الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

"احتفاليّة مسرح المدينة 20 سنة": الأشقر روت قصصها وغنّت زكي ناصيف !

هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
"احتفاليّة مسرح المدينة 20 سنة": الأشقر روت قصصها وغنّت زكي ناصيف !
"احتفاليّة مسرح المدينة 20 سنة": الأشقر روت قصصها وغنّت زكي ناصيف !
A+ A-

إذا كان للبِدايات، ذاك السِحر الذي يَتَعذَّر تَفسيرهُ، فإن حَفل إختِتام إحتفاليّة "مَسرَح المَدينة – 20 سنة" أعادَ صَوغ ما تَرمُزُ إليهِ النِهايات، مُحوّلاً "تَنهيداتها" نَظرة جانبيّة تُعلِنُ على طَريقَتِها أن في الواقع ما من نِهايات، فقط بِدايات تولَدُ من زاوية أُخرى.


على وَقع التَصفيق القوي والهُتافات الحماسيّة والدَبكة والزغاليط، أعلَنَ "مَسرَح المَدينة"، أمس الأول، انتِهاء 12 يوماً من الفَن والإبداع والجَمال، أرادَتهُ "سيّدة المَسرَح" نضال الأشقَر أقرَب إلى حَدَث عائليّ... فكانَ لها ما أرادَت. انقَسَمت الأُمسية إلى جزئين، وأطلّت الأشقر في الشق الأول مِنهُ، يُرافقها عزفاً وغناءً المُطرِب خالد العبدالله والموسيقي زياد الأحمديّة. أطلَقت على القِسم الأول عُنوان، "مُش من زَمان"، وتَلَت خلالهُ نَصّاً كَتَبَتهُ للمُناسَبة، رَوَت فيه بأسلوبها المَسرحي الشَهير، قِصَصها الصغيرة في ضهور الشوير عندما كانت لا تَزال تَعيش مع عائلتها، وقَبل الانتِقال إلى العاصمة التي تَحوّلت مع الوَقت مَسرَحها الكبير، الذي ما زالت، حتى الساعة، تُزوّده نوادِرها الفنيّة العَريقة.
كُتِبَ في الكرّاس الذي تم تَوزيعُهُ في المَسرَح: "لا نَعرِف ما إذا كانت هذه الذكريات للصبيّة الصَغيرة في بَيت أهلِها في الجَبَل، هي حَقيقة أم مِن نَسج الخيال... خبريّة ورا خَبريّة تَنقُلُها إلى حَيث أصبَحَت ما هي عليه اليوم. مُش من زَمان... هل حَدَثَ ذلك؟". وغَمَزَت الأشقَر إلى حياتِها بفُصولِها الأولى ونَوادِرها بأسلوب غَير مُباشَر. هكذا هي "نِضال"، ثائرة، صاخِبة، جامِحة، وعاشِقة للتَشويق بأروِقَتِهِ الأقرَب إلى مَتاهة مُسيَّجة بالخَبريّات. في البيت السياسيّ بامتياز، عَشرات القصص مع الأب الحزبيّ والوالِدة المُناضِلة والحَنونة بِشَراسة. الزيارات المُتَكرّرة للسُجون، "زوّار البيت" الكُثُر... وتِلك "النوريّة" التي لَمَحَتها الأشقَر في قَرية بولونيا ذات مَساءَ في ما كانت بِرفقة الأهل. كانت هذه الهائِمة على وَجهها تَرقُص بانخِطاف وكأنها تَملُكُ العالَم. فإذا بالأشقَر تَنضَمُ إليها لتَرقُصَ مَعها بالانخِطاف عَينِهِ. كانت المرّة الأولى التي أطلّت فيها "نضال الشيطانة" أمام الجُمهور، "وانبَسَطِت كتير بِحالها". القرية كانت مَسرحها الصغير. ولاحقاً، عندما "اقتَحَمَت" بيروت، أمسَت المَدينة مَسرحها الكَبير. الموسيقيون الأربعة الذين رافَقوها على الخَشبة، دَعَموا "الخبريّات" بالأغاني اللبنانيّة التُراثيّة التي تَعكُسُ أجواء الذكريات المُبطّنة بالقِصص المُشوّقة. وفاجأت الأشقر الجمهور بالغناء مع العبدالله الذي أعطاها في كثير من الّلحظات الدور الغنائيّ بكامله. فجأة، تحوّلت "سيّدة المَسرّح" التي لم تتمكّن منها حالات الزمان المتُقلِّبة، فتاة صغيرة تَلهو وتَفرح على خَشَبة مَسرَح فَهِمَ باكراً أن دور البَطولة سيَبقى دائماً لـ "نضال" وليس له في كل مرّة اجتَمعا فيها معاً.
الجُمهور دَعَم هذه الاحتفاليّة الصَغيرة ضمن الاحتفاليّة الكُبرى بكُل حواسِهِ. فلتَكن لـ"نضال" لَحظة جُنونِها المُبدِع! وفي الشقّ الثاني من الأمسية الخِتاميّة، قدّمت "فِرقة زكي ناصيف للموسيقى العربيّة في الجامعة الأميركيّة"، ولمناسَبة المئويّة الأولى للراحِل الكَبير زكي ناصيف، حفلة موسيقيّة استَراحَت على أجمل أعمال ناصيف العاطفيّ بثَورَتِهِ، بعنوان، "على العَهد لمئة جَديدة". فكانت "رقصة الأباريق"، و"طلّوا حبابنا"، و"درب الغزلان"، و"اشتقنا كتير يا حبايب"، و"يا عاشِقة الوَرد"، و"ليلتنا".
وفي الختام، كانت الأغنية الشهيرة "راجع يتعمّر لبنان"، فإذا بالأشقر تعتلي الخَشَبة إلى جانب الفرقة، داعية كل الفنانين الذين شاركوا في الاحتفالية على مدى 12 يوماً للانضِمام إليها. فكانت حَلقات الدَبكة والغناء والتصفيق وقوفاً... ورَقَصت نضال انخِطافاً تماماً كالـ"نوريّة" التي فَتَنَتها ذات أمسية في بولونيا... وها هي الـ20 سنة الأولى تَنتَهي لتَبدأ الـ20 المُقبِلة من زاوية جديدة!


[email protected]
Twitter: @Hanadieldiri

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم