السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

تنظيف البلدات من الالغام والعبوات في الطريق الى الموصل

المصدر: "أ ف ب"
تنظيف البلدات من الالغام والعبوات في الطريق الى الموصل
تنظيف البلدات من الالغام والعبوات في الطريق الى الموصل
A+ A-

يراقب جنود عراقيون الجوار بحذر قبل ان يتقدموا في مجموعة من خمسة عناصر، مصوبين بنادقهم في كل الاتجاهات، ويقتربون من مبنى مهجور الى جانب الطريق: إنهم يقومون بمهمة خطيرة تقضي بتنظيف المنطقة التي انسحب منها الجهاديون، قبل التقدم نحو #الموصل.
غالبا ما يكون عناصر جهاز مكافحة الارهاب في الخطوط الاولى للمعارك التي تخوضها القوات الحكومية، وهم يعتبرون بمثابة قوات النخبة في العراق.
ويتولون في المناطق التي تمت استعادتها من تنظيم الدولة الاسلامية مهمة تأمين المنطقة، اي تمشيطها من أجل العثور على القنابل المحتملة التي خلفها الجهاديون وراءهم، أو حتى السيارات المفخخة، ومطاردة من تبقى من عناصر تنظيم الدولة الاسلامية.
وتتولى آليات مصفحة تأمين تغطية نارية لهم، فتتقدم في شوارع برطلة، البلدة المسيحية الخالية من سكانها والواقعة شرق الموصل، مطلقة النار من أسلحة ثقيلة.
أما عناصر جهاز مكافحة الارهاب، فيتقدمون ببطء في شارع اسفلتي عريض على بعد امتار من ابنية، فيما تشاهد بقايا إطارات تحترق. وأضرم عناصر تنظيم الدولة الاسلامية النار في الاطارات لاستحداث دخان اسود كثيف يساهم في تغطية تحركاتهم على الارض.
ويقول العقيد مصطفى ان اطلاق النار يستهدف الابنية المشبوهة، وتقاطعات الطرق حيث يمكن لقناصة ان يختبئوا بسهولة.


يقول الضابط في جهاز مكافحة الإرهاب مرتضى نبيل "اليوم وبعدما طهرنا المناطق التي أمامكم هذه، عدنا مرة أخرى الى الخلف لتطهير الشارع".
وتبدو المهمة محفوفة بالخطر وحساسة، إذ ان القسم الاكبر من القوات التي دخلت برطلة غادرتها الى معركة اخرى، وتتناول المهمة تأمين طريق تقود من الثكنات العسكرية العراقية مباشرة الى مدينة الموصل، هدف الهجوم الذي بدأ قبل نحو عشرة ايام.
كما ان تجهيزات القوة التي تعمل على تنظيم المنطقة ليست مختلفة عن تجهيزات الوحدات العراقية الاخرى. فعندما ينزل هؤلاء الى خنادق محفورة تحت الارض من اجل كشف ما فيها، لا يملكون إلا سلاحهم الرشاش، ويرتدون مجرد قميص قطني.
الا ان عناصر مكافحة الارهاب يتميزون عن سواهم بتدريب مختلف، وبرواتب قد تصل الى حوالى الفي دولار، وهو راتب أعلى بكثير من رواتب العديد من عناصر الجيش العراقي، بحسب ما يوضح البعض.
ويقول العقيد سامر "تم تدريبهم على أيدي الاميركيين، وهذا أمر مميز".
وحصلوا ايضا من الاميركيين على تجهيزات متطورة جدا مثل نظارات الرؤية الليلية التي يحملها الجندي أنور بفخر، مشيرا الى انه كان يقود آلية مصفحة، وكان "أول من دخل برطلة خلال معركة تحريرها". ويشير الى آثار رصاصات اصيب بها بشكل طفيف عندما اطلق عليه قناص من تنظيم الدولة الاسلامية النار.
كما يحمل عناصر مكافحة الارهاب ألواحا الكترونية حصلوا عليها من التحالف الدولي، يدخلون فيها معلومات لتحديد مواقعهم.
ويقول الرقيب عمار حاملا لوحا بيد وبيد أخرى جهاز اتصال لاسلكيا "تلتقط طائرات التحالف المعلومات وتنقلها الى قيادتنا التي ترسلها لنا بدورها عندما نكون على الارض، فلا يعود أمامنا الا التقدم بآلياتنا".
وبناء على أوامر من الضابط، يقترب سائق الآلية من مبنى يتجه اليه كل الرجال على الارض. ويلقم عنصر في المصفحة سلاحه.
ويقول عمار "حررنا أمس (الثلثاء) المناطق الواقعة الى يمين الطريق ويسارها، وبقيت هذه الطريق. أتينا من الجهتين اليسرى واليمنى ولم يبقَ سوى الطريق التي نعمل على تطهيرها من العبوات الناسفة، خشية وجود مجموعات إرهابية في بعض الأماكن عند جانبيها، ليكتمل بذلك واجبنا".
ويشرح عمار ان الطريق تعتبر سالكة عندما لا يحصل رد على اطلاق النار.
ويتحدث حمزة، وهو عنصر آخر في الجهاز، عن "فرق متخصصة" لازالة العبوات والالغام. ويقول ان هذه الفرق تعمل "على معاينة الطريق للتأكد من عدم وجود عبوات ناسفة، كذلك إن عثرنا على آليات عسكرية مفخخة نعمل على تفكيكها. ونحن نعمل على تأمين الحماية يميناً ويساراً لفرق الهندسة كي تقوم بعملها".
وما يلبث الرقيب عمار ان يعلن انتهاء المهمة.
على الفور، تصل وجبات من الارز يلتهمها الجنود، بعضهم وقد جلس على الرصيف، وآخرون يأكلون وهم داخل الآلية. لا يزال الطريق أمامهم طويلا الى الموصل.
ويقول قائد جهاز مكافحة الارهاب الفريق عبد الغني الاسدي متحدثا عن المحور الذي يعمل عليه الجهاز (شرق الموصل) "أتممنا كل مراحل الصفحة الأولى، وأصبحنا على مشارف الموصل، على بعد خمسة كيلومترات الى ستة. ونحن بانتظار المحاور الاخرى".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم