الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

القوة العربية "الناعمة" والعهد الجديد!

علي حماده
A+ A-

..."انها القوة العربية الناعمة التي ستواكب عهد الرئيس ميشال عون والتسوية التي كانت ترجمتها الاولى انتخابه، ثم تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة الاولى للعهد المنتظرة بين يوم وآخر". بهذه الكلمات وصف مسوؤل عربي كبير على صلة وثيقة بالملف اللبناني في إحدى الدول الخليجية الفاعلة التحرك العربي الاخير الذي تجلى في زيارة أمير منطقة مكة خالد الفيصل موفدا سعوديا خاصا رفيعا للملك سلمان بن عبد العزيز، أعقبتها زيارة وزير خارجية دولة قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني موفدا لامير الدولة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وثمة معلومات تفيد بأن سبحة الزيارات الرسمية العربية ولا سيما من دول الخليج العربي ستكر لتشمل دولة الامارات العربية المتحدة، الكويت، البحرين وسلطنة عمان. ولا ننسى ان الزيارة الاولى لمسؤول عربي للتهنئة ونقل دعوة رسمية لزيارتها كانت لوزير خارجية مصر سامح شكري، بالرغم من ان مصر يمكن ادراجها في موقع يبتعد يوما بعد يوم عن سياقات التحالف مع دول الخليج، وخصوصا في ظل اقتراب القاهرة المتواصل من النظام في سوريا، والجمهورية الاسلامية في ايران. لكن هذا أمر آخر ليس مجال بحثه هنا.


سبق الانفتاح العربي على الرئيس ميشال عون تهليل ايراني لانتخابه عبر تصريحات لمسؤولين ايرانيين، اعقب ذلك زيارة تهنئة للرئيس قام بها وزير الخارجية محمد جواد ظريف، وبالطبع كانت زيارة تهنئة لموفد سوري لم تعره الاوساط السياسية اهتماما نظرا الى تلاشي نفوذ نظام الاسد في لبنان.
بناء على ما تقدم، يجد الرئيس ميشال عون نفسه محط انظار المحورين الكبيرين في المنطقة، الاول تقوده ايران، والثاني السعودية، وهو كرئيس للبنان يدرك تماما انه غير قادر على الجنوح نحو اي منهما من دون ان يصاب عهده بعطب كبير لا قدرة له مهما تعاظمت قوته الشعبية في الوسط المسيحي على ان يتجاوزه ما دام رئيسا للجمهورية.
اذا امام عون مشهدان، الاول مشجع والثاني مقلق. هو يعرف ان ترجمة "ورقة التفاهم" مع "حزب الله" التي جعلت منه الحليف المسيحي الاول لـ"محور الممانعة"، بخطوات رئاسية شبيهة بما كان يحصل عندما كان رئيسا لـ"التيار الوطني الحر" ستودي بعهده بسرعة فائقة. في المقابل هو لا يستطيع الابتعاد كثيرا عن "حزب الله" لان الاخير ايضا قادر على ان يغرق عهده بمشاكل لا تحصى.
لكن بصرف النظر عن واقع الرئيس ميشال عون، تتقاطع المواقف العربية الايجابية حيال لبنان بعد انتخاب الرئيس، وتنفتح الابواب مجددا لاعادة الدفء الى العلاقات العربية - اللبنانية، على قاعدة انه اذا كان البعض يحتكم الى موازين القوة "الخشنة" في محاولة فرض صورة لبنانية معينة، فإن العالم العربي يمتلك "القوة الناعمة" لمنع وضع اليد "الخشنة" على لبنان نهائيا. والرئيس عون لن يكون متروكا!

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم