الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

سلّة الجهاد الأكبر!

راجح الخوري
سلّة الجهاد الأكبر!
سلّة الجهاد الأكبر!
A+ A-

"الجهاد الأكبر" الذي تحدث عنه الرئيس نبيه بري من جنيف، يفرض على العهد الجديد، ميشال عون رئيساً للجمهورية وهذا بات مؤكداً، وسعد الحريري رئيساً للحكومة وهذا برسم التأكيد، القتال على جبهات كثيرة سواء في الداخل أو في الخارج.
لا يمكن الحديث عن "قتال" مفيد على خطوط لبنان الخارجية وإعادة ترتيب علاقاته مع الدول الخليجية مثلاً، ما لم يكن "قتال" العهد الجديد مفيداً على خطوطه الداخلية لجهة الوضع السياسي والأمني والإقتصادي، لهذا ليس من المبالغة القول حرنا ودرنا وعدنا الى السلّة ليس كممر إلزامي للرئيس العتيد كما قيل بل للإتفاق على صيغة تضع العهد على سكة من التفاهمات الضرورية.
يصعد الجنرال عون الى بعبدا ويتوقف اللبنانيون والعرب والعالم تقريباً للإستماع الى خطاب القسم الذي يفترض ان يرسم سياسة العهد الجديد لرئيس قوي يعيد الى البلد الضعيف ولو بعضاً من قوته. لم يعلن عن أي برنامج وراء التفاهم بين عون والحريري، لهذا كل الزبد يفترض ان يأتي من خطاب القسم، فماذا بداية في شأن الإتفاق على تحييد لبنان عن الأزمة السورية كما أعلن الحريري، والذي جاءه الرد فوراً من السيد حسن نصرالله " الحال الوحيدة التي تعيدنا الى لبنان هي انتصارنا في سوريا"، وماذا اذا لم يتم هذا الإنتصار على مدى العهد الجديد أو نصف العهد مثلاً؟
ماذا عن سياسة لبنان الخارجية حيال الخليج والعالم العربي المشتبك مع ايران في طول المنطقة وعرضها بما في ذلك لبنان عينه، وكيف يمكن إصلاح الأعطال التي اصابت علاقتنا مع الخليجيين حيث يعمل أكثر من ٨٠٠ الف لبناني يرفدون البلد بما ساعده على الصمود حتى الآن؟
الذين يتحدثون عن مبعوث سعودي ويقولون إن وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان سيأتي الى بيروت لدعم التوجه الجديد، يبالغون في مجافاة الواقع الذي يقول إن السعودية تلتزم موقفها المعلن دائماً، وهو أنها تريد ان يتم إنتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت، لكنها تقف على مسافة من الجميع وتعتبر ان هذا شأن لبناني يقرره اللبنانيون.
ماذا عن "إعلان بعبدا" وحياد لبنان والإستراتيجية الدفاعية وطاولة الحوار الوطني المعطّلة، وماذا عن طوفان الأزمات الأمنية والاقتصادية والمعيشية، ما هو البرنامج وما هي الرؤية؟
يتم تكليف الحريري تشكيل الحكومة فماذا عن جهاده الأكبر لو رفض بري مثلاً المشاركة في الحكومة، هل يشكّل حكومة بالمكون الشيعي مقتصراً على وزراء "حزب الله"، وهل يستطيع تسويق هذه الحكومة عند الدول العربية والغربية، ثم ماذا عن شكل الحكومة وعن الحصص وتوزيع الحقائب، وماذا عن البيان الوزاري الذي تأخر سابقاُ سبعة أشهر للإهتداء الى ثلاث كلمات؟
هذا غيض من فيض سلة الجهاد الأكبر!


[email protected] - Twitter:@khouryrajeh

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم