السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

الـ Immune therapy ثورة مستقبلية في علاجات السرطان تقودها لبنانية

المصدر: "النهار"
الـ Immune therapy ثورة مستقبلية في علاجات السرطان تقودها لبنانية
الـ Immune therapy ثورة مستقبلية في علاجات السرطان تقودها لبنانية
A+ A-

تذكّروا هذا المصطلح جيداً: "العلاج بالمناعة" أو Immune therapy. انه الجيل الجديد من العلاجات المستحدثة للأمراض السرطانية الذي في طريقه أن يبصر النور في السنوات القادمة. باب أملٍ هو وليد 15 سنة كاملة من برامج البحوث والدراسات الطبية الهادفة الى ملاقاة علاجات جديدة لسرطانات الثدي والبروستات والبنكرياس والرئات وانواع سرطانات الدم بمساهمة الاختصاصية في البحوث والعلوم الطبية الدكتورة ناديا شعيب وبالتنسيق مع شركات ادوية عالمية ووزارات الصحة العالمية الاوروبية والاميركية. هذه المرأة اللبنانية التي صنفت بين أقوى 100 امرأة عربية لعام 2016 بحسب استطلاع شركة فوربس، تبدو في حديثها لـ"النهار" متفائلة في إمكان بثّ 7 الى 8 أدوية علاج مناعة جديدة في السوق، في غضون 5 سنوات من اليوم. ويهدف علاج المناعة الى تقوية وتعزيز نظام المناعة في جسم الانسان والمحافظة على البلاعم التي تعتبر أحد اهم أجزاء جهاز المناعة في جسم الانسان والتي تساهم في القضاء على الخلايا السيئة فيه. بصيغة أخرى العلاج بالمناعة هو عبارة عن المحافظة على الخلايا الحسنة في جسم الانسان مقابل محاربة الخلايا السرطانية وتدميرها، بعكس العلاج الكيميائي الذي لا يميّز بين الخلايا، الجيدة منها والسيئة.


"ستتوافر أدوية علاج المناعة قريباً في السوق وسوف تعتبر ثورة في علاج السرطان. العلماء والباحثون ايجابيون حتى اقصى حدّ ولكن احياناً وزارات الصحة الاميركية والاوروبية تطلب منا مستندات اضافية أو "داتا" معينة حول الدراسات وبرامج الأبحاث التي قد تحتاج الى سنوات طويلة لتأمينها. احياناً سؤال واحد منهم يحتاج الى 3 او 4 سنوات عمل مكثّف للرد عليه". بهذه العبارة عبّرت شعيب عن تفاؤلها مشيرةً الى أن العامل الأهم عند التركيز حول العلاجات النظر الى انواع الامراض التي من المتوقع ان يزداد فيها عدد المرضى، وهذا يكون من اولويات العلماء في جداول البحوث بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية. وتؤكّد أن "الشرح العلمي لكيفية محاربة السرطان يطول جداً، ولكن التوجه العلمي اليوم يشير الى ان هناك انواعاً عدة من السرطانات التي تفتك بعضوٍ معين من جسم الانسان. على سبيل المثال هناك عشرات التشعبات لسرطان الثدي، لذلك نجد ان بعض المرضى يتجاوبون مع دواء كيميائي يلائم نوعاً معيناً من السرطان، مقابل مريض آخر لا يتجاوب مع النوع نفسه. من هذا المبدأ، لا تزال الطريق أمام العلماء طويلة جداً وصعبة. لذلك نقول إن عالم البحوث لا ينتهي".


لا تنفي شعيب أن لكل دواء حسنات ومفاعيل جانبية. الأهم برأيها أن يتفوّق ميزان الايجابيات على ميزان السيئات، ما يعني ان الدواء ممتاز. والدراسات التي أجريت طوال الـ15 سنة الماضية حول علاج المناعة، أثبتت حسناته، حيث اختُبر على عشرات الآلاف من الأشخاص حتى الآن. لكن ذلك لا يكفي وحده، لأن الداتا الأساسية التي تؤكّد نجاح الدواء من فشله، تكمن بعد إصداره في الأسواق ومعرفة ما اذا كان ثمة مفاعيل جانبية على مئات الآلاف من المرضى. وتتابع: "العمل لا يزال مستمراً لمعرفة كيفية التصرف حيال مفاعيل علاجات المناعة الجانبية. يجب ان لا ننسى انها خلايا في الدم ولا يمكن ان نلخبط نظام الخلايا هذا. وعلينا ان نتذكّر ان السرطان هو خلل في برمجة الخلايا وليس فيروساً مصدره خارجي". "ماذا تقول الدراسات حول مستقبل استخدام العلاجات الكيميائية في علاجات السرطان؟"، تجيب أن انقراض العلاج الكيميائي قد يستغرق نحو 40 الى 50 سنة قادمة، ولا يمكن ان نصدر حكماً من اليوم. لكن حتّى في هذا المجال، فُعّلت علاجات جديدة هدفها تجنب انتقال المصاب من حالة مرض الى حالة يأس نتيجة التبدلات في الشكل الخارجي الذي ينتج من استخدام الأدوية الكيميائية. وتوضح أنه "منذ 20 سنة من اليوم، كان كلّ مريض يخضع لعلاج كيميائي ينتقل من حالة المرض الى حالة يأس جديدة. يحاول العلماء من خلال البحوث المستمرة التخفيف من وطأة العلاج الكيميائي من خلال عدم التأثير على شكل المريض الخارجي كفقدان شعر الرأس والرموش والحواجب واضمحلال الوجه. هذا ما يساهم في محاربة المرض مع التخفيف من وطأة المفاعيل الثانوية على جسم الانسان. هذا ما يساعد المريض على مقاومة المرض دون التأثير السلبي على وضعه النفسي. وهذا ما يتوصل اليه العلماء أكثر في الأبحاث المستمرة".


اضافةً الى الابحاث والدراسات المستمرة حول علاجات السرطان، تعنى شعيب باجراء الابحاث والدراسات المستمرة حول أمراض الدم التي تعتبر واقعاً يفرض نفسه في الشرق الأوسط كما في العالم، نتيجة الأمراض الوراثية. ورغم أنها لا تعتبر امراضاً فتاكة وقاتلة، الا انها دون شك تهدد جودة حياة الانسان وتعذب المريض. وتشير في هذا الاطار الى "اننا كشعوب شرق اوسطية لا نزال عرضة وبقوة للاصابة بأمراض الدم جينياً ووراثياً ولا تزال هذه الأمراض تفرض وجودها، لذلك نركّز في أبحاثنا حول امكان محاربتها من خلال أدوية كيميائية جديدة. ومن أبرز الأمراض التي نفعّل الأبحاث حولها نذكر امراض التلاسيميا والأنيميا المنجلية التي لا تعتبر مميتة لكنها تقضي على جودة حياة المريض وتهدده بالوفات المبكر في مرحلة لاحقة".


خمس عشرة سنة متواصلة في مجال البحوث والدراسات الطبية كتبت لناديا شعيب مساهمة جلية في محاربة المرض الأكثر فتكاً في العالم بمساعدة طاقم تدريبٍ مؤلف من 40 باحثاً من لبنان والاردن ومصر. هي التي تتولى اليوم منصب رئيس مجلس ادارة "كلين غروب" الشركة التي أسستها بنفسها في فرنسا وطورتها من لبنان الى العالم العربي، تبدو واثقة في متابعة مشوارها الصعب الذي تصرّ أنه لا يزال مشوراً طويلاً. ان الرحلة في عالم الأبحاث لا تذكرة عودةٍ منها. كرحلة الحياة هي، تستمر حتى آخر دقّة قلب.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم