإمكانية التوصل إلى اتفاق في أوبيك، وتعتزم إعلان قرارها بشأن مسألة خفض الإنتاج خلال اجتماع المنظمة. وتقدمت الجزائر باقتراح دعت فيه إلى خفض الإنتاج الإجمالي لأوبيك بمقدار 1.1 مليون برميل يوميا، وخفض إنتاج الدول غير الأعضاء بمقدار ستمئة ألف برميل يوميا، بحسب المقترح، فإذا وافق أعضاء أوبك، ستبلغ أسعار النفط خمسين إلى 55 دولارا العام المقبل، وستين دولارا بحلول نهاية ذلك العام. من ناحية أخرى، قالت روسيا، وهي أبرز المنتجين من خارج أوبيك، إنها تواصل المشاورات مع أوبيك وتتخذ موقفا إيجابيا بشأن التوصل إلى اتفاق عالمي. وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك "يجب أن تتوصل أوبك إلى توافق بين دولها الأعضاء، حتى يتمكن المنتجون الآخرون من الانضمام إلى الاتفاق".
وها هي اوبيك تسعى حتى اللحظات الأخيرة قبل انطلاق اجتماعها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والوصول الى اتفاق يحدّ من نزيف الأسعار. واليوم الاثنين بدأ خبراء المنظمة اجتماعا في فيينا ومن المنتظر أن يرفعوا توصياتهم إلى وزرائهم بعد الانتهاء بخصوص كيفية قيام المنظمة بخفض الإنتاج عندما تجتمع في 30 تشرين الثاني. واليوم بدأ وزيرا النفط الجزائري والفنزويلي زيارة الى موسكو في محاولة أخيرة لحثّها على المشاركة في الخفض بدلا من مجرد تثبيت الإنتاج الذي بلغ مستويات مرتفعة جديدة في عام 2015. وامتنع وزير النفط العراقي جبار علي اللعيبي لدى وصوله إلى فيينا عن القول ما إذا كان العراق مستعدًّا لخفض إنتاجه أم لا، لكنه قال انه متفائل في ما يتعلق بإمكانية إبرام اتفاق وقال "سنتعاون مع أعضاء أوبك للتوصل إلى اتفاق مقبول للجميع". وفي أخر التطورات التي شهدتها الساعات القليلة الماضية، فقد أكد عدد من المندوبين في منظمة اوبيك ان خبراء المنظمة أحرزوا بعض التقدم في المحادثات بخصوص وضع اللمسات النهائية على اتفاق مبدئي لخفض إنتاج النفط، لكن الخلافات المتعلقة بمستويات الإنتاج الإيراني والعراقي لم تتم تسويتها بعد.


التقارير والتحاليل
وفي سياق متصل صدرت في الساعات الماضية مجوعة تقارير وتحاليل محذرة من تداعيات عدم التوصل الى اتفاق في اجتماع فيينا في 30 تشرين الثاني الحالي. فبحسب مورجان ستانلي وماكواير، ستشهد أسعار النفط تصحيحا حاداً إذا لم تتوصل أوبيك إلى اتفاق وربما تتراجع إلى نحو 35 دولارا للبرميل. أما رئيسة قسم السلع لدى بنك "آر بي إس" الكندي فقد توقعت ان يؤدي فشل أعضاء أوبيك في حال التوصل إلى اتفاق حول الإنتاج إلى خفض أسعار النفط إلى ما دون مستوى 40 دولارًا للبرميل. وأشارت "هيليما كروفت" إلى الأهمية الكبيرة التي تحظى بها نتائج هذا الاجتماع، بينما أكدت على أنه في حال نجاح الاجتماع ستستقر الأسعار فوق مستوى 50 دولارًا للبرميل. وايضا حذرت كروفت أعضاء أوبيك من خطر فقدان المصداقية في حال عدم التمكن من التوصل إلى اتفاق في اجتماعها.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم