الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

قناة وقحة تُجَرِّح بالقديس شربل! غضب... والكنيسة ترد بإخبار

المصدر: "النهار"
هالة حمصي
هالة حمصي
قناة وقحة تُجَرِّح بالقديس شربل! غضب... والكنيسة ترد بإخبار
قناة وقحة تُجَرِّح بالقديس شربل! غضب... والكنيسة ترد بإخبار
A+ A-

فضاء فالت، جارح، وقح، مجنون، مدعٍ وكاسر، باسم "المسيح"! ولا رادع له. يدخل بيوت الناس في أي مكان، بلا استئذان، بلا حياء، وحتى بلا محاسبة، لا قضائية او دينية... لا من احد. يتطاول على من يشاء، ولا احد يستطيع منعه. هذه المرة، يتطفل من الولايات المتحدة، من نيويورك، او كاليفورنيا، ليس معروفاً، بواسطة نبي مزعوم، اخت مزعومة! ولكن ليس "ليُلهِم بالمحبة"، كما يعرّف عن نفسه، بل ليدمر ويبلبل وينتهك الحرمات ويحطم ايمان الآخرين واديانهم، ويشهّر بهم وبها، باسم "المسيح"! وقاحة. صلافة. دناءة.


"قناة المسيح- تعلموا من برامجنا... وترقبوا برامجنا المميزة دائما"، يرحّب تلفزيون "كرايست تي.في" (Christ TV- اي تلفزيون المسيح)- واسمه القانوني "Prevail TV"- بزوار موقعه بالعربية. احد برامجه "المميّزة" التي يسوّق لها على وسائل التواصل الاجتماعي، يدأب من أشهر على شنّ هجوم شرس على الكنيسة الكاثوليكية وتعاليمها وقديسيها ورهبانياتها... الى ان تأجج في لبنان في اليومين الأخيرين غضب كبير من تطاوله على القديس شربل بأشنع التعابير. مع "نجمة" برنامج "أجنحة النسور" الاخت منال موريس، تسقط الاعراف والقيم، ونصير في القذارة والتجارة الدينية... تحت رحمة اجنحة كاسرة.


لماذا هذا التشهير الكريه؟ ما غايته؟ ماذا يعني؟ حتى التعريف بالقناة لا يتوافق مع مضمون برنامجها. "مهمتنا الوصول الى المجتمع، واعلان الرسالة الخلاصية لانجيل السيد المسيح. ومن خلال رسالة الايمان المسيحي وعقيدته، نأمل في الهام الناس بالامل والايمان والمحبة في كل المجتمعات، بواسطة محبة يسوع المسيح، ومحبتنا لبعضنا البعض"، تقول القناة.


اي رسالة خلاصية؟ اي الهام؟ غريب امرها! لا عنوان لها واضحاً على موقعها. مجرد رقم هاتف برمز منطقة نيويورك، وصندوق بريد في لا هابر- كاليفورنيا، وبريد الكتروني. وفي الواجهة العربية، هناك بالطبع "النجمة" منال، القس مجدي جلال، الاخ نادر، عنتر بارح، عادل بارح، مرقس سليمان، الاخ محب. واللهجة المصرية طاغية. وفي موقعه الانكليزي، هناك النبي بير هاري، الدكتور اورثكويك هاري، سام هاري والثنائي صوفي ونديم، ادغار. أ فيلا، الدكتور يوريك، اسامة داكوك، ومجددا الاخت منال.


نبي مزعوم، قس، اخ، اخت! شخصيات مبتسمة دائما، توحي بالبراءة لولا... برامج، وعناوين تتوالى. وعلى عاتق الاخت منال، صاحبة اللهجة المصرية المتعالية، مسؤولية سحق الكنيسة الكاثوليكية... والكشف عن مؤامرة "تسليم لبنان الى الشيطان على يدها". عشرات الحلقات من التجريح المباشر، بينها حلقة تتطاول اخيرا على القديس شربل بابشع الاوصاف.


ابو كسم: "صهيونيون... وإخبار بحقهم"
لبنان يرد. الغضب يتأجج على وسائل التواصل الاجتماعي. مقالات، مواقف، وردود فعل تشتم المذيعة "الشاتمة"، "القذرة". القديس شربل قديس لبنان، ولا احد يجروء التطاول عليه. ويقول مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو ابو كسم لـ"النهار": "خلفية هؤلاء معروفة. انهم صهيونيون، حتى لو كانت قناتهم تحمل اسم المسيح. انهم دجالون، مسحاء كذبة حذرنا منهم السيد المسيح. ومهمتهم التهميش بالكنيسة وصورتها وقديسيها والسيدة العذراء، في اي شكل من الاشكال".


في رأيه، "لا يستحق هؤلاء اي رد، لانه بالرد عليهم، نعطيهم قيمة، ونضيء اكثر على الموضوع، ونسمح لهم بان يبخوا سمومهم اكثر". غير ان الكنيسة الكاثوليكية في لبنان لن تسكت عن هذا التطاول. "سنتقدم سريعا بإخبار الى النيابة العامة اللبنانية، ونتخذ صفة الادعاء على هؤلاء بتهمة احتقار الدين وانتهاك الدستور اللبناني، بغية منع اي منهم او من ينتمي الى محطتهم من دخول الاراضي اللبنانية".
*ولكن كيف يمكن ضبط فضاء ديني فالت؟ يجيب: "لا احد يستطيع ضبط الفضاء او وسائل التواصل الاجتماعي او الاقمار الاصطناعية. العالم مفتوح. وما يمكن فعله فقط هو توعية ابنائنا المسيحيين، وتنبيهم من المشاركة في برامج مماثلة او حضورها".


اتصال آخر يجريه ابو كسم في الساعات المقبلة بممثلين للعائلة البروتستانية في لبنان، لتبيان حقيقة هذه القناة ومن يقف وراءها. "النهار" اتصلت بأحد ممثلي الكنائس الانجيلية في لبنان لسؤاله عن الامر. لكن يبدو ان هذه القناة غريبة، وغير معروفة في أوساط انجيليين كثيرين.


مطر: شربل يثبت العكس
ردًا على اسئلة "النهار"، يقول القيّم على دير مار مارون- عنايا الاب لويس مطر: "لا لزوم للدفاع عن مار شربل. بكل عجائبه ومسيرته، قاد ويقود الناس الى طريق الملكوت، اي الى طريق الخلاص، وليس الى الهلاك. قالت (المذيعة) اشياء سيئة عنه... لكن دور شربل يثبت عكس اقوالها".


واضاف: "شربل تكرّس كليا لله طوال حياته، حتى سكر به. اجمل لقب اعطي هو "شربل سكران بالله". اما عجائبه، فلا تحصى، ومثبتة طبيا كلها وباقرار اطباء". لماذا هذا الهجوم على القديس شربل؟ يجيب: "عندما يعجزون عن المس بيسوع المسيح، يمسون بقديسيه، نيلا للشهرة والظهور. لا حاجة للدفاع عن مار شربل. انه صخرة ايمان بذاته، علامة استفهام امامنا ليدل الناس على ملكوت الله".


لم يحاول الأب مطر الاتصال بالقناة للرد على هجومها. "لا يهمني الامر اطلاقا. القديس شربل اكبر من هؤلاء بكثير".


[email protected]


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم